facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"لمومة"


سليمان القبيلات
06-11-2007 02:00 AM

اشكالية هاجس الهوية في الثقافة الشعبية السائدة تتكثف هذه الايام بفضل قانون الانتخاب، الذي حشد لها كل مقومات البقاء والتعزيز لتتجلى في اشد تمظهراتها تناقضا مع المدنية والمواطنة. فلا بد لك ان ترفع راية الانتماء المنفعي للقبيلة الكبيرة صاحبة السطوة لتجد لك موطئ قدم في هذا السائد البائس. والاجماع القبلي او العشائري يجري صوغه عادة على مرشح ليس لكفاءاته وانما لحضوره القبلي والمالي حتى وإن كان أُمياً جاهلا "لا يفك الخط". فانت ان غامرت ورشحت نفسك في منطقة قبلية وكان اسمك ليس ممهورا بخاتمها فسيجري استبعادك او افشالك حتى لو كنت المؤهل الاكثر للتصدي لمهمة النيابة في ظل قانون الصوت الواحد.
سيقال عنك انك "لمومة" و"اصلك غير معروف" و"غير اصلي" او من المنطقة الفلانية وقد لاذ اهلك بنا للاحتماء، وكانهم يقولون لك "لقد ارتقيت مرتقى صعبا" وسنسقطك يا "دخيل".
هذا كله من ابداع التغييب القسري لقوانين المواطنة والتمسك بثقافة تسلطية ترسخ بيئة حاضنة لمفاهيم النفي والاقصاء. وبفضل هذه الحضانة الحريصة على الجهل سيظل الانكفاء سيماء المجتمع وعنوانه المقيم، وسنظل مندهشين متسائلين : لماذا لا نلحق بالعالم المتمدن؟!!
في الثقافة الشعبية العربية عموما هناك نزوع شديد للانا المتقوقعة حول ذاتها في العشيرة او الطائفة او الجغرافيا وهو ما عززه القمع ليظل سؤال وعي التغيير ومقوماته حائرا غير متبلور، ففي ذلك مصلحة اكيدة وحيوية للسلطة العربية القائمة.
تاريخيا انتزعت شعوب كثيرة مواطنتها في بلدانها عبر صراع طويل من أجل حريتها وفق اسس تجاوزت إرادة الحكام فصاغت بيدها اسسا لانتمائها الحقيقي لاوطانها، وصار فردها مسلحا بوعي حقيقي ليس مناطقيا او ما قبل الوطني مثل العشائري والطائفي وسواهما.
وعلى الرغم من هشاشة الدعاية الرسمية للانتماء أو لعله بفضلها ساد شعور بالغربة إزاء التحزب بوصفه تمظهرا واعيا للتسييس، وهو ما تزامن مع بث كل ما يعزز التقوقع حول الانا ما قبل الوطنية في تجسيد لسياسة جعلت افراغ الوعي العام من مضامينه المعرفية هدفها الرئيس، وفي مسعى لان يكون الانسان روبوتا موجها بعناية ليدور حول اناه الضيقة ولا يستثنى من ذلك المثقفون.
في مثل هذه البيئة كيف يمكن ان تدفع بنائب يمثلك في العام 2007 فتعود الى فراشك قرير العين مرتاح الضمير. وفي مثل هذه الحضانة المقدسة لسطوة التقوقع هل يجوز الصمت ازاء توسيع مساحة المسكوت عنه، فيما ننتظر مجلس نواب لن يكون له اي قيمة اضافية في الحياة العامة.
muleih@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :