facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المائة يوم الأخيرة


د. هاني البدري
18-10-2012 05:41 AM

سألت دولة رئيس الوزراء الجديد قبل أسابيع قليلة من توليه منصبه، وحينها كان معارضاً صلباً تحت القبة، هل تحلم أو تأمل بأن تكون رئيساً للوزراء؟ فأجاب بدبلوماسية الرجل وعمقه المعروف، بما فهمت منه، أن ذلك ممكن، لكني لم أتخيل أن تتحقق نبوءة السؤال بهذه السرعة، وقتها كان دولة الدكتور على بعد خطوات من مغادرة البرلمان لسلطاته مُتوجاً معارضة غير مسبوقة.

تجربة الحكومة الجديدة تحمل من خصوصية الظروف التي جاءت في ظلها، ما يفرض تصورات جديدة للتعامل معها، وهنا لا أتحدث في السياسة بقدر ما أحكي في حياة الناس ويومياتهم ومستويات معيشتهم ونفسياتهم التعبة، ومعنوياتهم (المعطوبة).

في الحكومة الجديدة لن تتجرأ مراكز الدراسات الحكومية الاستراتيجية على تقديم نتائج مُبشرة لاستطلاعات الرأي، حول رؤية الجمهور للمائة يوم الأولى من حكومة الرئيس، هي مائةُ يوم. قبل ان نفتح صفحة أخرى لعلنا وقتها سنكون معنيين أكثر بتقدير نجاحنا فيها من أن نفكر بإنجازات المائة يوم الأولى والأخيرة في عهد الحكومة.

لن تُبَدَدَ الشكوك بالأرقام والنتائج على قاعدة الفيلم العربي "أنا لا أكذب ولكني أتجمل"، فأي تجميل تحتمله حكومة تأتي في ظل عبء مخيف من هموم الناس ومتاعب الحياة اليومية لهم.

المشكلة هنا لا تكمن في الحكومات المتعاقبة، ولكن فيمن احترف الإنشاد لمنجزاتها والتغني بنسب الرضى الشعبي عن ولائها في المائة يوم الأولى والثانية، وما أن تُغرينا الأرقام وتبعث فينا النسب (الممطوطة) من إفراط في التفاؤل، حتى نجد أنفسنا أمام سراب المبالغات والمغالطات التي وقعت لمجاملة دولة الرئيس أو لمحاباة أعضاء الحكومة ومريديها.

لم تأبه بعض مراكز الدراسات التي وضعت نتائج على مقاس الرئيس بأثر الأرقام على معيشة المواطن، بل راحت ترفع نسب الرضى والقبول والاستحسان للأداء والإدارة الحكومية، وتقلص من نسب الامتعاض والنقد، أقول مجاملة لطيفة وهي أرق أوجه النفاق تلك التي مارستها بطانة النخبة الأكاديمية والاستراتيجية حول رؤساء الوزراء حين سوقوا أفكارا للرئيس مثل المائة يوم الأولى وعرضوا فيها إنجازات وقفزات نوعية للحكومة.

هم يعرفون تماماً إن حكومات محترمة في العالم تنتظر استطلاعات وبحوث مراكز الدراسات التي تسمى عندهم عقل الدولة (tank Think) لتُنير لهم السبل، قبل صناعة قرارات أو وضع سياسات جديدة، ويعرفون أيضا أن هذه الاستطلاعات لم تكن لتنال كل هذه الثقة العالمية لولا التزامها بمهنية وشفافية البحث والدقة.

في العالم استطلاعات الرأي تقود أصحاب القرار وترشدهم وتعدِل المزاج العام، وتبرز توجهات الرأي العام، بل لعلها الأقدر على التأثير في الانتخابات والسير بها إلى النتائج التي تقرأها مبكراً. أما هنا فاستطلاعات الرأي توضع لمجاملة الرئيس وأعضاء حكومته، والالتفاف على توجهات الناس، ولإحكام الصورة البهية حول الأداء وتكملة الديكور الداخلي للحكومة.

ماذا عن استطلاعات الرأي القادمة المحكومة بمائة يوم فقط من عمر الحكومة هي الأولى والأخيرة، حتى وإن كانت الأرقام المُجاملة بلطف توضع لشحذ همم الوزراء ورئيسهم، فذلك لن يجُدي فلا مائةً أولى في الأفق .. هي مرحلة استحقاقات لا تحتاج لتقييم الدراسات، لكنها حتماً بأمس الحاجة للاقتراب من المواطن والاستماع لهمومه وحمل صوته الحر إلى الصندوق.

الغد





  • 1 lمراقب مستوطنات 18-10-2012 | 03:24 PM

    مقال .. ككاتبه

  • 2 Gaforland 19-10-2012 | 03:54 AM

    الاخ الكاتب المحترم،
    ان اهمية وجود مراكز الدراسات، و التي تقوم بتقديم دراسات و استطلاعات للرأي و التي يفترض ان تبنى عليها، هي جزء لا يتجزاء اليوم من ادارة اتخاذ القرار و التخطيط المتقدم في دول العالم التي تبني مسارات عملها على منهج علمي ثابت.
    و حالتنا في الاردن ، و للأسف، تقوم بنصف العمل و الذي بالنتيجة لا يقدم الجزء المهم من العمل و الذي يساعد متخذ القرار في الاردن. اما فيما يخص النقطة المتعلقة بالاستطلاعات التي تجريها " مراكز الابحاث و الدراسات الاستراتيجية" لدينا، فانها كانت و بقيت لوقت قريب

  • 3 Gaforland2 19-10-2012 | 04:02 AM

    تمارس عملها في تنفيذ الاستطلاعات بكل مهنية و حرفية اكاديمية، حتى في الوقت الحالي نوعا ما، و لكن ما ينقص سابقاً و حالياً، الدراسات التي يجب ان تقوم بها هذه المراكز بناءً على الارقام الصادرة عن هذه الاستطلاعات و الندوات ايضاً. و للعلم فان رئيس الوزراء الحالي صرح سابقاً بما يقرب من هذا. اما فيما يتعلق بادعاء الفهم و التعليق على كافة المواضيع و ضياع مبدأ التخصص في مواضيع محددة ، فهي ظاهرة منتشرة و للاسف لدى الكثير من القدة و الاكاديميين و الصحفين في الاردن، و ايضاً في داخل هذه المراكز ايضاً. دمتم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :