facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الترجمة قرار


هدا السرحان
21-09-2012 05:19 AM

يقول المترجم والشاعر السويدي من اصل عراقي جاسم محمد في الترجمة "يصغر العالم جغرافيا ويكبر انسانيا". فالترجمة مثلها مثل وسائل الاتصال الاخرى جعلت العالم قرية صغيرة
لدورها الفعال في التواصل بين شعوب العالم واهميتها في سد الفجوة اللغوية والثقافية بين الامم.

ففي الزمن الماضي البعيد اهتمت الامم والشعوب المتقدمة الحية بالترجمة لان هذه الشعوب كانت بحاجة الى التواصل الثقافي والحضاري في غياب وسائل الاتصال التي تسهل هذه المهمة.

بدأت الترجمة في عصورها الماضية في نقل كتب الفلسفة والرياضيات والفلك والعلوم من اللغات الاخرى الى العربية منذ نهايات العصر الاموي والعصر العباسي حسب ما ورد في محاضرة القاها مدير عام المنظمة العربية للترجمة في بيروت د.هيثم غالب الناهي حول الترجمة في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي.

وانا اعرف من خلال دراستي ومتابعاتي أن العرب قاموا بترجمة الكتب المهمة من اللغات الفارسية واليونانية واللغات الاوروبية كما تمت ترجمة العديد من الكتب العربية الى اللغات الحية الاخرى. وكان الهدف من الترجمة هو زيادة المعرفة والاطلاع على حضارات الشعوب والتواصل الثقافي معها، والاخذ منها ما يتناسب مع الفكر الاسلامي والتقاليد والعادات والاخلاق العربية فنحن "نحتاج إلى امتلاك المعرفة لا امتلاك الغث والسمين من اللغات الأخرى"

أما اليوم، وفي عصر ثورة الاتصال والنشر ازدهرت حركة الترجمة وتوسعت دائرتها فشملت الرواية والشعر والموسيقى والكتب السياسية والفلسفية والاقتصادية والفكرية واكثر من ذلك المعلوماتية حيث تضخ وسائل الاعلام ووكالات الانباء الاخبار والتقارير والثقافة والفنون والصور، بحيث تحول المواطن العربي الى متلق لهذا الطوفان من المعلومات. وإذا كانت الترجمة في بداياتها هدفت الى التواصل الحضاري والثقافي، فإنها اليوم تستخدم كسلاح، وتحولت الى وسيلة للغزو الثقافي لا للتواصل الثقافي، كما هدفت الى خلق رأي عام مطواع يتقبل بغباء عملية تدمير هويته الثقافية في عالم تتصارع فيه الحضارات والثقافات لخدمة أهداف سياسية واقتصادية وفي لعبة كونية تديرها دول مهيمنة وطاغية.

وفي العصور القديمة، وفي عصر المأمون بالذات ازدهرت الترجمة وانتقلت من الفردية الى الاهتمام المركزي للدولة، وتمكن المأمون خلال فترة وجيزة، وبالاستفادة من فترة ابيه الرشيد، من استيعاب العدد الكبير من المترجمين المتخصصين، الذي بحثوا عن الكتب المهمة لاغناء الترجمة. حسب ما ورد في محاضرة هيثم الناهي.

وفي الماضي كان الهدف من الترجمة التراكم المعرفي وتحقيق نهضة علمية، وبمساعدة اهل العلم والفلسفة والنابغين منهم وتقريبهم من اهل الحكم لمساعدتهم في بناء المشروع النهضوي الذي يزيد من إعلاء نجم الحاكم وسطوع الدولة. ولكن رغم كل ذلك لم تخرج الآثار المترجمة عن اطار الفكر الاسلامي والتقاليد العربية وخضعت الترجمات لعملية ضبط وتقويم كي لا تعطي نتائج سلبية بعد شرحها وتعميمها على المهتمين.

واليوم فموضوع الترجمة اخطر بكثير خصوصا بعد المطالبة بتخفيف القيود او شروط المراقبة والمحاسبة، بحيث يصبح من الصعب مواجهة هذا الطوفان الذي تضخمه وسائل الاعلام الخارجية، ليس بهدف تزويدنا بالمعرفة او بهدف التواصل الثقافي بل بهدف التخريب والبلبلة والحرب النفسية والغزو الثقافي.

الآن من السهل تسريب المعلومات من خلال الترجمة بهدف التلاعب بالعقول والتخريب السياسي والاجتماعي، او بهدف التدخل المباشر في عملية إعادة تشكيل الوعي الجمعي في المجتمعات العربية.

هنا يأ تي دور الوعي الوطني في التعامل مع ترجمة النتاج الغربي في عملية الفرز بين النافع والضار، وبين ما يحقق التواصل الثقافي والتفاعل الحضاري بين الشعوب، وبين ما هو هدام وخطر على الهوية الثقافية العربية التي هي ركن من اركان تكوين الامة.


hada_sarhan@yahoo.com
العرب اليوم





  • 1 جهاد العمري 21-09-2012 | 09:13 PM

    مقال علمي وتنويري يساهم باثراء ثقافة القراء خاصة المهتمين بالترجمة

  • 2 علي 21-09-2012 | 11:41 PM

    شكرا للكاتبة. فهي على الاقل كتبت في موضوع مهم لا نجد كثيرين يكتبون فيه. لكنني أود لفت نظرها إلى أن الترجمة لم تبدأ تاريخيا بالتاريخ العربي، إنها أقدم من ذلك بكثير. أما ما ترجم من اليونانية الى العربية فقد ترجم اغلبه أولا إلى السريانية قبل أن ينقل مجددا الى العربية.

    ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :