facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مصر .. ثورة الشعب وعدالة السماء


محمد حسن التل
03-06-2012 04:19 AM

بأبي ذلك المستشار أحمد رفعت، وهو ينطق أمس بالحكم على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وهو يردد باسم الله الحق، باسم الله قاسم الجبارين، صاحب الحكم في الأرض كما في السماء، ويصدح بقول الله تعالى «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير»، ويردد خلفه ملايين العرب والمسلمين المقهورين في الأرض.

الحكم على الرئيس المصري المخلوع، لم يكن حكماً مجردا على مُجرم، بل كان حكماً على كل من يستهتر بغضب الشعوب، ويسطو على خبز أبنائها، ويتجاوز على كرامتها وأرواحها.

كان «مبارك» أيام حكمه وكأنه جبارٌ يمشي على الأرض، متبختراً وقد تغوّل الصّنم في داخله، الأمر الذي ألغى عقله، وجعل مصر على عظمتها تدور في فلكه. وقد نمت في نفسه وثنية فرعون، عندما قال لأهل مصر: «مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ»، وربما عانى من نوع الغرور الذي سيطر على فرعون، واجترح نفس الآثام مع اختلاف الزمان.

«إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين»، ألم يفرق الحكم المخلوع بين أبناء مصر، هذا مسلم وذاك قبطي؟! ألم يحاول إيقاع الفتنة على مدار عقود طويلة؟! ألم يُذبِّح أبناء مصر ويستبيح أعراضهم؟! لقد فعلت الصنمية فعلها في مصر، وانحدرت بها إلى الدرك الأسفل، بسبب فظاعات مسّت تاريخها وكيانها العظيم، إلى أن استطاع الشعب أن يكبر على جراحه، ويقول لفرعون: «كفى».

أمس كانت مصر تعبر تاريخاً جديداً، ومعها كل أمّتها، تاريخ يُسطَّر بحروف الحرية والعدل واحترام الإنسان، لقد كانت مصر وستعود تلعب دور القيادة في المنطقة، مع كل ما لحق بها من هوان وجراح، طيلة العقود الماضية، رغم ما تمتلك من قدرات بشرية،واستراتيجية ومادية وايديولوجية، تجعلها رائدة في أمّتها والعالم، إن ما حدث أمس في قاهرة المعز، يثبت لكل صاحب بصيرة حيّة، أن الظلم وإن طال أمده لا بدّ من نهاية له، وأن الشعوب إذا غضبت فَتَكت، حتى وإن جوبهت كما يحدث في سوريا بالنار والموت.

أمس عندما كان القاضي ينطق بالحكم على «مبارك»، كان الملايين في الأمة وأحرار العالم يدعون بالخلاص لشعب سوريا؛ لأنه شعب يستحق الحرية كما أشقاؤه في مصر.

إنّ ما حدث في تونس ومصر وليبيا، وغير هذه الأقطار من أقطار العروبة، من ثورة عصفت بالظلمة، لهو أكبر عبرة للمستهترين بإرادة الشعوب، التي أثبت التاريخ على امتداده، أنها تصنع من المعاناة نصراً، ومن الضيق فرجاً، وتخرج من تحت رماد الاستبداد بروح جديدة، تلفح جباه الظلمة مهما استكبروا على شعوبهم، وعلوا في الأرض.

هنيئا لشعب مصر هذا الإنجاز، وندعو الله تعالى أن يفرِّج أزمة السوريين، القابضين منذ أكثر من عام على جمر الثورة والظلم والاستبداد.

ربما لن يرضي الحكم الصادر أمس، بحق القيادة المخلوعة في مصر ملايين المصريين؛ لأن مطالب الثوار دائما، لا ترضى بالمساومات أو الحلول الوسط، خصوصا إذا كان دم على الطريق.

ولكنه في النهاية - كما قلنا- جاء هذا الحكم ليشكِّل مرحلة جديدة، في تاريخ مصر الذي ظلَّ مختطفا لعقود طويلة، من قبل من حوّلوا أمَّ الدنيا إلى نادٍ كبير لرجال أعمال فاسدين، عاثوا فسادا ونهبا في اقتصادها، وحولوها إلى دولة فقيرة منكسرة، لا حول لها ولا قوة ولا إرادة .

المهم أننا اليوم أمام مصر جديدة، بمستقبل جديد، يحاكي ماضيا تليدا، كلُّه حرية وعدل واحترام لخلق الله، الذين قال عنهم الفاروق قولته، التي ما زالت تدوي في التاريخ: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

هي عدالة الله العظيم تجلَّت أمس في مصرَ، علَّ طاغية دمشق يعتبر!!!


الدستور





  • 1 اجمل كلام قرائته منذ مدة طويلة 03-06-2012 | 06:19 AM

    واردد معك ومع كل الاحرار وادعوا. اللهم ارفع مقتك وغظبك عنا وعن المسلمين في كل البقاع واللهم افرج وفرج عن المكلومين والامهات والاطفال في سورية الابية العصية على كل ظالم وعجل اللهم الخلاص من بشار وزبانيته المجرمين. اميييييييييين

  • 2 اجمل كلام قرائته منذ مدة طويلة 03-06-2012 | 06:20 AM

    واردد معك ومع كل الاحرار وادعوا. اللهم ارفع مقتك وغظبك عنا وعن المسلمين في كل البقاع واللهم افرج وفرج عن المكلومين والامهات والاطفال في سورية الابية العصية على كل ظالم وعجل اللهم الخلاص من بشار وزبانيته المجرمين. اميييييييييين

  • 3 ايمان 03-06-2012 | 11:50 AM

    رائع

  • 4 طارق 03-06-2012 | 02:24 PM

    هذه اول مرة اقرا لك المقال ...............

  • 5 زياد البطاينه 03-06-2012 | 02:31 PM

    الاستاذ الكبير محمدحسن التل
    بدايه انها مقاله تستحق وقفات بعد ان مر عام على انطلاق ثورة شعب مصر ولقد شهد أول أعوام الثورة أحداثا لا حصر لها، وبين مطالب الثورة الأساسية التي خرج من أجلها الشباب في يوم 25 يناير 2011 وبين ما تحقق منها وما لم يتحقق؛
    بداية كانت المطالب اقتصادية وسياسية فكان الشعب يطالب بالعدالة الاجتماعية والكرامة والقضاء على الفساد وتزايدت المطالب بالمطالبة بعدم توريث الحكم وحل مجلسي الشعب والشورى وتعديل الدستور ثم أصبح المطلب الرئيسي إسقاط النظام ورحيل مبارك عن الحكم.
    فسقط مبارك ومجموعته وانتهى مشروع توريث حكم مصر للأبد وتم حل مجلس الشعب والشورى وتم حل الحزب الوطني (وحتى أحزاب الفلول التي تشكلت بعد ذلك أقصاها الشعب المصري في الانتخابات) وتمت أول انتخابات حقيقية في مصر ليكون أعضاء البرلمان نوابا بحق عن الشعب، ومن ثم تم وضع دستورا جديدا لمصر.
    والأهم من وجهة نظري هو شعور المصريين بالكرامة ببلدهم لأول مرة منذ زمن بعيد حد قوله البعض منهم .
    ولكن تحقيق تغييرات سياسية أسهل بكثير من تحقيق اصلاحات اقتصادية لأن التغييرات السياسية لا تحتاج إلا إلى قرار، أما النهوض والاصلاح الاقتصادي فيحتاج إلى العمل، فلم تتحقق العدالة الاجتماعية ولم يتم القضاء على الفساد ولم يشعر المواطنين بتحسن أحوالهم المعيشية بالاضافة إلى الانفلات الأمني والذي له تأثير كبير على عدم النهوض والانتعاش الاقتصادي.
    فإذ لم يأت الإصلاح والنهوض الاقتصادي بعد التغييرات السياسية فلن يشعر الناس بأي جديد وولن يشعروا إلا بنقل السلطة من حزب لحزب والسلطة من نظام لنظاما جديدا.
    وزاد على ما لم يتحقق؛ حق من فقدوا حياتهم في الثورة وحق الشعب من مبارك ونظامه الفاسد، ولكن أننشغلوا بالقصاص وبالمحاكمات ونسوا أن الهدف الرئيسي الذي ضحى من أجله الشهداء هو أن يروا مصر أفضل وأقوى.
    فهي تحتاج لترتيب أولوياتها وألعمل على تحقيقها، فنريد رئيس جديدا لمصر حتى تكتمل الاصلاحات والتغييرات السياسية، ونريد العمل على إنعاش والنهوض بالاقتصاد للفرد وللوطن وتشريعات للتقليل من الفساد، ومحاكمات عادلة لمن قتلوا الشهداء ولمن ظلموا شعب مصر.

  • 6 عمر 03-06-2012 | 02:45 PM

    شكرا على المقال الرائع واذكر هنا المثل الذي يقول:( لن يمتطي احد ظهرك الا اذا وجده منحنيا)

  • 7 نيقيين 04-06-2012 | 01:20 AM

    اكثر من جميل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :