أبدأ بمفهوم بسيط ليس شموليا عالي المستوى في العلم والتفكير دون عبقرية فائقة كثيرة التعقيدات في السياسة والاقتصاد،

ولاحاجة ان يكون قارئ المقال مهندسا أو طبيب قلب جراح كي يستوعب ماذا يعني مصطلح» صمام الامان»، كون المهندس يستخدم كثيرا مصطلح الصمام في الهيدروليك وأنابيب النفط والمياة وكذلك جراح القلب يعرف بدقة اين يقع صمام القلب، لكن للاسف فان رئيس أو قائد حملة دوار الداخلية لا يعرف مصطلح ( ألاستبكوك أو المحبس او صمام الامان )

ومن لا يعرف الاستبكوك والمحبس وصمام الامان السياسي لا يفقه شيئا في السياسة الخارجية والداخلية الا رفع الشعارات والهتافات الجياشة والتحريض واللعب بعواطف البسطاء.

يطالبون كل يوم باستثناء يوم الجمعة بالاصلاحات والذي هو حق طبيعي لكل مواطن في العالم لان طبيعة الانسان ان يبحث عن ألافضل لكن لا يقدمون برامج سياسية واقتصادية واضحة المعالم والاطار,, فقط شعارات لاسقاط العالم باسرة دون حلول عملية على ارض الواقع.

الاصلاح بألاضافة الى أنه سنة الحياة هو أيضا استمرارية الحياة والتحديث والنهوض الى الافضل والى مستقبل مشرق وواعد، والفساد هو مقتل ودمار الدول.

منذ حوالي عام بدأ بعض الاردنيين ولاسباب عدة المطالبة بالاصلاحات ومحاسبة الفساد والفاسدين وهذا حق طبيعي ومشروع لكل مواطن حر يحب وينتمي الى تراب هذا البلد الابي ومخلص لهويتة الاردنية.

واعود هنا الى بداية العنوان، الا وهو صمام الامان والذي يشعر به كل الاردنيين عندما يضيق الحال.

في الامس قامت الحكومة الرشيدة برفع اسعار بعض المشتقات النفطية مع العلم ان الهدف من رفع الاسعار ليس ل»بقالة» دولة الرئيس والطاقم الوزاري الخاصة بهم، بل الهدف هو سد حاجات وثغرات في عجز ميزانية الدولة الاردنية. وهنا لا داعي ان نخوض كثيرا لان معظم دول العالم الكبرى والصناعية منها تواجه تحديات اقتصادية صعبة وعجزا كبيرا.

ونستمر في التسلل بالاحداث كي يصل القارئ الى مفهوم صمام الامان..

ونحن ماضون في الاردن بالاصلاح الشامل ومحاربة الفساد والفاسدين واجراء انتخابات نيابية عصرية ديمقراطية شفافة،الى ان نصل الى تشكيل حكومات برلمانية منتخبة من الشعب، كما هو الحال في معظم دول العالم.

ومن ثم تقوم الحكومات بمهامها ويحاسب الفاسد ويعاقب حسب القانون

ويقيم المواطن أداء الحكومة خلال فترة عملها وعادة ما يكون اربع سنوات وبعدها تجري انتخابات جديدة وصناديق الاقتراع، هي الحكم الفاصل بين المواطن الذي يقيم عمل ونتائج الحكومات.

وبعد حادثة رفع الاسعار أخذت بالتفكير جيدا والتمحيص بخطابات الداخلية العنقاء ماذا لو كانت هذه الحكومة منتخبة من الشعب وليست معينة .. (ويرأسها قائد حملة دوار الداخلية او احد زملائه) وعمرها فقط اربعة أشهر ووجدوا ان العجز في الميزانية يتطلب رفع الاسعار لبعض السلع، وهنا اضع سؤالاً : ماذا كان سيحدث مع أنه من السهل أن يكون القرار صائب من الناحية النظرية (نظرا لعجز الموازنة) وسيئ من الناحية العملية كون العبء يزداد على المواطن الفقير ويزاد عنائه وقهره، لكن لا يستطيع بالطرق الديمقراطية ان يفعل شيئا كون الحكومة منتخبة شرعية ولا احد يستطيع ان يفعل شيئ سوى التذمر.

او الاحتجاج او التظاهر السلمي او الشكوى لله.

وعليه ان ينتظر اذا لم يمت فقرا وجوعا حتى تنتهي المدة الدستورية لعمر الحكومة وتطفئ الشمعة الرابعة من عمرها وفي حقيبة هذا المواطن البسيط اجرة السرفيس كي يذهب الى دائرته الانتخابية ليصوت الى حزب اخر..

طبعا هذا بعد خراب مالطا!

وهنا اقول لدوار الداخلية.. صمام الامان انتصر للفقير ولليتيم وللارملة والى من لا يملك ثمن اجرة السرفيس، ولم يتركهم ينتظرون اربع سنين. «ولن يقبل الشعب الاردني وهويتة الشامخة وجيشة الباسل ان يعيش الاردن دون صمام امان.

حمى الله الاردن ملكا وشعبا وارضا وهوية.