facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمود الزهّار ان حكى .. هل من توضيح لدى حماس؟


محمد خروب
28-10-2007 02:00 AM

اذا صح - ونحسب انه صحيح - ما كشفته مصادر من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عن مضمون محضر اجتماع ضم بعض القوى والفصائل الفلسطينية مع حركة حماس في وقت سابق، وما جاء على لسان القيادي البارز فيها الدكتور محمود الزهار من اقوال خطيرة، فاننا نكون بالفعل امام حال تتجاوز ما يظهر على السطح من خلافات فلسطينية فلسطينية وعدم التشكيك فيما يذهب اليه بعض خصوم الحركة - ومجمل تيار الاسلام السياسي - من وجود برنامج يمكن وصفه بالأممي الاسلامي يجري تطبيقه بوعي ودأب وخصوصاً في تنسيق وتعاون وتوقيت يصعب القول انه يأتي صدفة او انه محض تداعيات لمناخات وارهاصات ومعادلات او تحالفات سابقة..قال الزهار - وفق مصادر الجبهة الديمقراطية - ان غزة لا تعنيه كثيراً وبالتأكيد الضفة الغربية كذلك بل ان القدس لا اهمية لها في ظل المقام الاول الذي تحتله الصحوة الاسلامية العالمية الراهنة التي تجتاح ملياري مسلم تقريباً في معظم انحاء العالم..

الاقوال سواء كانت دقيقة بكلماتها ام في مضمونها، فانها تعني اننا امام عبث سياسي حقيقي وان خلف ستار ديني، بمستقبل القضية الفلسطينية وادخالها في متاهات حقيقية، على نحو يسرع بتصفيتها وسحبها الى مربع الحروب والصراعات الدينية وشطبها كحركة تحرر وطني وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس (التي لا تحتل اولوية عند الزهار مقابل البرنامج الأممي الاسلامي الذي قال انه يعنيه اولاً).

ليس فساد السلطة إذاً وليس خيانة الجناح المتصهين في حركة فتح وليس الفلتان الامني هو الذي دفع حركة حماس الى تنفيذ انقلابها الاخير، واعتبار استيلائها على غزة بمثابة التحرير الثاني لهذا القطاع الفلسطيني، المجبولة رماله بالبؤس والدماء والمجازر والمذابح الاسرائيلية والاقتتال بين الفصائل التي كانت حركة حماس هي اول من باشرته في ثمانينات القرن الماضي عندما رأت ان تحرير القطاع من الملاحدة اليساريين وخصوصا الشيوعيين تتقدم لديها على مقاومة الاحتلال والتسريع بكنسه.

لا نلتقي كثيرا مع برنامج حركة فتح ولا نسعى لتجميل قبح ما فعلته سابقا وما تفعله الان تحت ذرائع وتبريرات متهافتة بل ومريبة تدعو للشكوك والتوجس، الا ان ما يصدر عن قادة الجناح المتطرف في حماس وخصوصا اصحاب القرار في قطاع غزة، يثير هو الاخر الريبة من ان ربط مصير القضية باجندات ذات طابع ديني وخصوصا أممي انما يمنح رياحا جديدة لاشرعة الجناح اليائس في فتح (ومنظمة التحرير ايضاً) في تبرير كل التنازلات المجانية التي يقدمها لاسرائيل (والتي لم تتكرم اسرائيل حتى اللحظة بالاعلان عن قبولها بل ولا ترى فيها سببا يدعوها لاعتبار هذا الفريق المفاوض من فتح وبعض اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير شريكا لها في السلام لانها ببساطة تجزم انهم على درجة من الضعف لا تمكنهم من تنفيذ تعهداتهم).

آن الاوان لحركة حماس ان تدرك ان الزمن لا يسير في صالح خطابها الغامض والملتبس والقائم على التشكيك وتخوين كل من يحاول قراءة مواقفها او التحقق من الشائعات الكثيرة حولها والتي بلا شك، يمكن ان يكون بعضها مفبركاً ومصنوعاً في دوائر معادية لها سواء في داخل اسرائيل ام من خصومها على الساحة الفلسطينية.

ولعل النقاش المحتدم الآن على الساحة المصرية حول البرنامج الذي طرحته جماعة الاخوان المسلمين في مصر مؤخراً والذي نص (في جملة ما نص عليه) على عدم اهلية المرأة وغير المسلمين لرئاسة الدولة والقائم (البرنامج المطروح) على محاولة تطبيق المبادىء الاسلامية على جميع اوجه الحياة من السياسة الى الاستثمار الاجنبي في التعليم اضافة الى النص المثير للجدل القاضي بتشكيل هيئة من علماء الدين المنتخبين الذين يقرون القوانين بعد التأكيد من مطابقتها للشريعة (قال محمد حبيب نائب المرشد العام بعد الضجة التي ثارت حوله) ان الجماعة بصدد تعديل هذا النص رغم ان رأي الهيئة استشاري وليس ملزماً لأي جهة.

نقول لعل هذا النقاش المرتفع الصدى في مصر، يدفع حماس الى اعادة قراءة المشهد الفلسطيني جيداً وترتيب اولوياتها الفلسطينية اولاً وايلاء الوحدة الوطنية الفلسطينية المكانة التي تستحقها بعد ان دخلت القضية الفلسطينية دائرة التصفية وبعد ان تراجعت مكانتها على جدول الاعمال وبعد ان منح الفلسطينيون (قبل غيرهم) كل الاطراف، عربية كانت ام دولية وخصوصاً اميركية المبررات الكافية، لغسل ايديهم من القضية وتحويلها الى مجرد نزاع حدودي، وليس قضية تحرر وطني وتقرير مصير للشعب الوحيد في العالم الذي يرزح تحت نير الاحتلال بل وتحصد دولة الاحتلال المزيد من الدعم لمواقفها من عواصم القرار الدولي وتجد التفهم لدى بعض الدول العربية والاسلامية.

كرة الوحدة الوطنية في ملعب حماس كما هي كرة المفاوضات في ملعب فتح ومنظمة التحرير، ولا يهم الفلسطينيون كثيراً ان يربحوا اقامة نظام اسلامي في باكستان او تايلاند او حتى اندونيسيا ويخسروا وطنهم وقضيتهم والبقاء اسرى لشعار فلسطين وقف اسلامي الى يوم الدين ..

ماذا عن الدنيا وماذا عن الوطن وماذا عن الاستقلال والحرية والكرامة الوطنية والسيادة؟.

kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :