facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تسمم الشعب


18-11-2007 02:00 AM

مضحك محزن عجيب! ما يحدث بين الحين والآخر من تسممات جماعية بين فئات الشعب الأردني من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب، فتارة يتم اعلان سبب التسمم مؤكلات ووجبات المطاعم من حمص او فلافل او شاورما وتارة في المواد الغذائية الأساسية من طحين وأرز واسماك ولحوم ومعلبات ومؤخرا أصبحنا نسمع عن تسممات جماعية بسبب المياه او اختلاطها بمياه المجاري . السلامونيا في مادة شاورما الدجاج اصبحت تحدث رعبا بين صفوف المواطنين ، حيث أعلن مرارا وتكرارا انها وراء هذه التسممات الجماعية والسبب الرئيس في طرح آلاف الأردنيين مرضى يأنون في البيوت والمستشفيات، وكأننا امام مرض لا يصيب بشكل جماعي الا الأردنيين .
مناطق اردنية عدة في منشية المفرق وفي اربد وفي الرصيفة وساكب بجرش وفي مخيم البقعة وفي الكرك وفي الموقر والقويرة وفي مادبا اصابتها تسممات جماعية، في ذات الوقت كانت تتصدى الاقلام وتختلط التحليلات حول اسباب هذه التسممات!
هذه الكوارث ليست صدفة او غير متكررة حتى يتم تجاوزها كما ان سلامة وارواح المواطنين ليست رخيصة لهذه الدرجة حتى يتم التغاضي عنها ومعرفة المسببات الرئيسية لها حتى يصار معالجتها واجتثاثها.
الجميع من المسؤولين يحاول ان يخلي مسؤوليته دوما، مثلما حدث في قضية مياه المنشية حيث ان كلاً من وزيري المياه والصحة وضع اللوم وسبب التقصير على الآخر، واخلى مسؤوليته ووزارته من هذا المرض " واقول نعم وزارته"، وكأن اللوم يعود دوما على المواطن لانه أراد ان يشرب المياه لعيش فقط.
المواطن الطيب الذي ضربته المسكنة والفقر والجوع يلجأ الى المؤكلات الشعبية والمياه غير المفلترة لانه لا يقدر على غير ذلك ، وللأسف فبالإضافة لغلاء أسعارها، فانه يجري الغش فيها من أصحاب القلوب الحجرية، دون الالتفات لعقوبات القوانين والأنظمة او مراعاة لادنى حقوق البشر وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
المشكلة هي مشكلة ضمير جشع فاقد للرحمة لم يجري محاسبته بطريقة سوية فاخذ يتمادى لكسب غير مشروع للأموال حتى انتقلت أعداد ضحاياه من أفراد عدة الى المئات والألوف،والبعض شجع هذا الضمير واشترك معه ،حتى أضحى هذا الضمير هو المجرم والحكم ونخشى ان تكون العدوة قد انتقلت لان يكون هذا الضمير هو القاضي أيضا.
جلالة الملك عبدالله خرج بنفسه ليحارب أصحاب الضمائر الميتة والقلوب السوداء، وأوعز للحكومة والمسؤولين باستخدام كافة الوسائل والشروط لاجتثاث هذا ا لمرض لكن إجراءات الحكومة كانت دون جدوى، لان المشكلة باقية ما دامت الرقابة هشة ضعيفة لهؤلاء ، والعقوبة رمزية فيها الرشاوي سارية ، وبهذا تكون أرواح المواطنين وراحتهم لعبة بين أيدي الجشعين غير المنتمين.
المطلوب الآن قبل غد، وضع حد لكل هذه المهزلة، فنحن لسنا في الصين او الهند التي يتجاوز عدد سكانها المليار ولا يحدث ما يحدث في الأردن من تسممات جماعية بهذه الأعداد وبالتالي استهتار بأرواح المواطنين.
ولان الإنسان أغلى ما نملك وهو الثروة الحقيقة لهذا البلد الطيب ، فيجب ان تغلظ العقوبات على مثل هذه الأعمال الإجرامية، بحيث تفرض عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الأعمال وكل قاصد متعمد غير مهتم ولا يأبه بالنتائج، بحيث تصل العقوبات الى حد السجن المؤبد والإعدام في حال إزهاق أرواح المواطنين،كذلك تغليظ الغرامات المالية بحيث تشمل كل ممتلكات وموجودات الأشخاص مرتكبي هذه الجرائم وترصد لصالح المرضى والضحايا، اما الرقابة فيجب ان تكون من اعلى المستويات وضمن اعلى درجات النزاهة، فالحرب الوقائية هي مطلبنا وذلك من خلال اجتثاث الأيادي الملوثة والقلوب المريضة ومن يعينها والا فإننا لا نستبعد ان يأتي علينا يوما يحدث فيه تسمم عشرات الألوف من المواطنين او مدننا او الشعب بأكمله .



yousefaboalsheeh@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :