facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الناس مع الواقف!!


فريهان سطعان الحسن
04-06-2012 03:13 AM

قادتني الصدفة لأن أتصفح صفحة أحد الوزراء السابقين على موقع "الفيسبوك" بعد أن ترك موقعه الحكومي، ولاحظت التغير الكلي الذي حصل فيها بين ليلة وضحاها!! هذا الوزير كان يحظى بعشرات وربما المئات من التعليقات على أية كلمة أو جملة يضعها من قبل الأشخاص "الأصدقاء" على صفحته، وهو على رأس عمله.
ولكن بمجرد ما فقد منصبه الحكومي، تضاءل حجم التعليقات وترهلت بشكل مثير للانتباه، حيث لم تتجاوز التعليقات أكثر 4 أو 5 على أي مقولة أو كلمة يضعها، وأحيانا بلا أي تعليق!!
طرحت ذلك المثال لأتحدث عن موضوع ربما ليس جديدا، لكنني أعتقد أن أناسا كثيرين ما يزالون يختبرونه في حياتهم بعد تغير الناس معهم حينما يتركون مواقعهم ومناصبهم، لتترسخ مقولة أن "الناس مع الواقف"!!
والنتيجة أن الناس مع الإنسان الذي على رأس عمله وفي قمة مجده وعطائه ومسؤوليته، ولكن في اللحظة التي يفقد فيها كل ذلك، يتباعد عنه الجميع وينفضّون، وكأن الزمن قد عفا عنه، وزال معه حب الناس واحترامهم وتقديرهم له مع زوال الموقع، فهو برأيهم لم يعد يعني لهم شيئا.. "هو وقلته واحد"!!
المشكلة أن المفاهيم تغيرت، وباتت المصالح تحرك الناس وتحكم على علاقاتهم مع الآخرين، ومرتبطة بنفوذ من أمامهم، دون النظر إلى معدن الشخص الحقيقي وإنسانيته وقيمه ومبادئه، وتأثيره ودوره وعطائه الذي ينتهي طالما انتهى منصبه وتراجعت مكانته..
المشكلة تكمن في القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تحكم تعاملات الناس من خلال المنصب الذي يعتقدون أنه يعلي من شأن الشخص وقدره ومكانته الاجتماعية التي تكون أداة التواصل معه والاحترام والتقدير له، بغض النظر عن أهليته واستحقاقه للمنصب أم لا.
نعلم أن كثيرا من الأشخاص الذين تولوا المناصب، لم يكونوا أهلا لها، وفقدوا احترام الناس لهم بعد أن كانوا يحظون بمكانة مهمة، لأن الكرسي قد غيرهم، وقلب مبادئهم وأفكارهم وقيمهم، وطريقة تعاملهم مع الآخرين، فهؤلاء هم من حكموا على أنفسهم بمصيرهم بعد زوال المنصب وابتعاد الجميع عنهم.. هم مارسوا انتحارا من خلال عدم حفظهم لخط الرجعة، وبأن الموقع لا يزول، وبأنه لو تخلد الموقع لما أتى لهم ولغيرهم من بعدهم!!
أما من حافظوا على أنفسهم من هالة الموقع ولم تتغير قناعاتهم ومبادئهم، وتضاعف عطاؤهم وحسن تعاملهم مع الجميع، فإنه من المفترض أن يكونوا أكثر رفعة في عيون الناس.
ولكن ما يحصل، أنه حتى هذه النوعية من الأشخاص، يفقدون كذلك بعد خروجهم من مناصبهم تواصل الناس وحفاوتهم، ويصل الأمر ببعضهم إلى استكثار السلام عليهم، فهم بلا فائدة الآن في نظر الآخرين.. وليسوا أكثر من تكملة عدد في جاهة أو على مأدبة غذاء!
إذن المشكلة لا تكمن في هؤلاء الذي يحملون لقب (سابق)، بل تتلخص بقيم سلبية باتت تحكم علاقاتنا مع الآخرين دون النظر إلى الطبيعة الانسانية وأخلاق الشخص وسلوكياته وقيمه الجمالية ومبادئه، بعيدا عن المنصب الذي يتولاه..
سأعود لأكرر مقولة "الناس مع الواقف" هذا ما فرضته قيمنا الاجتماعية التي باتت مبادئ نسير عليها..
فيا أيها الواقفون تذكروا أن المناصب لا تبقى، واعلموا أن كثيرا ممن حولكم وممن يمطرونكم بهواتفهم إنما يفعلون ذلك من أجل مواقعكم لا من أجل شخوصكم.. فاتعظوا بغيركم..
f.alhassan@alghad.jo


الغد





  • 1 ام صقر 04-06-2012 | 03:55 AM

    كلام صح 100 % وهذه تذكرني بالفنان ابو عواد عندما مثل دور وزير في احد مسلسلاته وعندما مات الذي عنده حضر كل طاقم الوزارة ورجال من المجتمع لتعزيته ، وبعدما خرج من الوزارة مات والده لم يحضر احد للتعزية . نعم يا فريهان ازمة قيم واخلاق . شكرا لك ، ابدعت . كازك يا وطن .

  • 2 ابو غزال 04-06-2012 | 05:06 AM

    مقال روووعة

  • 3 ابن الطفيله 04-06-2012 | 11:23 AM

    صح لسانك نعم قيم سلبيه باتت تحكم علاقتنا مع الاخرين..

  • 4 ابورمان 04-06-2012 | 02:09 PM

    ختامك مسك ولكن اذانهم مسدودة

  • 5 عمر الشريف 04-06-2012 | 04:04 PM

    مقال ساحر مثل كاتبته...فعلا الناس مع الواقف

  • 6 خريوش 04-06-2012 | 07:18 PM

    نعتذر

  • 7 محمود ابو داري 04-06-2012 | 09:41 PM

    كلام صحيح ...

  • 8 ههههههههه 05-06-2012 | 12:27 AM

    المعذره كلام صحيح .. شعب اصبح ... في مقوله لا ابو عواد بتقول يا زمان الشقلبه شو سويت

  • 9 عبدالمهدي الدهيثم 05-06-2012 | 10:36 AM

    كلام جميل ولكن من وجهة نظر اخرى هل كانت علاقات هذا الوزير اواي مسؤول سابق مبنيه على الصدق وحب الشخصيه ام كانت علاقاته بسبب منصبه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :