facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تفكيك الدولة: نماذج و تطبيقات


د. عامر السبايلة
04-08-2012 09:50 AM

من وجهة نظرأميركية: أكبر أخطاء سايكس بيكو "ترك دول عربية قادرة على انتاج حالة من الاكتفاء و التطوير الذاتي, خصوصاً: مصر, العراق و سوريا."

مصر نموذج "اللاعنف":

نموذج تركيع مصر كان نموذجاً بعيداً عن العنف, و تم تطبيقه في ما بعد على المحور المعروف ب"محور الاعتدال" او " محور اصدقاء اميركا." تبدأ بتوقيع اتفاقية سلام, و فتح الابواب للبنك الدولي و تسليمه مفاصل الدولة. خصائص هذا النموذج: قروض لا تنتهي و ربط المؤسسة العسكرية تماماً بواشنطن (البنتاغون).

تدمير الاقتصاد الوطني, و خلق حالة من التبعية الاقتصادية و انهاء حالة الأمن الغذائي و الاقتصاد المنزلي, بعبارة اخرى عبودية بصورة حداثية.

العراق: بداية نموذج العنف

لم ينطبق النموذج المصري على العراق. نموذج التغيير السلمي تحول الى هجوم عسكري و من ثم عقوبات اقتصادية اوهنت الدولة و فككتها الى ان حانت لحظة الهجوم الأخير. بعد ذلك كان تفكيك الدولة و تدمير مؤسساتها و اهمها المؤسسة العسكرية. باختصار تمثلت العملية بالخطوات التالي: حرب, حصار, تجويع, تركيع و من ثم تفكيك.

سوريا: النموذج الأكثر تعقيداً

النموذج السوري شكل منذ البداية حالة معقدة, نظراً للدهاء الذي مارسه السوريون في عدة محطات تاريخية, نختصرها في ولادة العلاقة الاستراتيجية العسكرية مع الاتحاد السوفيتي سابقاً, و بناء مؤسسة عسكرية ذات بعد استراتيجي عميق تصل لحد التصنيع العسكري. على الجاتب الآخر التأسيس لحالة من الأمن الغذائي قادرة على مواجهة طغيان سياسات البنك الدولي و استعباد الشعوب الأبدي. فوصلت الزراعة في سوريا الى مستوى بالغ الأهمية, و ارتقت الصناعات المحلية و تطورت بناء القدرات الذاتية للفرد الأمر الذي جنبه السقوط في شكل النموذج الاستهلاكي غير المنتج الذي سقطت فيه شعوب دول التحالف الأمريكي.

الدهاء السياسي وصل أوجه مع انهيار الاتحاد السوفيتي و قرع طبول حرب الخليج الأولى. فبينما قدم الرئيس العراقي السابق صدام المسوغ الأكبر لشن الحرب على العراق عبر دخوله الى الكويت لم يقدم حافظ الأسد أي مسوغ لتمتد الحرب الى سوريا, فكان الموقف الذي فاجا الجميع "عدواً و صديقاً". الرئيس السوري قرر ارسال قوات سوريا الى جانب قوات التحالف لتحرير الكويت.

بعد ذلك, تغيرت الادارة الامريكية و خرج بوش الأب و الجمهوريون من البيت الأبيض, و جاء كلينتون بأجندات مختلفة امتدت من يوغسلافيا الى الصومال فالسودان الا أن برنامج انهاء الدولة العراقية استمر لكن تبعاً لبرنامج طويل الأمد. لحظة انهاء العراق جاءت مع عودة بوش الابن, عندها ايقن السوريون ان المخطط الاميركي لا يمكن أن يقتصر على العراق فقط. الخيارات كانت قليلة, فاسقاط النظام العراقي كان حتمياً, و لابد مع التعامل مع واقع وجود الولايات المتحدة في بغداد على بعد كيلومترات محدودة من دمشق. الخيار السوري كان استراتيجياً بامتياز. العاصمة السورية تحتضن المعارضة العراقية الجديدة و توسع رقعة المواجهة مع اميركا عن طريق دعم المقاومة السنية في العراق التي وجهت ضربات قاسية للمحتل الأمريكي الذي استنفر حلفاءه للضغط على سوريا و توجيه الاتهامات العلنية لها برعاية الارهاب. الورطة الأمريكية في العراق عطلت المشروع الأمريكي في المنطقة. في تلك اللحظة تولدت الحاجة للاطاحة بالنظام السوري عن طريق أدوات سياسية جديدة بدات اولى بوادرها مع اغتيال رفيق الحريري. السوريون استجابوا للضغوطات و انسحبوا من لبنان, و سيناريو تفجير الأوضاع في سوريا تحت مسمى ما عرف آنذاك ب "بندر1" لم ينجح.

حتى سيناريو جلب الرئيس السوري الى محكمة الجنايات الدولية فشل. الهجوم العسكري الأمريكي على سوريا كان شبه انتحار نظراً للأوضاع المرعبة التي كانت تسود العراق. الخيار الأمثل عندها تمثل بمهاجمة اسرائيل لحزب الله و شن الحرب على لبنان و قطع ذراع حليف سوريا الضاغط على اسرائيل. حزب الله لم يسقط كما كان مخططاً بل انتصر و خرج أقوى مما كان. الورطة الجديدة اقتضت ان يتم توريط حزب الله في صراع داخلي و هكذا ظهر التنظيم الارهابي "فتح الاسلام" فيما سمي معركة نهر البارد و بعد فشلها كان اللجوء الى السياسة بتوريط الحزب مجدداً في الداخل الا أن حزب الله ارسل رسالة واضحة حينها في ما سمي ب 7 أيار و اعاد الأمور الى نصابها.

كل الضغوط السياسية و الضربات الأمنية التي وجهت الى الداخل السوري ( التي كان اكبرها اغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق)باءت بالفشل. هنا كان لابد من توجيه ضربة أخرى لحلفاء سوريا من فصائل المقاومة الفلسطينية التي أحياها النظام السوري. جاءت حرب غزة وسط صمت عربي مطبق, خرج بشار الأسد يومها و نعت القادة المتواطئون خصوصاُ قادة السعودية و مصر المتآمرين على الدم الفلسطيني ب "أنصاف الرجال". بعد كل هذا الفشل في اسقاط سوريا جاءت محاولات احتواء سوريا التي لم تستمر طويلاً, ليعود مخطط تفكيك الدولة ليأخذ صورة المواجهة المباشرة مع سوريا.

بعد سنة و نصف من المواجهة

لم يعد خافياً على أحد أن تدمير الدولة السورية هو الهدف الأساسي للحرب على سوريا, اما تفكيك الجيش السوري فهو مطلب اسرائيلي-امريكي مستمر , و تقسيم سوريا و ادخالها في دوامة الصراعات الاثنية و الطائفية هو الطريق للوصول الى هذه الأهداف.

فشل اسقاط سوريا الى الان لم يكون متوقعاً, وعدم القدرة على استصدار قرار أممي بشن الحرب, جعل ادوات اسقاط النظام تتعرى سريعاً. فلم يكن من الممكن السكوت عن حجم الارهاب و التضليل الاعلامي و حتى النفاق و الأكاذيب التي بدأت الصحافة الغربية تتناقلها عن حقيقة ما يجري في سوريا.

السيناريو البديل

المحور القطري السعودي التركي دخل في معركة كسر العظم مع سوريا, و الحقيقة أن هذا المحور بدأ يعيش كابوس الصمود السوري و اقتراب لحظة العقاب. كل هذا استدعى ايجاد مخرج من المأزق و تقديم حلول بديلة.

السعودية تفكر بالتخلص من أدوات الارهاب التي دعمتها في سوريا و تسعى الى تبيض صفحتها و رسم مخرج من الأزمة الحالية و اعادة ترتيب شكل المواجهة مع سوريا. بعض الأخبار تحدثت عن اتصالات سعودية وقطرية وتركية -تحت رعاية أمريكية- مع دول عربية واسلامية تهدف الى تشكيل قوة عربية ـ اسلامية يتم استخدامها لغزو الاراضي السورية تحت شعار "حماية المدنيين ومنع الاقتتال الداخلي." هذه القوة العربية ـ الاسلامية المشتركة ستعمل على تسويق نفسها على انها معنية بحفظ أمن سوريا و تشرف بنفس الوقت على تفكيك الترسانة غير التقليدية السورية ودعم ما يسمى بـ "المجلس الوطني السوري" لفرض سيطرته على البلاد و اعادة تشكيل الجيش السوري على غرار النموذج العراقي.

التساؤل الذي بدأ يخيم على كثير من المحللين الغربيين و العرب, هو ادعاء الدول الغربية برغبتها في دعم بناء الدولة المدنية و تسويق مفاهيم الديمقراطية و الحرية فيها, الا انها و في نفس الوقت لم تستهدف الا الدول العربية ذات الطابع العلماني و التي تمتعت بمستوى عال من الليبرالية الثقافية. الأدهى ان تدمير هذه الدول كان بالتحالف مع الدول الرجعية الظلامية المتناقضة مع اي مفهوم من مفاهيم الدولة الحديثة. بعد كل هذا هل نصدق أن هناك من يريد تصدير الديمقراطية و الحرية و بناء الدولة المدنية؟

د.عامر السبايلة
http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 احمد 04-08-2012 | 10:58 AM

    ابدعت في التحليل ، مقال مختصر ومفهوم ويركز على النقاط الاساسية بدون تلاعب بالالفاظ وبدون تسفيط كلام ، اشكرك

  • 2 نوري السعيد 04-08-2012 | 12:38 PM

    لا شك انه عرض وتحليل رائعين يا د سبايله . نرجو الله تعالى ان يعين قلعة الصمود العربي الاخيرة على القوة امين امين امين

  • 3 كلام موزون 04-08-2012 | 12:52 PM

    100%

  • 4 سؤال 04-08-2012 | 01:01 PM

    لا أعرف إذا كانت الخريطة المرفقة متعمدة، لكنها مهمة لأنها نشرت عام 2006 في مجلة القوات المسلحة الأمريكية تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد! أليس هذا ما يجري بشكل أو بآخر؟؟

  • 5 محمد 04-08-2012 | 01:48 PM

    أختلف 100%

  • 6 أردني الهوى 04-08-2012 | 04:51 PM

    المضحك المبكي في حال الأمة العربية أنه يكفي لتفكيكها أن تنشر السي آي إيه خارطة من وحي الخيال وتنشرها بين العرب ليأخذوها ويبدأوا بالتعامل معها على أنها الواقع الحتمي وأنها النهاية التي لا بد أن نصل إليها ...

    السؤال هنا يا سيادة الكاتب: إذا كانت هذه الخارطة والسيناريوهات التي ذكرتها هي ما يريد أعداؤنا أن نصل إليه، فما هي رؤيتنا نحن؟ وأين خرائطنا ؟ أين إرادتنا ؟

    لماذا لا نصدر خارطة تظهر فيها الأندلس وجنوب فرنسا وشرق الصين وجنوب روسيا ووسط أفريقيا جزءاً من مخطط الأمة العربية والاسلامية لإعادة تشكيل خريطة العالم ..

    مجرد وجهة نظر لإثراء النقاش .. راجياً النشر مع الشكر

  • 7 نهلة 04-08-2012 | 04:59 PM

    تحليل رصين جاء في وقته تماما لان هناك سعار في اللهاث وراء تحقيق اجندات مدمرة للمنطقة برمتها

  • 8 فطحل 04-08-2012 | 05:23 PM

    نعتذر

  • 9 رصين 04-08-2012 | 05:51 PM

    نعم. رصين جدا جدا جدا

  • 10 أردني 04-08-2012 | 06:21 PM

    مقال روووووووووعة

  • 11 اخوارشيده محمد اخوارشيده 04-08-2012 | 06:52 PM

    تحليل منطقي وابدعت.

  • 12 مثنى 04-08-2012 | 07:04 PM

    مع الاحترام

  • 13 ايض واسود 04-08-2012 | 07:49 PM

    خريطة قديمه جدا

  • 14 خيالية 04-08-2012 | 08:27 PM

    مع الاسف مقالة خيالية غير واقعية تسوغ للتخلف العربي وللقمع العربي وخاصة السوري والعراقي- العراق الذي احرق شعبه بالكيماوي الامريكان الي قالوا له يحرق الشعب ويحتل الكويت والاسد الي فرم شعبه بالدبابات ولا السعودية وقطر والجزيرة هي الي حرشت الاسد ع شعبه اما مصر والتي كان ان ينبغي ان تكون قلب العروبة حكمت بالدكتاتورية العسكرية من عبد الناصر

  • 15 no other solution 04-08-2012 | 10:42 PM

    نعتذر

  • 16 الفقرة الاخيرة 05-08-2012 | 12:37 AM

    اسمح لي ان انتقد الفقرة الاخيرة، لا ادري كيف اعتبرت ان وجود حكم علماني يعني وجود ديمقراطية وتداول للسلطات وتعددية وعدالة اجنماعية، فالحكم في سوريا علماني دون وجود ما ذكرت اعلاه. ويوجد ليبرالية ثقافية في سوريا كما ذكرت ولكن لا يوجد حريات سياسية كالتعبير عن الرأي او انتقاد السلطات والكل مراقب والتهم جاهزة. و وهو نظام ليس بداهية او ذكي، لو انه كذلك لاحتوى الازمة في بدايتها في درعا وحاكم واقال بعض المسؤولين هناك واجرى اصلاحات ولو شكلية، لكنه اختار الحل الامني والقتل فغرق في المستنقع ، اي انه فقد الشرعية كما كان صدام حسين رحمه الله .

  • 17 Not Agree 05-08-2012 | 03:57 AM

    As much as I agree that the US has great interests and benefits from the situation in the Arab World, but let us consider that really the Arabs had never reached the self- sufficient as the writer refer that Syria, Egypt and Iraq had made it, it is not 100% right.
    Iraq has been in war since 1980 by the leaders choice and that had drained all the economical resources and development and growing means in the country.
    Egypt in the other hand, was one man country, most of the income and economical resources was deposited in governmental small group’s accounts (Fat Cats). While the majority of the society was suffering of poverty and ignorant, and live in most like primitive societies.
    Syria is not different, you just need to flip the same coin to its second face, while Syria made strong alias with the enemies of US (Iran and Russia), still the same history for the Arab World ruling, where rulers political agenda as the writer say if it is exist; is I, then I then I and finally may be the public.
    What is happening in the Arab World, whether it is with foreign, domestic or even from neighboring support and patronage, it was meant to happen, and we need it to happen.

  • 18 Sahar from Berlin 05-08-2012 | 04:08 AM

    As much as I agree that the US has great interests and benefits from the situation in the Arab World, but let us consider that really the Arabs had never reached the self- sufficient as the writer refer that Syria, Egypt and Iraq had made it, it is not 100% right.
    Iraq has been in war since 1980 by the leaders choice and that had drained all the economical resources and development and growing means in the country.
    Egypt in the other hand, was one man country, most of the income and economical resources was deposited in governmental small group’s accounts (Fat Cats). While the majority of the society was suffering of poverty and ignorant, and live in most like primitive societies.
    Syria is not different, you just need to flip the same coin to its second face, while Syria made strong alias with the enemies of US (Iran and Russia), still the same history for the Arab World ruling, where rulers political agenda as the writer say if it is exist; is I, then I then I and finally may be the public.
    What is happening in the Arab World, whether it is with foreign, domestic or even from neighboring support and patronage, it was meant to happen, and we need it to happen.

  • 19 the palestinan state in jordan 05-08-2012 | 08:29 AM

    نعتذر

  • 20 سامي.جامعة هايدل بيرغ. المانيا 05-08-2012 | 10:41 PM

    تحليل بعيد عن الواقع ويفتقر الى ابجديات التحليل المنطقي. على كل حال: يعطيك العافية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :