facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الدولة المدنية" و"الحُكْم الإسلامي" !


جواد البشيتي
22-09-2012 03:08 AM

هل للعلماني والديمقراطي واليساري (ولكل من يُصنِّف نفسه على أنَّه لا ديني) أنْ يَقِف مع (أو ألاَّ يقف ضد) حُكْم الإسلاميين (أو "الإسلام السياسي") في مصر وتونس، وغيرهما من البلاد العربية، إذا ما تأكَّد وصولهم إلى الحكم من طريق "الإرادة الشعبية الحُرَّة"؟
إنَّه لسؤالٌ ما زال يعتريه بعض الفساد؛ لأنَّه لم يَسْتَكْمِل بَعْد "صلاحيته المنطقية"؛ ولِجَعْلِه مُسْتَكْمِلاً لها لا بدَّ من أنْ تُضاف إليه، في نهايته، عبارة "في دولة مدنية (ديمقراطية)"؛ فَلْنَحْصَل أوَّلاً على "الدولة المدنية (الديمقراطية)"، بمفهومها المتواضَع عليه عالمياً، وَلْيَحْكُم من ثمَّ من شاء له الشعب أنْ يَحْكُم.
في مصر الآن، وعلى ما هي عليه من حالٍ دستورية، ليس من الصواب بمكان أنْ يَفْتَرِض المرء أنَّ فوز "الإسلاميين"، وفي مقدَّمهم جماعة "الإخوان المسلمين"، بحصَّة الأسد من أصوات الناخبين، يعني، أو يجب أنْ يعني، أيلولة الحكم، أيْ "السلطة التنفيذية"، أيْ "السلطة الفعلية والحقيقية"، إليهم؛ فـ "مصر الدستورية" لم تتضح معالمها بَعْد، ولَمْ يُجَبْ، حتى الآن، دستورياً، عن "سؤال الحكم": "أيُّهما يملك، أو سيملك، السلطات والصلاحيات الأوسع والأهم، رئيس الدولة أم الحكومة (المنبثقة من البرلمان، والتي تمثِّل الغالبية البرلمانية)؟".
إنَّ "الإرادة الحُرَّة للشعب (أو الأُمَّة)" هي عبارة تَفْقِد كثيراً من معناها الحقيقي إذا ما حِيِلَ بين الشعب وبين "الأسلوب الأفضل" لكشف الإرادة السياسية الحقيقية للشعب، والإفصاح عنها، وإذا لم تُتَرْجَم، في "السلطة التنفيذية"، بما يَجْعَل الحكم ممثِّلاً صادقاً لهذه الإرادة.
وهذا "الأسلوب الأفضل"، لجهة أهليته لكشف الإرادة السياسية الحقيقية للشعب، هو جَعْل الدولة كلها دائرة انتخابية واحدة، يُصَوَّتُ فيها للقوائم الحزبية، ويُحْفَظ لكل فَرْد حقُّه في الترشُّح، على أنْ يُمثِّل هذا الفَرْد مجموعة (ولو صغيرة) مِمَّن يحقُّ لهم الاقتراع، وتَمْلُك هذه المجموعة "هوية سياسية"، يُعَبَّر عنها ولو في ورقة واحدة تشتمل على ما يشبه "البرنامج (الانتخابي) السياسي".
والبرلمان لن يكون ممثِّلاً حقيقياً للإرادة الشعبية إذا لم يكن الهيئة التي منها، ومنها فحسب، أو في المقام الأوَّل، تنبثق "السلطة التنفيذية"؛ فمنصب "رئيس الدولة (ومهما كان شكل هذه الدولة)" يجب ألاَّ يتعدى بأهميته الأهمية الرَّمزية لِعَلَم البلاد؛ أمَّا الجيش (أو المؤسسة العسكرية) فيجب أنْ يُقام بينه وبين "السياسة" برزخ، مهما كانت مساهمته جليلة في تمكين الشعب من أنْ يحكم نفسه عبر ممثليه المنتخَبين.
قُلْتُ بأهمية وضرورة أنْ يُجاب عن ذاك السؤال ليس قَبْل قيام "الدولة المدنية (الديمقراطية)"، وإنَّما بَعْد قيامها، وضِمْنها؛ فهذه الدولة إنَّما هي، في معنى من أهم معانيها، الدولة التي تَضْمَن دستورياً "حقَّ الآخر (مهما كان هذا "الآخر") في الوجود، وفي التعبير بحرٍّية تامة عن ذاته (سياسياً وفكرياً وثقافياً)".
إنَّ "الإسلام السياسي" المتصالح (عن اقتناع أم عن اضطِّرار) مع "الدولة المدنية (الديمقراطية)"، بقيمها ومبادئها ومعانيها المتواضَع عليها عالمياً، هو الذي يَحِقُّ له، عندئذٍ، أنْ يَحْكُم، إذا ما أرادت له الغالبية الشعبية (الانتخابية) أنْ يحكم.
وهذا إنَّما يعني، في المقام الأوَّل، ومن الوجهة الدستورية، أنْ تكون الأحزاب السياسية الإسلامية (أو الدينية على وجه العموم) ملتزِمة، أو مُلْزَمة، بمغادرة الحكم من الطريق نفسها، أيْ من الطريق التي سارت فيها وصولاً إلى الحكم؛ وأنْ تَحْتَرِم "حقوق المواطَنة" بمعانيها كافة، وفي مقدَّمها معناها السياسي، فـ "المناصب العامَّة (كافَّة)" هي مناصب محايِدة، أيْ يجب جَعْلها محايدة، وأنْ تظل محايدة، دينياً وعرقياً وقومياً وجنسياً، فـ "الانتخاب الحُرُّ" هو وحده الطريق إلى أيِّ منصب من هذه المناصب، وإلاَّ أصبحت "حقوق المواطَنة"، مع "دولة المواطَنة"، لَغْواً؛ وأنْ يَعْتَرِف "الإسلاميون"، بصفة كونهم حزباً حاكماً، أو مشارِكاً في الحكم، بـ "حقِّ الآخر (بألوانه كافَّة) في الوجود"، وفي التعبير الحُرِّ عن ذاته"، فـ "حقوق المواطَنة"، مع "دولة المواطَنة"، تتَّسِع، ويجب أنْ تتَّسِع، لغير الإسلاميين، ولغير المؤمنين، وللعلمانيين، ولليبراليين، ولليساريين بمشاربهم كافَّة، ولكل أقلية عرقية أو قومية، وللنساء كما للرجال، فلا فَرْق بين المواطنين جميعاً إلاَّ بـ "تَقْوى الدستور".
إنَّ الانتماء الديني الإسلامي لأبناء المجتمع، أو لأكثريتهم، لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، "أسْلَمَة الدولة"، أو انحيازها دينياً؛ فـ "الدولة المدنية (الديمقراطية)" هي حقٌّ لكل مجتمع، أو شعب، مهما كانت عقيدته أو ثقافته الدينية؛ فَلْيُعْطِ الإسلاميون ما لله ، لله ، وما للدولة، للدولة ! .



jawad.bashiti@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • 1 حمد 22-09-2012 | 05:01 AM

    هذا بعيد عن طيور الظلام لانهم اقصائيين

  • 2 بحبك 22-09-2012 | 10:09 AM

    شكلك بتحلم و بعدين مقال ما الو اول من اخر

  • 3 علي 22-09-2012 | 11:36 AM

    ان الحكم الا لله
    فلا تقول يا اخي ان يحكم الشعب نفسه بنفسه او دوله مدنية
    ولماذا لا تريد ان يكون هنا او هناك دولة اسلامية حقيقية دستورها القران الكريم تحكم بما امر الله (ولا اعني هنا اي حزب).هل تعتقد ان الديمقراطية بجميع مسمياتها بديلا لدين الله!ان كنت تعتقد بذلك فان في قلبك مرض واتمنى ان يهديك الله وتعود الى رشدك الى دين الله وتترك دين الديمقراطية فهو لم ولن يكون بديلا لدين الله
    اتقي الله لانك ستسال يوما عما تكتب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :