من الواضح أنّ هناك حملة إعلامية منظمة تستهدف رئيس الحكومة الدكتور معروف البخيت ، ليس على أساس سياسي بالضرورة ، ولكن على أساسات شخصية ، يمكن الإشتمام منها رائحة التزلّف لحكومة مقبلة في التوقع ، وغير مؤكدة في الواقع ، ومن الممكن أن يرأسها البخيت نفسه فيخيّب التوقعات.ولا نراها حملة أخلاقية ، فلو كانت في وقت آخر ، وفي ظرف سياسي مختلف لفهمناها ، ولكنّها تبدو وكأنّها إستقواء على شخص لا يستطيع الردّ ، واستثمار غير نبيل لتوقيت سياسي حرج ، ومحاولة دفع الأمور لتسير باتجاه معيّن ، والغريب أنّها تأتي من مجموعة طبّلت وزمّرت للرجل ، ورأت فيه الرئيس الذي إنتظرناه وقتاً طويلاً.

فقد كتب هؤلاء عنه أنّه الرئيس الوحيد الذي أتى من الطبقة الوسطى ، وتذكّروا معه مسيرة وصفي التلّ ، وكان لهم الشخص النزيه المحارب للفساد الذي لا تجارة له أو مصلحة إقتصادية من أيّ نوع ، ولو واصلنا لكتبنا عن الكثير من الغزل في الرئيس وفريقه ، الذي امتدّ على أعمدة الصحافة الأردنية على مدار سنتين أو أقلّ قليلاً. وكما كتبنا قبل الآن ، فإنّ أحداً لا يمكن أن يعرف عن شخص الرئيس المقبل إلاّ صاحب القرار ، فهكذا تعوّدنا على مدى العُمر.

وما يُقال عن أسماء هنا أو هناك ، أو عن شخصيات مرشّحة ، لا تعدو كونها أكثر من تكهّنات وتخمينات للدفع في إتّجاه معيّن ، ولو استمرّت الحسابات الحالية على ما هي عليه ، فليس هناك من سبب لتغيير الرئيس باعتباره تجاوز المطبات العديدة التي واجهته ، وباعتبار أنّ الملفات التي بدأها لم تنجز بعد ، وباعتبار أنّ رؤية الملك كانت دوماً تركز على الإستقرار ، وكما قلنا ونقول ونكرّر فيتطلب الأمر ميشال الحايك اردنياً ليعرف ماذا سنشهد في الأسبوع المقبل،