* اعتقد ان الاختبار سيكون للعدد الذي قد يزيد عن الخمسين الف وليس للخمسين الف لوحدها ..

قد يقول قائل هل يعقل ان تحشد جبهة العمل الاسلامي "50" الف للمشاركة في مسيرة جمعة انقاذ الوطن التي اعدت لها الجبهة الاعداد الذي اعتقد انه يجب ان يكون مطلوبا منها ليتناغم ذلك مع ما اعلنته الجبهة من خلال قيادتها المختلفة.

انا اقول ان ارادت الجبهة ان تحشد هذا الرقم من المشاركين فهو سيكون من اسهل الخيارات لديها فعلى سبيل المثال فان عدد اعضاء حزب الجبهة يتجاوز العشرة الاف ولو حسبناهم مع عائلاتهم قد يصلوا الى اكثر من خمسين الف وهم بذلك يحققون الرقم الذي قد يعتقد البعض انه صعبا عليهم مع انهم في قرارة انفسهم وبحكم معرفتهم بحجمهم فانهم قادرون على ذلك بكل يسر ليس كما يترآى للبعض من الذين يؤكدون عدم مقدرتهم على ذلك.

ان اي رقم يزيد عن الخمسين الف مشارك في مسيرة الجمعة القادم سيكون هو غالبا من المناصرين او المؤيدين او من الجهات الحراكية التي اعلنت انها ستكون مشاركة فعلا في هذه المسيرة لذلك اعتقد ان الاختبارسيكون للعدد الذي قد يزيد عن الخمسين الف وليس للخمسين الف وحدها .

المحاولات التي لا يرغب البعض من خلالها ان تقام هذه المسيرة هي محاولات قد لا تكون صحيحة لغاية تخفيض الارقام وعدم وصولها الى الرقم المنشود وهو للعلم لا تصل نسبته الى واحد بالمائة من عدد السكان ويبدو ان نسبة تقل عن الواحد بالمائة تخيف وترعب فكيف لو وصلنا الى عشرة بالمائة والتي سيكون عدد المشاركين في مثل هذه المسيرة 600 الف مواطن.

اذا لم تصل جبهة العمل الاسلامي الى مثل هذا الرقم البسيط من عدد السكان وهو يمثل الثقل الحزبي للجبهة في ادنى صوره فان ذلك يعني ان الجبهة تكون خسرت الرهان في تحقيق فعل حقيقي لها على ارض الواقع خاصة وان هناك من الفعاليات من يتقاسم معها هذا الفعل.

لا اعتقد ان ما تقوم به الجهات الرسمي من عمليات تخويف ورعب لمن سيشارك بهذه المسيرة ستؤتي اؤكلها على اعضاء الجبهة او الجهات التي ستشارك ولكن قد يكون هناك من يخاف ويخضع للخوف من فئات لا ترغب ان تكون هي صاحبة فعل ويقبل بالوضع الراهن حتى لو كان الفساد سيد الموقف لانها ليس لديها الاستعداد للتضحية واعتقد ان من يسعى للاصلاح عليه ان يؤمن بالتضحية كركن اساسي في حال عدم التجاوب مع مطالبه لان عدم الاصلاح مع وجود مطالبين فيه يعني الوصول الى حالة اقرب منها الى التخندق من حالة الحوار والبناء على الحوار.

ان ما يجري الان هو عمليات شد وجذب بين طرفي المعادلة في الوطن وهما المعارضة والحكومة فالمعارضة تختلف في الرؤى عن بعضها البعض في حين ان الحكومة لها رؤيا واحدة وهنا نستطيع ان نقول ان موقف الحكومة الموحد هو الافضل من موقف المعارضة المنقسم وخاصة الاحزاب الاخرى التي لا تريد ان تعطي جبهة العمل الاسلامي وضعا مميزا على الساحة من خلال تفردها في قرار المسيرة الاصلاحية كما هم يقولون وفي المقابل فان الجبهة لم تعر هذا الموقف من الاحزاب اهتمامها اللازم وعليه كان موقف الاحزاب الاخرى ابعد عن جبهة العمل الاسلامي الحليف الاستراتيجي لهم واصبحوا هم اقرب الى رغبات الحكومة.

على كل يبدو ان هناك مراهنة على الرقم الذي ستحشده جبهة العمل الاسلامي والحكومة مع احزاب المعارضة التي يبدو انها تشكك بقدرة الجبهة والجبهة بالمقابل امام تحدي الرقم والمؤشرات تقول ان الوصول الى الرقم ان اريد له ذلك سيكون سهلا على جبهة العمل الاسلامي لانه رقم متواضع جدا قياسا مع الحجم والفعل فلا اعتقد ان هذا الرقم عسيرا مع من حصل احد نوابه على اكثر من 30 الف صوتا في اربد وحصلوا وجمعوا مئات الاف من الاصوات في كل دوائر المملكة الانتخابية المختلفة. سواء بقانون الصوت الواحد او بالقانون الذي سبقه.