هذا نداء اوجهه الى سيدات الاردن اولا وذلك لانهن من يصررن على مطالبة ازواجهن باستخدام الخادمة في البيت، وهنا فانني لا استثني زوجتي من هذا النداء.

لقد استفحلت مشاكل هذه الظاهرة الخطيرة في مجتمعنا، واصبحت قصص الخادمات تذكر على كل لسان وفي كل مجلس.. فقد اصبح هروب الخادمات من منزل مستخدميهن شيئاً معتاداً وبنسبة كبيرة، وقد ذكر لي احد اصحاب مكاتب الاستقدام ان هناك اكثر من تسعة آلاف خادمة هاربة وكلهن يعملن في الخفاء وبطريقة غير شرعية في الوقت الذي يخسر المواطن الاردني آلاف الدنانير التي دفعها للمكتب.

والغريب في الأمر ان كثيرا من العائلات التي تُقبل على استخدام الخادمات هي من الطبقة الوسطى التي بالكاد تتدبر امورها المالية مما يضطر الزوج الى الاستدانة من البنوك لدفع مبالغ طائلة تتراوح ما بين 2300 دينار الى 4000 الاف دينار حسب الدولة التي تأتي منها الخادمة، اما الراتب الشهري فقد ارتفع ليصل الى 250 دولارا.

وبكل أسف استطيع ان اجزم انه ما من حاجة ضرورية في اغلب الحالات لاستخدام هذه الخادمات في البيوت سوى ان زوجاتنا يردن ان يقلدن غيرهن او يتفاخرن بان لديهن خادمة، وفي احيان اخرى تكون الحجة ان الزوجة تذهب الى عملها وانها بذلك لا تستطيع تدبير امور المنزل والعناية بالاطفال.

ان مخاطر استخدام الخادمات الآسيويات كثيرة جدا ولكن النساء لا يردن ان يسمعن عنها ابدا.. واول هذه المخاطر المشاكل الصحية حيث ان كثيرا من هذه الخادمات مصابات بامراض خطيرة مثل الكبد الوبائي ومرض السل والايدز والسفلس وغيرها من الامراض الجلدية المعدية.

كما ان معظم الخادمات يأتين من مناطق فقيرة جدا في بلادهن ولا يعرفن أدنى مبادئ النظافة المنزلية والشخصية.

اما عن الخطر الاجتماعي فحدث ولا حرج، فبزيارة قصيرة الى احدى سفارات هذه الدول الاسيوية التي تأتي منها هذه العمالة تستطيع ان تلمس حجم المشاكل الناجمة عن تواجد الخادمات في البيوت الاردنية فهناك التحرش الجنسي والايذاء الجسدي ومحاولات الانتحار مما يؤدي في كثير من الحالات الى تدمير اواصر الاسرة الاردنية وفي بعض حالات التحرش والايذاء قد يكون السجن او الغرامات المالية الكثيرة هي النتيجة الحتمية لذلك.

هذا بالاضافة الى تأثير الخادمات على تربية الاطفال الذين يتعلقون تعلقا شديدا بهن مما قد يؤثر على سلوكهم وثقافتهم الدينية وخاصة من قبل الخادمات البوذيات.

وفي الختام لا بد ان تكون هناك حلول بديلة لمثل هذه الظاهرة الخطيرة، وان أرى انه يمكن الشروع باستخدام الخادمات المحليات الاردنيات، حيث بدأت بعض المكاتب والمؤسسات باعدادهن وتأهيلهن للعمل في البيوت لساعات محدودة فقط، حيث تتحمل هذه المؤسسات التزامهن بشروط العمل.

لذلك فاني ادعو وزارة العمل وغيرها من المؤسسات المعنية بدعم هذا التوجه حتى نستطيع في نهاية المطاف الاستغناء عن الخادمات الاسيويات ونوفر ملايين الدولارات التي تخرج من بلدنا سنويا والاهم من ذلك التخلص من كل المخاطر الصحية والاجتماعية التي يتسبب بها هذا العدد الهائل من الخادمات في بلدنا.

واخيرا فاني ادعو نساء الاردن ان يعدن النظر في هذا الموضوع وان يتذكرن المثل الشعبي الذي يقول “ابعد عن الشر وغنيله”. (الدستور)