facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قمة اللحظة التاريخية


سامي الزبيدي
20-11-2007 02:00 AM

في السياسة تغدو المسافات وجهة نظر ، تقصر وتطول تبعا لدرجة التوافق والاختلاف، وفي المسافة بين عمان ودمشق رغم ثبات عدد الكيلومترات إلا اصلحت الى التفاهم بين العاصمتين العربيتين.

بالأمس تحديدا ضاقت المسافة التي تفصل العاصمتين حتى لا تكاد تراها، وما كان عصيا من ملفات أضحى سهل الحل، وما كان عثرة في طريق التوافق تحول إلى عنوان تلاق بين القيادتين، ففي زيارة جلالة الملك أمس إلى دمشق جرى حسم العديد من الملفات الثنائية لجهة خلق تفاهم مشترك مبني على أرضية صلبة بعد ان عززت الرؤية المتطابقة حيال الملفات الإقليمية أمر التفاهم الثنائي.دمشق لاعب رئيس في القضايا العربية الأساسية، وغياب دمشق - المؤقت- عن التأثير في الملفات العربية المفتوحة قد الحق أضرارا بالغة بالمصالح العربية العليا، فضلا عن كون هذا الغياب قد أعطى لدول الجوار من غير العرب ميزة إضافية لتقرير مستقبل الإقليم وفي المحصلة أصبح العرب متلقين للفعل لا صانعين له أو مساهمين في صناعته.

في المقابل لقد كانت دمشق على مدى السنوات القليلة الماضية بحاجة الى اجماع عربي كان يحصن مواقفها ويحملها ويذود عنها المناورات الدولية التي تريد إعادة صياغة المنطقة وفق رؤية لا تحقق الحد الأدنى من مصالح شعوب هذا الإقليم، في هذه اللحظة بالضبط تأتي أهمية الزيارة الملكية إلى دمشق وما تمخض عنها من بيان ختامي يصلح كوثيقة قومية تنبثق عن قمة دمشق المزمع عقدها في آذار المقبل.

إذا ما استثنينا التقدم الكبير في الملفات الثنائية - وهي ضرورية لجهة استقرار العلاقة الودية بين البلدين فان التطابق في الرؤى على صعيد الملفات العربية الثلاثة: العراق لبنان فلسطين يمكن ان يشكل أرضية مثالية لتحقيق توافق عربي يغلب المصالح العربية على حساب العلاقات البينية بين الأقطار العربية فرادى والقوى الكبرى إقليميا ودوليا بحيث يمكن عندها الحديث بجدية عن بناء تضامن عربي حقيقي يعيد تعريف المشكلات العربية باللغة العربية هذه المرة.

في السياسة ليس ثمة أمنيات قلبية معزولة عن العمل الجاد ، والنوايا الطيبة وحدها لا تبني سياسة عربية ثابتة ومستقرة تصلح كمرجعية قومية لجميع الأقطار العربية، ووقف حالة الانهيار في الموقف العربي حيال فلسطين والعراق ولبنان تبدأ من لحظة وعي القادة العرب لخطورة تدخل دول الجوار في رسم مستقبل المنطقة - مع إمكانية اعتبار الولايات المتحدة كواحدة من دول الجوار -.

كنا ننتظر طويلا كأردنيين حلحلة الملفات الثنائية العالقة مع الشقيقة سورية وها نحن ننتظر ان تترجم فقرات البيان الختامي الذي تمخض عن قمة دمشق ليلمس الأردنيون والسوريون ،كذلك، ثمار التوافق العربي حتى يغدو للتضامن العربي السياسي مضمونا شعبيا.

لقد كانت زيارة جلالة الملك اختراقا عربيا قوميا حسمت الخيارات العربية باتجاه تغليب المصلحة القومية العليا على ما كاد ان يستقر من محاور تقسم العرب إلى عربين ، فقد أحدثت هذه الزيارة دويا سياسيا وإعلاميا لأنها الزيارة التي أفرغت الهواء من أشرعة المراهنين على تأبيد الانقسام العربي في ظرف دولي وإقليمي غاية في الدقة والحساسية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :