facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هذا ما يريده الأردنيون!


حسين الرواشدة
04-09-2012 04:46 AM

أثبت الشارع الأردني على مدى عامين من «الاحتجاجات» انه عقلاني بامتياز.

تلك، بالطبع، طبيعية «الأردنيين» الذين اتسمت شخصيتهم بالطيبة والعفوية، وبالقدرة على التحمل وبالعنادة، لكن حين تدقق في المشهد أكثر تكتشف بأن من أبرز سمات هذه الشخصية «الاصرار»، وهذا ما يفسر استمرار الناس في المطالبة بالاصلاح لمدة عامين، دون أن يملّ هؤلاء أو يكلوا، ودون ان نشهد أعمال عنف أو اشتباكات، وهذه بحد ذاتها مسألة مدهشة حقاً.

حين أشعر بشيء من الاحباط، أتذكر - دائماً - هؤلاء الناس الذين يستحقون كل خير، فأطرد على الفور فكرة «الهروب» من الواقع، وتتجدد داخلي طاقة من العزيمة، وأحاول بما استطعت أن اكون «ضميرهم» الناطق، وكم أحس بالسعادة حين استطيع ان أخدم صاحب حاجة، أو اوصل صوت ملهوف لاسماع المسؤولين، هذه ليست وظيفة الكاتب وانما هي رسالته وقضيته، ويفترض ان تكون قضية كل مسؤول.

السؤال الذي يجب ان نطرحه اليوم - كأولوية - وان نوجه اليه نقاشاتنا العامة هو: ماذا يريد الأردنيون؟ وما الذي يقلقهم؟ ثم كيف نعيد اليهم الشعور بالهمة والأمل؟

الاجابة بسيطة للغاية: انهم يريدون الاصلاح، ويزعجهم تباطؤه، والاصلاح - هنا - يتجاوز طروحات النخب التي تبحث عن «نصيبها» في كعكة السلطة كما لا يجوز اختزانه في قانون انتخاب أو تعديلات تشريعية.

الاصلاح المطلوب «شعبيا» يتطابق مع العدالة حين تستقيم موازينها، ومع المسؤولية حين يتم تعظيم قيمها وترسيم حدودها، ومع الحرية حين تكون دافعاً للابداع وحاضنة للخير العام.

لا يمكن للاصلاح ان يخرج الا من «رحم» الأمن، لكن ليس الأمن بمفهومه السائد، وانما الأمن المرتبط «بالعدل» والاحسان، وبالقانون الذي تتلازم فيه الحرية بالمسؤولية والمحاسبة، والامن الذي يجعل المواطن مطمئناً على نفسه ومعاشه وحقوقه وحاضره ومستقبله، الامن الذي يبدأ «بالنفس» ويفضي الى المجتمع، ويراعى فيه ترتيب الاولويات بحيث لا تطغى واحدة على الاخرى.

ما يريده الأردنيون، وما يصرون على تحقيقه (لمن لا يعرف) هو هذا الاصلاح المتلازم والمتكامل مع الامن بمفهومه الشامل، وعليه يمكن ان نفهم «ألغاز» حراكاتهم ومطالباتهم، وان نستوعب دروس صبرهم وتحملهم، وان نفك شيفرة احساسهم «بالخوف» والامل، لا لكي ندير وجوهنا لهم، وانما لكي نمد لهم يد التقدير والاحترام، ونتعامل معهم بمنطق «الجدارة» التي يستحقونها.

مشكلتنا مع الناس أننا لم نفهمهم بعد، ولم نفتح قلوبنا لاستقبال ذبذبات أشواقهم ومطالبهم، ومشكلتهم أنهم لم يعودوا قادرين على طي صفحة الماضي التي كتبت - ظلماً - باسمائهم وتعبهم، لكن لا بد ان نستدرك ذلك كله، وان نفتح عيوننا على المصالحات التي تطفىء الضغائن، والمحاسبات التي تبدد المظالم، والتوافقات التي تقيم موازين العدل من جديد وتجمع «الاشتات» على كلمة سواء لا غالب فيها ولا مغلوب.

الدستور





  • 1 رشيد محمد 04-09-2012 | 11:24 AM

    مقال رائع أرجو من الله أن يدرك معانيه المعنيون.

  • 2 الفرد عصفور 04-09-2012 | 05:26 PM

    الاردنيون يريدون استعادة الاموال والممتلكات المنهوبة: الشركات الوطنية والمؤسسات التي تم بيعها للاجانب. كذلك يريدون استعادة العقارات التي بيعت لغير الاردنيين لانه من العار ان يقول مالك غير اردني لمواطن انه لا يؤجر عقاره لاردنيين. من العار على البلد ان يملك ثرواتها شركات اجنبية تنهبها. الامثلة معروفة وكثيرة. وطريقة ا ستعادة هذه الممتلكات واضحة وبسيطة والشعب مستعد لاعادة شرائها من خلال المساهمة العامة في البورصة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :