facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بناتنا المًتهرّبات، وأبناؤنا البلطجية!


د. امل نصير
16-08-2012 05:35 PM

يحار المرء من تصريحات بعض المسؤولين التي يطلقونها سريعا، ويضطرون للعودة عنها سريعا أيضا معتذرين، لكن بعدما أوجدوا في المجتمع المثخن بجراح الفساد، والشتم جرحا نازفا جديدا.

لقد قضّ مضجع الأردنيين الأسبوع الفائت تصريحان صارخان سيبقيان متجذران في ذاكرة المواطن لمدة طويلة؛ لأنهما طالا أبنائه وبناته طلبة الثانوية العامة المتفوقين بشكل خاص، الأول كان في حق بناتنا المتفوقات وحصولهن على المراتب الأولى في معظم الفروع، فعلل الوزير المسؤول عن التربية والتعليم ذلك بتهربهن من الأعمال المنزلية!! علما بأنه كان بإمكانهن التهرب من الدراسة أيضا للحديث بالخلوي أو تصفح النت، أو اللهو...الخ وقد علل وزير تربية أسبق الأمر ذاته؛ كون الطلاب ينشغلون عن الدراسة بثقافتهم التكنولوجية والإنترنتية، فجاء تفوق الطالبات في المعلوماتية هذا العام أيضا؛ ليدحض مقولة الوزير الأسبق.

والناظر في حفل تكريم الطلبة الأوائل في الجامعات –اليرموك نموذجا- يرى أن غالبية الأوائل من الطالبات، ويعلل بعضهم الأمر بعلاقتهن الايجابية مع الأساتذة! ولعل تفوقهن في امتحان الثانوية يهدم هذه المقولة من أساسها أيضا.

كنا نتوقع من الوزيرين إذا لم يرغبا بإنصاف المتفوقات بالثناء على مقدرتهن العقلية، واستثمارهن الإيجابي لوقتهن، فعلى الأقل أن يحاولا تعليل عدم تحصيل أبنائنا الذكور على مواقع مشابهة.

المفارقة الكبيرة أنه حينما تتفوق إحدى بنات من يتبنون هكذا تفسيرات، يصدعنا بميزاتها العقلية والثقافية ومقدرتها العلمية وتميزها و.... لكن حينما تتفوق ابنة الآخرين يجد ويجتهد في التبرير السلبي لهذا التفوق، حتى لو أدى ذلك إلى تعزيز ثقافة الجهل بالتكنولوجيا، والتهرب من الواجبات والمسؤولية لبناتنا، وأمهات المستقبل!

إن مثل هذه التفسيرات تُقال وراء كل امرأة ناجحة حتى لو كان في الطبخ، فيبحثون عن رجل أو أي سبب ليعتذروا به عن نجاحها، لكن الأمر يبدو أكثر إحراجا حينما يصدر عن مسؤول يمثّل الدولة، وأمام وسائل الإعلام!

لقد بات من المعروف أن الأسرة الأردنية تحاول ما استطاعت توفير الظروف الملائمة للنجاح والتفوق لطلبة الثانوية، وإن كان من تحيّز عند (بعضهم)، فهو لصالح الذكور كما هو الحال في قضايا أسرية كثيرة، وبالتالي، فإن تفوق الإناث لا يمكن أن يفسّر إلا بما وهبهن الله تعالى(العادل) من نعمة الذكاء، ورجاحة العقل، وحسن استثمار الوقت كما لأخوتهن الذكور، لكننا بحاجة لمعرفة لماذا لا يستغل بعض أبنائنا الذكور ما وهبهم الله إياه؟! ربما لأنهم متأكدون من أنهم سيجدون مَن يبرر لهم أي تراجع سواء من المسؤولين أم من أفراد المجتمع الآخرين، وأن الأهل سيفعلون ما هو فوق طاقتهم لتعويض ما أهدره الأبناء من وقت، وانشغال عن الدراسة، فنكون نحن (مجتمعاً ووالدين) دفعنا ثمن ما اقترفته يدانا في التربية منذ أن يولد الذكر إلى أن يصبح رجلا ونحن نوهمه بأن ذنبه مغفور، بينما على البنت أن تبذل مجهودا مضاعفا حتى تجد لنفسها مكانا في هذا العالم، وقد أصبح جزء منه هذه الأيام سهل المنال بعدما كان لسنوات قليلة خلت صعب المنال عند كثيرين، وعسير عند آخرين.

أما وصف أبنائنا بالبلطجية ووو...فقد جاء هو الآخر على لسان وزيرة سابقة نتيجة انزعاجها من سلوك بعض أفراد المجتمع في التعبير عن فرحهم!

وإذا كنت أتفق معها في شيء فإني أتفق بأن التعبير عن الفرح يجب أن لا يتحوّل إلى إزعاج أو ألم للآخرين، وما عدا ذلك، فإني أختلف معها في كل شيء، فكيف يمكن لمن حقق هذه النتائج المشرفة في الثانوية أن يكون بلطجيا وهاملا؟! وكيف لمواكب الخريجين من جامعاتنا أن تكون كذلك، ومنهم من حقق أعلى العلامات على مستوى العالم في الطب وغيره، وحقق نجاحات كبيرة في عمله داخل الوطن وخارجه؟!

إن نسبة الطلبة الذين يتعاطون العنف قليلة جدا، ومثلها موجود في كثير من الجامعات غير الأردنية، وهذا العنف لا يقتصر عليهم، بل هو موجود عند كثير من فئات المجتمع، وما نسمعه يوميا من حالات ليس خاصا بطلبة الجامعات، ثم مَن هم الذين يقومون بإطلاق العيارات النارية أليسوا الكبار من الأهل وغيرهم؟! ومن كل المستويات ومنهم حي الوزيرة وإلا لما انزعجت كل هذا الإنزعاج؟! فلماذا هذا الشتم والتحامل على طلبة الجامعات، بل على الجامعات بإداراتها ومدرسيها؟!

وبعد هذا كله إذا أردنا التنبيه لوجود مشكلة اجتماعية ما، أفليس من الأَولى التعاطي معها بلغة المنتمي لمجتمعه، الحريص على المساعدة لوطنه؟ وأليس من حقّ وطنه عليه إقامة الدراسات والبحوث التي تكشف عن أسباب الظواهر السلبية في المجتمع، واقتراح الحلول لا سيما ممن يروا في أنفسهم أكثر علما، وأهلا للمسؤولية؟





  • 1 شافي احمد 16-08-2012 | 05:57 PM

    كلها خربانه ...

  • 2 1 17-08-2012 | 12:56 AM

    صحيح مية المية

  • 3 ام صقر 17-08-2012 | 06:00 PM

    كلام صح


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :