facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انظروا كيف يؤهلون الزعماء .. بناظير بوتو نموذجاً!


محمد خروب
12-11-2007 02:00 AM

ان يقول الرئيس الاميركي جورج بوش، انه يجدد ثقته بالجنرال برويز مشرف، يعني في تقاليد الدبلوماسية الاميركية ان نهاية الجنرال قد اقتربت، او ان القرار باطاحته ينتظر انضاج الظرف الملائم سياسياً واقليمياً، وخصوصاً تأمين المناخات الداخلية حتى لا يحدث هناك اختلال في المعادلة القائمة الان، والتي لا تمنح افضلية لأحد عن الفرقاء المتواجهين، رغم ما يبدو على السطح (الخادع دائما) من غلبة لقوى السلطة وتحكم برويز مشرف بمفاتيح المؤسستين العسكرية والأمنية..المتأمل في المشهد الباكستاني، يلحظ بوضوح السرعة التي تبديها ادارة بوش في تأهيل بناظير بوتو كخليفة للجنرال، بعد ان فشلت او لنقل ان مشرف قد التف على الوساطة الاميركية السرية، التي كُشفت بعد ساعات من حدوثها، حيث كانت بوتو التقت بمشرف في دولة الامارات بهدف اقتسام كعكة الحكم، بعد ان انسلخت عن المعارضة الباكستانية، التي التقت في لندن واجمعت على العمل لاسقاط نظام مشرف..

راحت بوتو المتعطشة للعودة الى الحكم بأي ثمن، تبدي نوعاً من المراوغة والمناورة المكشوفة للكثيرين،عندما اصرّت على ان يخلع الجنرال مشرف بزته العسكرية قبل ان يتقدم للانتخابات الرئاسية (كمرشح وحيد)، ثم ما لبثت ان ارجأت عودتها الى بلادها بعد سنوات طويلة من المنفى، كي تسمح باعادة انتخاب مشرف في اجواء هادئة، وعندما عادت كان الانتحاريون في انتظارها، لكنها نجت بأعجوبة واستمرت في المراوغة، ولم توجه اصابع الاتهام للجنرال (الذي غدا رئيساً بانتظار ان تبت المحكمة العليا الباكستانية في قانونية انتخابه وهو على رأس قيادة الجيش) بل اتهمت انصار الجنرال ضياء الحق (الذي شنق والدها) بالوقوف خلف العملية..

رسالة بوتو لمشرف كانت واضحة وان كان موقفها قد ازداد ضعفاً بعد ان فوتت الفرصة بتحميله مسؤولية محاولة اغتيالها الفاشلة لمشرف واستخباراته العسكرية القوية، فأدرك الجنرال ان الوقت قد حان للتنصل من الوعود التي قطعها على نفسه لواشنطن (الوسيطة) باقتسام السلطة مع بوتو، فقام باعلان حال الطوارىء قبل اسبوع من صدور قرار المحكمة العليا الذي كان متوقعاً في الخامس عشر من الشهر الجاري..

بوتو الجريحة التي خرجت على المعارضة واختارت ركوب سفينة مشرف الجانحة، بدت عارية سياسياً فالمعارضة نبذتها والجنرال سحب كل ما تبقى من اوراقها، فاعلنت عن مهرجان جماهيري يقيمه حزبها (حزب الشعب) في كراتشي معقلها الرئيسي، الا ان الجنرال كان لها بالمرصاد فأمر بوضعها في الاقامة الجبرية وقطع الطريق عليها للبروز كزعيمة منافسة له.. عندها تحركت واشنطن بعد ان ادركت ان الجنرال يلعب لعبة مزودجة وهو يريد الاستمرار في السلطة وحيداً دون شريك، ولن يتورع عن استخدام اية وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

مشرف في نظر ادارة بوش شريك في الحرب على الارهاب والاهم من ذلك كله انه حامل شيفرة الزر النووي التي تخشى واشنطن ان تقع في ايدي خصوم الجنرال من الاسلاميين المتشددين وانصار القاعدة وطالبان، المطوق بالمشكلات والعزلة الداخلية والريبة الدولية بشرعيته، وخصوصاً ان الجميع يصفونه عن حق بأنه دمية في يد الولايات المتحدة الاميركية ولم يتبق له أي رصيد شعبي يمكن لأحد ان يغامر بالوقوف الى جانبه.. سوى بوتو التي لم تزل المرشحة المفضلة والوحيدة لادارة بوش التي تعيش اوضاعا دبلوماسية وسياسية وخصوصا عسكرية صعبة في اكثر من مكان في العالم حيث يوشك رجالها على السقوط الواحد تلو الاخر بدءا من مشرف الذي بات السؤال المطروح هو متى يسقط جنرال باكستان؟ وليس هل يسقط؟، مرورا بميخائيل شكاشفيلي في جورجيا وبالتأكيد ليس انتهاء بنوري المالكي في العراق الذي يعيش هو الاخر ازمة عميقة افقية وعامودية لن يكتب النجاح لمحاولاته الخروج منها.

اصدر اركان ادارة بوش وفي مقدمتهم كونداليزا رايس امر العمليات للجنرال فنفذها على الفور.. الغى قرار وضع بوتو في الاقامة الجبرية وقبل ذلك بدأ سلسلة تراجعات كشفت عن هشاشة وضعه وحرج حلفائه (...) في واشنطن فاعلن على لسان المدعي العام ان حال الطوارئ لن تستمر اكثر من شهر وان الانتخابات البرلمانية ستجري في اسرع وقت ممكن ثم ظهر مشرف على الامة معلنا انه سيحلف القسم القانونية بلباس مدنية (أي انه سيخلع بزته العسكرية).

ويبدو ان كل ذلك لم يعد يكفي فالرجل انتهى سياسيا وربما ينتهي بالطريقة التي انتهى اليه صانع الانقلاب العسكري الثاني في تاريخ باكستان وهو الجنرال محمد ضياء الحق الذي انقلب على رئيس الوزراء المنتخب ذو الفقار علي بوتو وقام بشنقه لان الرجل تم انتدابه اميركيا في مهمة جليلة وهي التصدي للغزو السوفياتي الملحد لافغانستان انتصارا للاسلام والمسلمين وعندما انجز المهمة مات في ظروف غامضة مع 45 ضابطاً باكتسانياً اخرين، في حادث اسقاط طائرة عسكرية ما تزال اسراره غير معروفة حتى الان (الانقلاب العسكري الاول نفذه الجنرال ايوب خان في ستينيات القرن الماضي والانقلاب العسكري الثالث نفذه برويز مشرف في مثل هذه الايام من عام 1999).

بوتو خرجت الى الشارع بعد ان لم تستجب لها احزاب المعارضة وها هي تتحدى مشرف تخطب في مظاهرة الصحفيين ضد ديكتاتورية ولا شرعية مشرف، وتسعى لخطب ود رئيس المحكمة العليا المعزول افتخار تشودري والمفروضة عليه الاقامة المنزلية الاجبارية، وهي فيما يبدو باتت رهان الادارة الاميركية الوحيد اللهم الا اذا كان هناك جنرال رابع يستعد لمحاصرة القصر الرئاسي في اسلام اباد كما فعل مشرف ودائما بينوشيت تشيلي.. ما يعزز الاعتقاد بأن هناك ما يجري تحضيره في الخفاء، هو تجديد الرئيس الاميركي بوش يوم امس ثقته بالجنرال الباكستاني، كأفضل حليف لأميركا في الحرب على الارهاب..

.. مرحلة ما بعد مشرف يبدو انها بدأت والتنفيذ (بقرار اميركي وايد باكستانية)، بات مجرد مسألة وقت.. ليس الا..
kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :