*حكومة "ماما تيريزا" في السوبرماركت: أعطني "قانونا" وأمتني جوعا!

الخبز والبرسيم ... ابلغ أمانينا!

ماهذا الحنان وهذا الدلال أيها الشعب "المدلل المتغطرس, رئيس الحكومة "يسهر النهار" ويمشي في الاسواق, يختال بين الرفوف ويشق الصفوف ليطمئن على حوائج رعيته من أكل وطعام ... وأكل وطعام ... واكل وطعام, فلتحسدنا الدول المتقدّمه قبل المتأخّرة على هذا الانموذج من التفاني والاخلاص وعلى هذا الكم الهائل من الخبز والبرسيم في البطون والمخزون.

سرّني وطمأنني منظر تجمهر عدد من رجالات الدولة يدقّوا رؤوس بعضهم ببعض وهم يعاينوا علبة ربّة البندورة أو من شاكلتها من المواد الحافظة وغير الحافظه... كلّها من أجل فم وعيون المواطن "الجوعان" لا أكثر.

زلزلت الأرض من فوقنا ومن اسفلنا منا وعن يميننا وعن شمالنا, ونالت شعوبها ما نالت من الحريّة والعدالة والرقي, وأصبحت الدول الدول التي كنّا ننظّر عليها "بديموقراطيتنا", تنظّر علينا وتعطينا دروسا حقيقيه وواقعيه, تشق طريق مجدها ببطئ وبتعثّر وبشق الأنفس... ولكنها مرفوعة الرأس وعالية الهامة وكبرياء.

أما نحن, فالأردن طبعا "غييير", فلا زلنا نتبع سياسة اشباع الشعب خبزا وبرسيما, والتنزه من سوبرماركت الى اخر, في كل أزمة سياسية وضحاها, وبين الثلاجات المجمّدة والمواد الحافظة, من اجل تأمين حاجات فمه وبطنه لا عقله وكرامته. أو من أجل الحرص كل الحرص على ضبط وتخفيض الأسعار, عشرة قروش هنا وربع ليرة هناك, حتى ينام الانسان مقفل الفم و"شبعان"! كون هذا هو ... أول واخر همنا وأمانينا.


شعب لم يشبع خبزا بعد! : فهمونا بس مصرّين يطعمونا.

في علوم الاقتصاد السياسي الحديث, نقرا وندرّس اهمية العلاقة الجدليه وأهميتها بن السياسة والاقتصاد او ما بين السوق والدولة, وأيهما اهم وكيف ولماذا. ونبيّن في بعض النظريات أهمية الاقتصاد, من مبدأ النمو الاقتصاديكأداة لتحول اجتماعي يعزز وينمي مركز الطبقه الوسطى, بهدف تحقيق "التنمية السياسية" والديموقراطية. اما نحن فلا زلنا ننظر الى البعد الاقتصادي من منحنى, دعم الخبز وخفض سعر علبة السردين وقهر الجوع وذلك لالهاء الناس عن الشؤون السياسية واهمها قانون الانتخابات اليوم. فشتان ما بين المثال الأول وأهمية الاقتصاد في التغيّر السياسي مقارنة بالمثال "العبقري" الثاني... "الاردن غير"ّ!


القانون الأسوأ للحكومة الأسوأ في تاريخنا المعاصر ... لماذا؟

موضوعيا ومنطقيا يعد قانون الانتخاب الأسوا للحكومة الأسوأ للاسباب التالية:

1. العالم جلّه تغيّر تغيرا جذرياوخاصة المنطقه المحيطة بنا في جميع المحاور والأصعدة والمفترض أن نتغير للأفضل شأننا شأن العالم المحيط بنا يضمن بذلك مشاركة أكبر وتفاعل وتقدير لقيمة المواطن وفكره ومنطقة.

2. هناك اجماع من جميع فئات وطبقات المجتمع لم يسبق لها مثيل وعلى رأسها جلالة الملك على ضمان قانون يشمل ويرضي الجميع. وهذا لم يحدث اطلاقا لا من قريب ولا من بعيد... فلماذا استمرار سياسة الاستبداد بالراي والعناد والنكاية "وهذا يلي جاك" و"بلّط البحر ... وغيرها؟؟

3. لم يسبق وان فتحت ملفات الفساد وبانت عيوبها واشمت رائحتها مثل اليوم, ومن هنا العجب كل العجب أن نرى السياسات المتبعه لازالت متاخره وبعيده ورجعيه لا تلبي لا من قريب او بعيد طموحات المواطن اليوم.

الاختصار:"ليس بالخبز وحدة يحيا الانسان"

اذا كانت الحكومة تعنى بتلبية طموحات المواطن وتحرص على تحقيق امانيه وتطلعاته, اتمنى ان يذهب الفريق الوزاري في المرة القادمة الى مجلس الامه مستقر كرامته ومستودع امانيه وليس الى السوبرماكت مقر جوعه ولقمة عيشه! وان ينظروا الى الاقتصاد نظرة تنموية مستدامة كمقدمة الى نظرة استراتيجية سياسية بعيدة الامد وليس النظر اليها كوسيلة الى اطعامه وسد "فمه" كمقدمة الى اقصاء وتهميش طموحه السياسي.