facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المواطن والوطن


د. عادل محمد القطاونة
26-10-2012 03:10 AM

في البداية كل عام والوطن بخير وأبناء الوطن في ألف خير ، وندعو الله العلي القدير أن يعيد العيد القادم والمواطن الأردني بخير وبحال أفضل من العام الحالي الذي شهد بعض المنعطفات الحرجة في تاريخ الدولة الأردنية.

صبيحة كل يوم يتنهد الملايين من أبناء الوطن شاكين حالهم مع الوطن ، وبين ثنايا هذه الشكاوي التي تحمل في أبعادها هماً إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً يأمل المواطن دائماً في تحسن أموره مع الوطن راجياً في أن يكون مستقبل الوطن أكثر أمناً وعطفاً على أبناءه.

هنالك مدلولات ومعاني عميقة تستوقفنا جميعا عند التأمل في الحال الاقتصادي والسياسي والإجتماعي للوطن في الوقت الحاضر، يبرز في مقدمتهما لدى المواطن غلاء الأسعار وإرتفاع تكاليف المعيشة والفساد والشفافية وتعاظم الفجوة ما بين الطبقة الغنية والطبقة والفقيرة وإجحاف بعض التشريعات في تلمس هم المواطن وليس أقل من ذلك قانون المالكين والمستأجرين وقانون الضمان الإجتماعي وقانون ضريبة الدخل !! أما على الجانب السياسي فحال المواطن الأردني على المحك ، فتراه سياسي محنك تارةً وسياسي تائه تارةً أخرى يعتمد في ذلك على الشخص المقابل والموضوع السياسي المطروح على الطاولة، فقانون الإنتخاب وقانون المطبوعات وغيرها من القوانين الناظمة للحياة السياسية كانت ولا زالت مثاراً للجدل لدى الكثير من المواطنين.
إن من المفارقات اليومية التي يعيشها الموطن الأردني مع وطنه تتجلى في تناقض الدعوات السياسية والإقتصادية المؤيدة والمعارضة لأي قانون هنا أو هناك. تناقضاً يحمل في جعبته مصلحة وطنية في حالة ، وفي حالات أخرى كثيرة تغليباً للمصالح الشخصية على أي مصالح وطنية فتسمو الأنانية على الإيثار والذات على الكل وهنا يخسر الوطن والمواطن !

لقد أضحت العلاقة بين الوطن والمواطن في مواقع عديدة مثاراً للجدل التي تستوجب الوقوف والتأمل ، ساهم في هذه الحيرة تعاقب الحكومات التي أغفلت ولسنوات طويلة جانباً من الهم الوطني ولم تقرأ أفكار المواطن بشكل أكثر واقعية ومنطقية وفشلت في تطوير أنظمة رشيدة ومؤسسات قادرة على ضمان المشاركة المتوازنة لكافة الفئات وتحقيق العدالة في توزيع الثروة بين مختلف أطياف المجتمع كما وتناست بعضاً من إحترام التنوع الفكري.

إن تزايد حالات الطلاق والعنوسة والجريمة والمشاجرات تعتبر من الآفات التي أرهقت تفكير الموطن وأستنفذت جزءاً من موارد وسمعة الوطن وأسهمت في تشتيت الرؤيا لواقع الوطن الإيجابي في كثير من الجوانب. إضف إلى ذلك الهم القديم الجديد المتمثل في البطالة والفقر الذي يعتبر باكورة الهموم الإقتصادية الأجتماعية التي شغلت الوطن والمواطن.

إن حال الوطن يستلزم مواجهة الحقائق السياسية والإقتصادية والإجتماعية بنظرة أكثر شمولية وواقعية ، فالفقر والبطالة والجريمة والدين العام والمساعدات الخارجية وعجز الموازنة ومعدلات النمو الاقتصادي ودعم السلع وتنمية المحافظات والمعدلات الضريبية والحوافز الإستثمارية والنمو السكاني ومخرجات التعليم العالي وغيرها من الأمور يجب أن يتم النظر إلى كافة أحوال الوطن والمواطن بشكل شمولي مترابط وليس بمعزل عن بعضها البعض !! فالفشل في مواجهة هذه التحديات قد يهدد الاستقرار الإقتصادي الاجتماعي والسياسي في المملكة ، ولاسيما إذا أخذنا الإحباط السياسي والشعبي في كثير من الحالات والناجم عن المشاكل العالقة والمتزايدة.

يتعين على الحكومات المتعاقبة أن تعي وتدرك أن الإصلاح المنشود للوطن يجب أن يكون أكثر واقعية وجدية وأن يتم إعطاء إهتمام أكبر إلى شبكة الضمان الإجتماعي والمشاريع الإستثمارية وتطوير المزيد من البرامج الموجَّهة إلى المجتمعات المحلية الفقيرة في المحافظات وتعزيز دور القطاع الخاص في المشاريع التنموية من أجل تمكين المواطن الأردني من لعب الدور الصحيح الملقى على عاتقه في بناء الوطن المعاصر القادر على مواجهة التحديات بخطوات جرئية ثابتة.

a.qatawneh@zuj.edu.jo





  • 1 محمود الحياصات 26-10-2012 | 03:18 AM

    كل عام وأنت بخير دكتورنا الغالي عادل القطاونة
    أعاده الله عليك بالصحة والعافية والخير والبركة
    والله ما في منك يا دكتور ، تعلمنا منك الكثير
    الله يحماك لشبابك

    طلاب الجامعة الأردنية

  • 2 المهندسس خالد القضاة 26-10-2012 | 03:21 AM

    كل الإحترام والتقدير لكتاباتك الجريئة والمتزنة والتي تحاكي هم المواطن الأردني .

  • 3 يعقوب عبد ابو اسبيتان 26-10-2012 | 03:48 AM

    شكرا على كلام الرائع دوما وكل عام وانتم بالف خير اخي العزيز الدكتور عادل القطاونه .... عيد مبارك وسعيد انشاء الله اشتقنا لك كثيرا

  • 4 منير الصالح 26-10-2012 | 04:27 AM

    مقالة رائعة وفيها الكثير من العبر
    تحية للدكتور القطاونة الرائع دائما بأفكاره.
    كل الدعم لك دكتور خصوصا أننا سمعنا انك سوف تخوض الانتخابات البرلمانية مع كتلة وطنية تضم عددا من الدكاتره ومنهم الدكتور القضاة . الله يوفقكك دكتور عادل القطاونة

  • 5 اردني 26-10-2012 | 07:09 PM

    محاكاة جميلة وواقعية في محلها

  • 6 جنوبي 27-10-2012 | 04:51 AM

    صحيح

  • 7 ابن الكرك 27-10-2012 | 01:50 PM

    والله يا دكتور كلامك على راسي لانه المشاكل في البلد كان في تزايد في الآونةالأخيرة والفقر والبطالة والجريمةامور لا يستهان بها
    وياريت المواطن الاردني يدرك ان هنالك ضرورة لتغيير الأوجه وخصوصا في مجلس النواب الاردني الجديد

  • 8 واقعي 27-10-2012 | 02:05 PM

    الله يستر من القادم لان المواطن لم يعد يحتمل اكثر

  • 9 الاردني 28-10-2012 | 12:37 AM

    كل الحب والتقدير لك

  • 10 محمد الخريسات 28-10-2012 | 12:45 AM

    نحن معك دكتور عادل
    احسن دكتور في الجامعه
    تشرفت بان كنت احد طلابك في جامعة البلقاء
    وانت مبدع الان في الجامعة الاردنية وجامعة الزيتونة
    لن ننسى مواقفك الشجاعة مع الكثير من الطلاب
    لقد كنت الاخ والصديق

  • 11 محمد عبدالمهدي القطاونه 28-10-2012 | 12:55 AM

    نعم يا بن الخال حال الوطن يستلزم مواجهة جميع هذه الحقائق بنظرة اكثر شموليه وهذا ما يجب على الحكومات ادراكه لكن........ وفقك الله والى الأمام

  • 12 قطوي 28-10-2012 | 03:42 AM

    ابن العم العزيز
    معك حق في كل كلمة يا دكتور عادل القطاونة

  • 13 الصرايرة 28-10-2012 | 03:47 AM

    اتفق معك في كل كلمة

  • 14 ahmad 28-10-2012 | 05:49 AM

    Good

  • 15 حميدي ولد عز 28-10-2012 | 01:05 PM

    كل عام وانتم بخير ,, الدكتور محمد عادل القطاونه....

  • 16 eng.hadeel M. al-mahasneh 31-10-2012 | 12:23 AM

    وانت بألف خير دكتور عادل ..... مقالة جدا رائعة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :