facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل صحيح أن "ملة الكفر واحدة" * د. معن المقابلة

14-06-2012 04:53 AM

أثار انتباهي تعليقات بعض القراء على مقالي المنشور في عمون، بعنوان " المواقف الروسية حيال الأزمة السورية"، بعبارة (ملة الكفر واحدة) ، على اعتبار أن الموقف الروسي تجاه ما يحدث في سوريا ، ما هو إلا تبادل أدوار بين الغرب وروسيا ، وليس هناك فرق جوهري بين الموقفين .

وقبل أن أقدم اعتراضي على هذه المقولة لا بد أن أوضح أن هذه العبارة ليست حديثاً نبوياً شريفاً حتى لا يخرجني البعض من الملة ، كعادتنا فنحن لا ندقق بكل ما نقرأ وخاصة تلك الأقوال المأثورة التي يعتقد كثير منا أنها أحاديث نبوية وهي ليست كذلك.

وعود على بدء ، من الناحية العقائدية والمفهوم الديني ، كل من هو ليس على ديني فهو كافر ، وهذا ليس عند المسلمين فقط ، فكذلك كل من هو ليس مسيحي فهو كافر عند المسيحي ، وكل من هو ليس يهودي فهو كافر أيضا عند اليهودي ، فكلمة كافر مصدرها الفعل الثلاثي كفر ، وكفر الشيء أي ستره ، فالكافر بهذا المعنى قد ستر شيئا ما ، وهو بالمعنى العام قد ستر نزول النعمة عليه ، أو ستر وجود الله ، بمعنى أنكر وجحد ولهذا سمي المزارع كافر ، فهو من الكفر وهو التغطية أو التورية ، فهو يغطي الحب عند حرث الأرض ، لذلك سمي كافر أي مغطي الحب. وفي الشريعة الإسلامية الكافر هو ما يقابل المسلم . من خلال هذا التفسير والمعنى ليس عندي اعتراض فهو أمر ديني بحت . أما عندما نتحدث عن العلاقات الدولية وما يتجاذبها من تحالفات وصراع مصالح ، فالأمر يختلف تماما . فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح وليست المبادئ والقيم الأخلاقية ، فرئيس وزراء بريطانيا الأسبق والأشهر ونستون تشرشل يقول: " ليس هناك أصدقاء دائمين لبريطانيا ولكن هناك مصالح دائمة" . فلو كان الدين يحكم علاقات الغرب فيما بينهم لما قامت اعتى حربين عالميتين بينهما ، وذهب ضحيتهما ملايين البشر وهم على دين واحد.
ثم ألم يحزن المؤمنون على هزيمة الروم على يد الفرس ؟ ثم وعدهم الله تعالى بنصر الروم ، وعندها سوف يفرح المؤمنون بنصر الله ، أليست أوائل الآيات في سورة الروم ، تؤسس لعلاقات المسلمين مع غيرهم ، فإذا كان الروم هم أقرب للمسلمين من الفرس الوثنيين كونهم أهل كتاب ، آلا يقاس على ذلك بالتفريق بين تلك الدول التي تناصر قضايا الأمة من تلك الدول التي تحيك المؤامرات ضدها وتتآمر عليها ؟ ، ثم أليس من عدم الحكمة بمفهوم العلاقات الدولية التي تحتكم إليها الدول من خلال المواثيق والمعاهدات الدولية أن تضع العالم كله في كفة واحدة ؟ وعليه تصبح مواقفنا وأحكامنا على الدول أحكام ثابتة ، وليست قائمة على مبدأ المصالح والتحالفات ، التي يجب أن تحكم مصالح الدول .
ثم ألم تؤسس الوثيقة التي وضعها الرسول-عليه الصلاة والسلام- عندما قدم إلى المدينة المنورة مهاجرا للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين – يهود ، منافقين ، مشركين –داخل المدينة ، بحيث اعتبرها البعض تحدد مفهوم المواطنة في الدولة الإسلامية ، بصرف النظر عن الدين ، وعليه فقد رأى البعض أن هذه الوثيقة تؤسس لدولة مدنية ، وليس دينية ، فقد كانت العلاقة بين مواطني الدولة الإسلامية علاقة مواطنة ، بصرف النظر عن الدين ، وهذا ما أكدته الآيات القرآنية كقوله تعالى " لا أكراه في الدين " وقوله تعالى " لكم دينكم ولي دين" .

وهذا أيضا ما سارت عليه الدول الإسلامية المتعاقبة ، فالعباسيون تعاملوا مع غير المسلمين في الدولة ألإسلامية على مبدأ المواطنة ، بحيث تولوا مناصب إدارية مهمة في الدولة ، وكذلك الدولة الأموية في الأندلس والفاطمية في تونس ومصر؛ حيث وصل أهل الذمة فيهما إلى أعلى المناصب ، كالوزارة.
وعليه فإن العلاقة بين الدول تحكمها المصالح المتبادلة ، وليس القيم الأخلاقية أو الدين فقط ولا أظن أن ذلك يتعارض مع جوهر الدين ومقاصد الشريعة.





  • 1 عصام 14-06-2012 | 08:28 AM

    رائع

  • 2 رياض 14-06-2012 | 12:45 PM

    ملة الكفر واحدة :نعم صحيح لكن مبدءالعلاقات والمصالح المتبادلة والاولويات فهي مسئلة اخرى والسياسة صديق اليوم عدو الغد والعكس صحيح وغير المسلمين ليسوا درجة واحدة منهم الاقرب والقرب ومنهم البعيد والسياسة لا دين لها وهي مصالح بحتة.ومقصد الملة واحدة ان عدائهم للاسلام واحد

  • 3 معتصم مقابلة 14-06-2012 | 01:07 PM

    مقال رائع و معبر

  • 4 قعقورة 14-06-2012 | 01:35 PM

    فعلا العلاقة بين الدول تحكمها المصالح المتبادلة ولا غير ذلك شكرا دكتور والى الامام
    انشاء الله

  • 5 ابن عباد 14-06-2012 | 02:43 PM

    ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم (صدق الله العظيم)

  • 6 ابو عزام 14-06-2012 | 03:57 PM

    الدين لله والوطن للجميع فصل الشعوب على اساس ديني هيا دعوى طائفيه

  • 7 karak 14-06-2012 | 05:07 PM

    اوروبا لم تتطو الا عندما تخلت عن الدين ، مت ستستفيق امة العرب !!!!

  • 8 احمد ابو عاشور 14-06-2012 | 05:10 PM

    نعم الكثير منا نقرأدون ان ندقق بما نقرأ.

  • 9 فراس حجازين 14-06-2012 | 05:43 PM

    كان الاجدى بالكاتب تجنب اي تفسير او تأويل واختار اسما اخر للمقال
    ثم من قال لك ان الدين المسيحي يكفر من هو غير مسيحي هل قرأته في الانجيل المقدس لا يا سيدي لا تقول بما لا تعرف

  • 10 فراس حجازين 14-06-2012 | 07:56 PM

    وين تعليقي يا محرر وين حرية الاعلام التي تطالبون بها الحكومات فعلا كلكم من نفس الطينه تقولون ما لا تفعلون
    هذا الكاتب عنصري يا محرر

  • 11 علي 15-06-2012 | 02:00 AM

    مقال رائع و منطقي! ننتظر المزيد

  • 12 محمد خير ابو عمر 15-06-2012 | 04:25 PM

    يا سيدي الكاتب العزيز انت هنا حدت عن الصواب بكثير عندما قلت ان المسلم يكفر المسيحي او اليهودي والعكس صحيح ايها الكاتب العزيز المسلم لا يكفر اهل الكتاب فهم يؤمنون بالله ولكنهم لا يؤمنون برسل غير رسلهم وهذا لا ينفي عنهم الايمان بمعتقدهم بوجود الله تعالى الكافر عزيزي هو من كفر بالله واهل الديانات السماويه كلهم يرمنون بالله عزيزي .

  • 13 مواطن 15-06-2012 | 07:05 PM

    نشكركم على هذا المقال ونتمنى على كثير من الناس الوقوف للحظات لنميز بين اهل الحق واهل الكفر الكثيرين في زماننا هذا .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :