facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاسلاميون والانتخابات والمشهد الدولي!


شحادة أبو بقر
23-09-2012 02:15 AM

ابتداء لا بد من تأكيد الاحترام الكامل لسائر المنخرطين في العمل الاسلامي سواء في الحزب أو الجماعة أو خارج تلك الاطر التنظيمية , وذلك بغض النظر عن بعض الملاحظات على اداء البعض الذي ينطلق من فرضيات مفهومة او غير مفهومة أحيانا , أو هي تثير التساؤلات , فالعمل الاسلامي في المجمل والمستند الى قناعات إيمانية راشدة يستحق وعن جدارة , خالص التقدير والاحترام !.

هذا أمر يطول نقاشه والاجتهاد فيه وليس هذا مكانه , الا ما يعنيني هذا الأوان , هو رسالة متواضعة وبريئة بإذن الله موجهة لمستويات القيادة في الجماعة ومضمونها أن تلك القيادات المحترمة تخطئ التقدير إن هي اعتقدت أن بمقدور الاردن وفي ظل الظروف الاقليمية والدولية الخطيرة السائدة حاليا , وسطوة القوى العالمية المعروفة , أن يذهب بعيدا في تهيئة الظروف السياسية الداخلية على النحو الذي يريدون وبما يسمح بعد حين بتجسيد مقولة " الاردن أرض الحشد والرباط " تمهيدا للمواجهة الكبرى على أسس استراتيجية نتمنى جميعا عربا ومسلمين وبلا استثناء لو أن بلوغها ممكن هذا الاوان !.

نعرف بالقراءة والاستنتاج لا بالمعلومة , الهدف البعيد للحركات الاسلامية في بلادنا العربية عموما , وفي الاردن بالذات , ولا نعارضها أو نختلف معها , لكننا نقرأ المشهد المحلي والإقليمي والدولي برمته , ونخلص الى نتيجة واضحة جدا فحواها أن قدرات الاردن الذاتية تحديدا , وفي غياب شبه كامل للتحالف , أو حتى التعاون لا بل التنسيق العربي والاسلامي , لا تسمح مطلقا باكثر مما هو ممكن , في عالم تسوده في الظرف الراهن هيمنة غربية واسرائيلية واقليمية كاملة , بمقدورها " قلب كل الطاولات " في لحظة , ان هي فقط إشتمت رائحة توجه أو حتى تفكير من نوع ما على نحو ما يتمنى الاسلاميون ونحن جميعا معهم لا بل وقبلهم !.

لو تدارس القياديون الاسلاميون النابهون المشهد الاقليمي والدولي الراهن بواقعية أكثر , ومن منظور اخر مختلف يرقى فوق مستوى حصر النظرة في أمور داخلية محضه , وبصورة تقرا جيدا الابعاد الدولية والاقليمية الخطيرة الراهنه , لكان لهم بالضرورة رأي اخر , ولشاركوا في الانتخابات , وتوقفوا عن التظاهر في الشارع , واستعاضوا عن ذلك ببدائل أكثر هدوءا وحكمة , ولجنبوا البلد مخاطر جمة , إذ ليس صحيحا ابدا كما يظن الكثيرون أن زمن ما يسمى " الربيع العربي " الراهن هو في خدمة العرب والمسلمين , تحت وطأة الثورات الشعبية التي باتت تدار بايد غربية , ووفق سياسات الغرب وما يخدم مصالحه بالضرورة !, وواهم تماما من يعتقد بأن الغرب المتنفذ حاليا يقبل تحت أي ظرف كان , بوصول جماعات اسلامية مخاصمة له تقليديا وترى في اسرائيل عدوا يجب إجتثاثه , الى سدة الحكم المطلق في العالم العربي , وحتى من وصل بموافقتهم , لا بد له من إثبات حسن السلوك والا فهو في مهب الريح في أية لحظه!

الاردن حالة مختلفة تماما عن سائر الاقطار العربية التي شهدت وتشهد حراكات احتجاجية , والسبب هو قدراته المحدودة , والسياسات الخارجية التي تمارس هذا الاوان لمزيد من إفقاره وادخاله في نفق مظلم كي يضطر للقبول بالمطلوب , وتلك حالة خطيرة لا بد وأن يدركها الاسلاميون وغير الاسلاميين على الارض الاردنية , ولنكن واقعيين , إذ كيف لبلد تشكل المساعدات المادية والعسكرية والتقنية أهم عنصر رئيس في وجوده , أن يتحدى ويخرج مشهرا سيفه في وجه من يقدمون هذا العون أو هم يتحكمون في تقديمه , الا اذا كان هناك من يريد له أن ينتحر , وعندها سنختلف كثيرا وكثيرا جدا !!

المشكلة التي تقض مواجع الاردن في تقديري هي أن السلطة الرسمية لديها بالضرورة كل المعلومات والقراءات حول ما يجري وسيجري في هذه المنطقة , فيما الهيئات الحزبية والشعبية وسواها خارج أطر السلطة الرسمية لا تملك الحد الكافي من تلك المعلومات , ومن هنا , فالسلطة الرسمية تتحرك داخل حقول الغام شتى وتوزن سياساتها واجراءاتها ومواقفها , بما يصون المصالح العليا للدولة والشعب , أما تلك الهيئات " وهي معذورة ربما " فتتحرك في ساحات تعتقد بأنها مريحة وتشكل فرصة نادرة وتسمح بكل ما هو مطلوب , ومن هنا فهي تختزل المشهد برمته في القاء اللوم على السلطة الرسمية ولا تتردد في اتهامها والتجييش ضدها , باعتبارها سبب الداء والبلاء , والمعيقة لبلوغ الهدف !.

المشهد الراهن في دول الثورات العربية يدعو الى التأمل والقراءة والاستنتاج , إذ بمجرد الوصول الى السلطة بدات وتحت وطأة تقدير الظروف الاقليمية والدولية ممارسات اثبات " حسن النية " , فالموجودون داخل الملعب حالهم قطعا بخلاف حال جمهور المتفرجين الذين يشتاطون غضبا ضد هذا اللاعب أو ذاك لما يرونه من تقصير في أدائه , اما اللاعبون فيؤدون افضل ما لديهم تحت وطأة الظروف ومدى قوة الفريق الخصم !.

لن أطيل في هذا الباب , فالأمر يتطلب كلاما أكثر كما وأكثر وضوحا , لكنني أدرك أن لدى " المعارضة " الاردنية وبالذات جبهة العمل الاسلامي , الكثير من النوايا الحسنة والكثير من العقول المفكرة , لقراءة المشهد الداخلي الاردني من جهة , ووضعه قبالة المشهد الاقليمي والدولي السائد هذا الاوان من جهة ثانية , ومحاولة التوصل الى نتائج منصفه فيها شيء من تقوى الله بهذا البلد وبنظامه السياسي المتسامح , وعندها , أجزم في حدود تفكيري المتواضع , أننا سنطوي الكثير من الملفات المحلية المزعجة , لنرقى بمستوى فكرنا نحو أفاق ارحب غايتها صون البلد وأمنه ونظامه من خلال اصلاح راشد لا شطط فيه , وتوجه مدروس نحو المستقبل يدا واحدة وقلبا واحدا بأمل ان تاتي ظروف اقليمية ودولية أفضل تتيح لان يصبح الاردن عملا لا قولا وحسب " ارض الحشد والرباط " , في مواجهة عدونا الاوحد المتربص بنا والمستفيد من خلافاتنا وتفرقنا , الساعي وباستمرار الى تفجير الفوضى والتنازع في بلادنا لا قدر الله !.

أدعو الاجلاء في الحركة الاسلامية تحديدا الى إعادة النظر في مواقفهم والاتعاظ بما يجري حولنا وفي جوارنا وكله بفعل فاعل وتوجيه فاعل , عندما يجري استثمار نقمة البسطاء في خدمة مصالح أعداء الامة كافة , وفي تاريخنا العربي الحديث أمثلة حية على صدقية ما نقول , فلقد ذهب القوميون والاسلاميون العرب الى حد الحرب الى جانب الحلفاء قبل أقل من قرن بأمل اقامة دولة الخلافة الاسلامية الكبرى بزعامة عربية , الا أن النتيجة كانت " سايكس بيكو " المشؤومة التي نعاني أثارها المؤلمة حتى اليوم , وهي واقع يبدو لكل صاحب بصيرة أنها تتجدد اليوم ولكن بثوب جديد مستغلة ما نسميه بالربيع العربي لتحقيق أو لتجديد هذا الهدف !.

باختصار وما دام الشيء بالشيء يذكر , لا نلوم الشباب الاردنيين المحتجين والناقمين على ظروف البلد وبالذات الاقتصادية والاجتماعية منها , فمعظمهم ربما وتحت ضغط هكذا ظروف , لا متسع لديهم للتفكير في مجمل المشهد الاقليمي والدولي المرعب الذي يتهدد دولا عديدة في المنطقة , والاردن في مقدمتها , وقد لا يدرك الكثيرون منهم أنه انما يجري استغلال نقمتهم بدهاء وخبث لدمار بلدهم لا قدر الله .

اما مسيرة الخمسين الفا " وهي استعراض للقوة في تقديري في زمن لا قوة فاعلة فيه لعربي أو لمسلم ", فلو كنت صاحب قرار فلن أتردد أبدا في السماح بها إذا ما كان المشاركون بها هم خمسين الف حمزه منصور أو عبد اللطيف عربيات أو ارحيل الغرايبه أو أقرانهم المحترمين , " مع حفظ الالقاب " لانني سأكون مطمئنا بأن جدارا لن يخدش , ولكن المسيرة ستكون مفتوحة لمن يشاء , وعندها فمن يضمن لي سلميتها وعدم خروجها عن ثوابت الامن ومن سيكون الملام عندها !.





  • 1 سعد العشوش 23-09-2012 | 02:24 AM

    اشكرك عطوفة الاستاذ شحادة على هذا الطرح ولكن لا ينبغي علينا ان نحمل الوطن فوق طاقته املنا كبير في في الاخوان المسلمين ان يشاركوا في الانتخابات القادمة وان يشاركوا في رسم معالم مستقبل الاردن من تحت القبة وليس من الشارع .

  • 2 المحامي بلال مفلح الدباس 23-09-2012 | 06:02 PM

    عطوفة الاستاذ شحاده أبو بقر كل الشكر على هذا التحليل المنطقي والأمل كبير في ابناء الوطن من كافة التيارات السياسيه والدينيه لقرأة الواقع الاردني بتأني وبعين الانسان المنحاز لدينه ووطنه.

  • 3 أردني غيور 23-09-2012 | 10:54 PM

    مقال رائع يستحق القراءة

  • 4 صحفي زميل 23-09-2012 | 10:56 PM

    دائما مبدع يا أبو مازن أتمنى أن يكون في بلدي الحبيب الكثير من العقول النيرة مثلك يا أبو مازن

  • 5 أحمد العبادي 23-09-2012 | 10:58 PM

    نفتخر فيك يا أبو مازن أنت وأمثالك من قبيلة عباد
    كل الاحترام والتقدير سيدي

  • 6 عموني 23-09-2012 | 10:59 PM

    كلام منطقي وتحليل رائع بارك الله فيك أخي الكاتب

  • 7 شاكر البقور 24-09-2012 | 01:54 AM

    مقال جميل جداًومعبر عن الوضع في الاردني


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :