facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وفاء الأمير


د. هاني البدري
06-09-2012 08:55 PM

قابلت الكابتن محمود الجوهري لأول مرة منذ أعوام عديدة، كان (الجنرال) كما يحلو للمصريين تسميته، قد استهل رحلة جديدة من حياته الحافلة مع تدريب المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم، الغريب في حادثة لقائي الأول مع الجوهري، وهو ما لا يحدث عادة، أنني كنت أتحدث وأطرح الأسئلة كمعجب من بين ملايين عشاقه المصريين والعرب، فيما كان وجدانه الحاضر يطلق الإجابة تلو الأخرى بروح المحترف، الذي يعي المسافة بين النجم والجمهور وبينهما الرسالة والإعلام.

ثمة انكسارة كانت تتأرجح في عيني الكابتن وهو الذي غادر مصر، التي أوصلها إلى كأس العالم 1990، وحقق لها ما لم يحقق غيره من قبل، وفي النفس غصةُ العازف الذي أطرب الحي طويلاً، وما إن تغيرت الظروف حتى تضافرت أقلام الغيرة والريبة للنيل منه.

وجد في عمان وطناً آخر تمكن من قلبه الأخضر كما مصر نفسها، ورأى أن شباباً نَضراً وعزيمة غناء، يمكن أن ترى النار إن أزيل عنها غبار التخطيط العشوائي وسوء الإدارة. اكتشفَ في شباب أُردنيين بنضارة الصبح أبناء جددا، والتقى لأول مرة وقتها بإخوة عرف منذ اللقاء الأول أنهم يدركون مكانته ويقدرون حجمه، كان الحب مع الأردن وشبابه وجمهوره ومستطيلاته الخضراء.. من أول نظرة.

رحل محمود الجوهري وهو كبير بكل ما قدم لصفوف طويلة من الشباب العربي، ولبلده واسمها ومكانتها.. "ولبلده الثاني" العبارة التي تَعوّد أن يقولها متزامنة مع مشروع دمعة تكاد تُرى لكنها أبداً لم تُذرف، وكأن وجع الأخ ووفاء الصديق مآله الدمعة ذاتها التي تدفن قبل أن ترى النور.

في عمان وجد الجوهري بيتاً وأهلاً.. لطالما كان يشير بانبهار لافت لحجم الاحتضان الذي طوق به الأردنيون عنقه، كان قد أدرك منذ أيامه الأولى في الأردن أن هذه العلاقة الخاصة التي نشأت مع الأمير علي بن الحسين، والاتحاد والمنتخب والجمهور والصحافة، أكثر من علاقة خبير كروي وافد مهمته تطوير الكرة الأردنية.

أسرَّ مراراً عن تقديره لهذه الوشائج الأخوية، فهي لم تكن أبداً علاقة مدرب أجنبي كأولئك الذين نسمع عنهم ضمن صفقات رياضية أساسها العقود وحفنة الدولارات وخطط فنية للتدريب والارتقاء بالمستوى الفني والكروي وتحقيق بعض الانتصارات، وكفى الله المؤمنين القتال.. كانت ثمة صلة لم تحدث من قبل بين خبير وافد وأسرة جديدة تبدأ من الاتحاد وتنتهي بدعوات آخر مقعد متفرج في الدرجة الثالثة في ستاد عمان الدولي.

ثم ماذا.. رحل الجوهري في عمان التي سكنت قلبه وصنع فيها عالمه وعالم أسرته الصغيرة مع عائلته المتسعة التي بدأت من الملك الذي احتضنه قبل الوسام بكثير، واستمع لأحلامه مع الكرة الأردنية وصَدَقَها حتى تحققت.

ثم أتى يوم الوداع.. "الجنرال يُشيع في عمان بعلم أردني وفي القاهرة بعلم مصري"، شعرت أول من أمس ببعض مذيعي القنوات التلفزيونية المصرية، وقد انتابتهم مشاعر خاصة كادت أن تُتَرجم إلى دموع حية، وهم يصفون الوفاء الأردني في سياق تغطيتهم لوصول الجثمان على متن طائرة عسكرية أردنية.مشاعر خاصة جداً انتابتني أو لعلها تلك القشعريرة التي تتلبسنا حين نرى علماً أردنياً في محفل دولي أو نستمع إلى إنجاز أردني في العالم أو حتى نتتبع طائرة الملكية الأردنية وهي تهبط في مطار هيثرو بلندن، ثمة مشاعر (تحسسك) بأنك تملك الدنيا للحظة.

اعترتني هذه المشاعر وأنا أرى نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم الأمير علي بن الحسين، على رأس وفد رفيع يتقدم مُشيعي الجوهري في القاهرة، وزادت حين سمعت الكابتن المصري أسامة خليل يصف اللحظة بـ"لمسة وفاء أردنية للجوهري".

قرأت مبادرة جلالة الملك وهمة سمو الأمير علي، وفي القرار الكبير بتسمية أحد شوارع عمان باسم الكابتن الجوهري لمسة وفاء لعلها تكون درساً لكثيرين لم يعرفوه بعد.
hani.badri@alghad.jo
الغد





  • 1 بنت الأردن 06-09-2012 | 09:55 PM

    الأردن لمن يعرف الأردن حقاً... ويحب الأردن حقاً... نبع للشموخ والشهامة والإخلاص والوفاء... ليس كل من على ثرى الأردن يشعر ويرتيط بروحانية سامية بترابه... ولا أقصد بها العنصرية \او الاقليمية... فحتى هناك من هو بالأصل من عشائر الأردن الأصيلة... لكنه منسلخ عن انتمائه للأردن... ليحفظ الله الأردن وكل من يحب ثرى الأردن... اللهم آمين

  • 2 بنت الأردن 06-09-2012 | 10:03 PM

    وتعلموا إخوتي وإخواني القراء.. نجاح الجوهري جاء بسبب إخلاصه بالعمل وعزيمته وعدم يأسه حين تكالبت عليه السهام الحاقدة المعادية لكل نجاح للأمة في وطنه مصر... فلجأ لبقعة طاهرة مباركة هي أردن الهاشميين.. أحبنا فأحببناه.. رحمك الله يا جوهري مصر... ويا جواهري العراق... فالأردن ملجأ الجواهر والعقول النابغة... في زمن للأسف قتل فيه الأمل... رحمة الله لأموات المسلمين أجمعين

  • 3 بنت الأردن 06-09-2012 | 10:07 PM

    وكل الشكر والتقدير لسمو الأمير علي حفظه الله... أو ليس هو أبن أعز الملوك.. من حزنت السماء لفراقه... من هزلت ومرضت فرسه من بعده لأنه كان يحبها فأحبته وعشقته... الهاشميون مدرسة للوفاء والمحبة والسلام... فلكم من كل من أحب الأردن بإخلاص الدعاء بأن يحفظكم الله ويديم أواصر المحبة بيننا وبينكم... حفظك الله سمو الأمير علي

  • 4 بنت الكرك 06-09-2012 | 10:45 PM

    مقال رائع وارجو ان يكون عبرة ودرسا في الوفاء لمن انعدم الوفاء لديهم في هذا البلد الذي يقدره الجميع من الخارج ويحترمه، درسا في الوفاء لارضه وترابه اولا ولعائلة اكرمنا الله بان تحكمنا ثانيا .
    اتقوا الله في الاردن فمن استمع لمدح المصريين في وفاء الاردن ملكا وشعبا لابن بلدهم يجب ان يؤمن ان الاردن ملكا وشعبا لن يترك لاطماع الحاقدين وعدمي الوفاء، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقاال ذرة شرا يره
    حمى الله الاردن وحمى الله ابا الحسين

  • 5 بنت الكرك 06-09-2012 | 10:45 PM

    مقال رائع وارجو ان يكون عبرة ودرسا في الوفاء لمن انعدم الوفاء لديهم في هذا البلد الذي يقدره الجميع من الخارج ويحترمه، درسا في الوفاء لارضه وترابه اولا ولعائلة اكرمنا الله بان تحكمنا ثانيا .
    اتقوا الله في الاردن فمن استمع لمدح المصريين في وفاء الاردن ملكا وشعبا لابن بلدهم يجب ان يؤمن ان الاردن ملكا وشعبا لن يترك لاطماع الحاقدين وعدمي الوفاء، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقاال ذرة شرا يره
    حمى الله الاردن وحمى الله ابا الحسين

  • 6 استاذ جامعي 07-09-2012 | 04:39 PM

    احسنت يا اخ هاني
    والله انك اصبت الوصف واوصلت للاخرين رسلة مفادها
    وفاء الاردنيين واخلاصهم لاحبائهم
    وكذا الحال كيف يكون الانتماء
    اشكرك

  • 7 ... 07-09-2012 | 09:50 PM

    الى رحمة الله ... ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :