بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الامين .
أما بعد :

أكتب اليوم ولا أدري ان كان في الارجاء من يجيب، أم اني سأسمع صدى صوتي كنُباح كلبٍ يذهب و يَجييء، لا أشكو الى أحدٍ، فالله هو ملجئي و ناصرُ أمري و سامعُ شكواي، انما اليوم أَبرُ بعهدٍ قطعته على نفسي منذُ الأزل، ألا اكون في يومٍ من شياطين الانس الصامتة، و ألا أبيع بيوم حقي و مبدأي بالركوع الى أصنام الفساد و الظلم، فها هي غيرتي على الحق ووطني أمسكتني القلم و أنطقاني، و في ما يلي القصةُ و ما جرى و الله أعلم بما سيجري :

أربعةُ أعوام قضيتها في ربوع مدينة اربد العزيزة، في كنف ذلك ذلك الصرح العلمي الشامخ، جامعة العلوم و التكنولوجيا الأردنية، قطعتُ العهدَ و عقدةُ العزمَ و جعلتُ الجد و الاجتهاد شعاري و رمزي، املي ان رضى الله و رفعتُ الوطن و رَدُ الجميلَ لأهلي، و أبيتُ الا ان أكتب اسمي في لوائح الشرف، فواصلت الليل مع النهار و بذلت كل ما في وسعي، كانت سعادةً غامرة في كل نهاية عام عندما أقطف ثمار جهدي، فزاد الامل و زاد الطموح و بقيت عند عهدي .

و في يوم الحصاد الأكبر، يوم التخريج، و أثناء التدريب على مراسم التخريج فوجئت باني لم احصل على المرتبة الأولى على الفوج على الرغم من اني احمل اعلى معدل تراكمي (88.5) و من حصل على هذه المرتبة لا يتجاوز معدله (84).

أيقنتُ ان هناك خطأ قد حدث، ذهبتُ مسرعة الى قسم القبول و التسجيل و شرحت لهم قصتي " أحمل المعدل الأعلى وبقي لي التدريب الجامعي على الفصل الصيفي والذي لا يؤثر على المعدل لانه يسجل ناجح/ راسب )، وقدمت اعتراضا وكان بوحضور الدكتور عمر الجراح و الدكتور فيصل الرفاعي اللذين قالا لي : " أول مرة تمر هذه الحالة علينا، صراحةً المرتبة الاولى حقك"، وجعلوني اقدم اعتراضا ووقعوا عليه وقالوا لي هذا حقك و يجب ان تأخيه وطمأنوني بأني الأولى.

وبعد ان شددت عزمي بطريق العودة الى عمان وإذ بهم يتصلون بي ويقولون لي "آسفين لكن اضطررنا الى ان نسحب منك أولى ترتيب الفوج لأنك لم تستكملي متطلبات التخرج ممكن تحضري الحفل الحالي كضيفة لكن المرتبة التنافسية ستسجل لك مع الفوج القادم وإن بقيتِ أعلى معدل على الفوج التالي ستكرمين الاولى" احتسبتُ امري عند الله وشكرتهم.

وفي هذا العام وقبل أيام فوجئتُ ايضاً بأني لم احصل على المرتبة الاولى على الرغم من اني لازلت احمل المعدل الاعلى لان من نُسِبَ اسمه لهذه المرتبة اقل مني معدلاً (86)، فذهب لاستقصي هذا السبب و لأُذَكِرَ بما حدث العام الماضي لعل الذكرى تنفع المسجلين، ولكن هذه المرة كان الجوابُ اكثر جهلا واستفزاز "اني تجاوزت المدة المحددة للدراسة لأنني أخذت التدريب على سنة رابعة صيفي" متناسين نص القانون الذي يقول " السنة الجامعية هي عبارة عن فصلين دراسيين الأول والثاني والفصل الصيفي يعد فصلا اختياريا وهو امتداد للفصل الثاني"، فذهبت الى المسجل و مساعد مدير التسجل فلم يقابل طلبي باي اهتمام.

فقررت ان اقابل الرئيس لعله ينصفني، فكانت المفاجأة الكبرى، قابلني بكل استعلاءٍ "استهتار" و كاني " شحادة" اطلب منه عونا و معونه، متناسيا انهُ ما وُجِدَ الا لخدمتنا وقال لي" انتي جاية تشوفيني مشان هيك اشي !!!، شوفي اللي اصغر مني ".

فقلت في نفسي " عفوا ايها الكبير، لن اذهب لمن هو اصغر بل سأشتكي امري لمن هو أكبر فاحتسبت أمري عند الله "، مضيت أدقُ المكاتب فكانو يتلقفونني ككرة المضرب، ثم وقفت للحظات والدمعة محبوسةُ بعيني وقلت لنفسي "اه اه اه، ما زال للواسطة ابناءٌ وأحفاد" ومضيتُ تاركةً خلفي ذكريات السنين وسهر الايام والليالي.

قتلوا الفرح في أعيني باستهتارهم، ظلموني ولم يتحرك بهم الوجدان، فمن ينصفني ؟؟؟
ولكن انا على ثقة ان هناك من الشرفاء من سيأخذون على عاتقهم ايصال صوتي، و لكن في النهاية اود ان اوجه كلمة للمسؤولين في الجامعة من المسجل الى الرئيس، اتقوا الله في انفسكم وفي رعيتكم وفي الوطن، يامن اشبعتم المواطن كلاما عن الابواب المفتوحة وعن الفساد والشفافية، اتقوا الله.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

رنده تيسير يعقوب أبو سنينة