facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشاركة الناس همومهم


رنا شاور
07-11-2012 12:55 PM

عمون - حاجة الناس إلى اتساع مؤرق، ويخيل إليك أن تأمين اللقمة حين يصبح الهاجس الوحيد لمن يستيقظ في الصباح فإن ذلك نذير خطر لصاحبه حين يخلق في النفس هواجس الخوف والريبة من المستقبل، وأهم من ذلك كله فإن تفاقم الحاجة والعوز يدوّيان ضد صمود الأخلاق. ذلك أن تعاظم الفقر يضع الخنجر في خاصرة الأمن الاجتماعي فتلتف معادلة الأخلاق على منظومتها وتتبدل الأولويات وتذوي الأعراف ويلبس الدين عباءة الرياء.
تتراكم الضغوطات على الناس ويزداد همهم وتنسحق الطبقة الوسطى ركيزة المجتمع، بما يجعلك على قناعة أن من يعثر على حلّ لاسترداد التوازن الاجتماعي فإنة يعبر عن رأيه الشخصي فقط.

الحالة الاقتصادية التعبانة باتت اعصارا يعصف بتفاصيل الناس الصغيرة فتنخر البناء الكبير، وبدل أن نشارك المتعبين مثلنا همهم بالحديث عن مخاوفهم نغرق في صحافتنا في التحليلات السياسية التي باتت وجبة مملة عصية على الهضم.

يلفتني انغماس الأقلام بالسياسة على حساب الموضوع الاجتماعي، ورأيي الذي ذكرته هنا أن الكتابة بالشأن الإجتماعي هي وسيلة للتضامن في هذه الظروف الصعبة، فتبعات السياسة والاقتصاد تعصف بالحالة الاجتماعية وبالتالي العضوية والنفسية للأفراد، فليس كل القراء يعنيهم التحليل السياسي أو مجريات السياسة الخارجية بقدر ما يعنيهم الهم المعيشي، وبالتالي فإن التركيز على طرح المشكلات والتحولات الاجتماعية الناتجة عن الأزمات وتأثيرها على حالات النفس الإنسانية أمر مهم للغاية ، لأن الناس سيشعرون أن مشكلتهم اليومية ليست أمرا ً فردياً بل همّ عام يتشارك الجميع فيه ، وهذه كخطوة أولى تشعر القارئ باللُحمة مع مجتمعه، فقد أصبح من الملفت تكاثر أعداد المقالات في الشأن السياسي وما يقابلها من إغفال لأهمية المقالة الإجتماعية التي تخص حياة الناس مع أن الجانبين مرتبطان ببعضهما ولا يمكن الحديث عن مشكلة سياسية أو اقتصادية دون أن تصب في الوعاء الاجتماعي وهو الأهم لاستقرار امن الناس.

حوادث اجتماعية كثيرة تمر دون تعليق من الكتّاب اليوميين وأبعادها على الحالة النفسية والعضوية للفرد ، والمأمول وقفة من أصحاب الأقلام اليومية، لما لهم من تأثير، لتعزيز شعور الأفراد بالمسؤولية الوطنية ورفع الوعي الإجتماعي بتخصيص مقالتين أسبوعيا على الأقل ضمن عمودهم اليومي للشؤون الإجتماعية المحلية، كما تتطلب الحالة الإجتماعية بما فيها من عنف استقطاب مختصين اجتماعيين وتربويين وفنانين وأئمة، ومن أصحاب الخبرة الذين قضوا جل وقتهم في العمل العام ولهم تماس مباشر مع الناس والقدرة على قراءة أحوالهم وتفكيرهم للحديث في المسؤولية الإجتماعية والأمن الاجتماعي والهم الحياتي والمعيشي، وهذا في الوقت الحالي أجدى وأنفع من عشرات المقالات السياسية.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :