في يوم الجمعة ..وتحديدا في الساعة ثلاثة وثلاثة وعشرين دقيقة ..أعلنُ لكم فشل تجربتي في ترك التدخين ..صمدتُ سته وأربعين ساعة ونُص ..يعني يومين إلاّ ساعة ونُص ..بس يا حسرة عَلى أُمْ نصرة ؛ يبدو إنني ضعيف الإرادة كثير البرادة ..!!في اليومين الغابرين ؛ تجربة مريرة ..قرود الدنيا كلها شبكت إيديها و نازلين دبكة قُدّام عيوني ..لم تَغب السيجارة عن تفكيري ولا دقيقة ..كل جسمي ينمنم ..راسي يريد أن يفقع ..مراهنات كبيرة جرت عليّ ..قسم راهن على عودتي للتدخين ..وقسم أخفض صوته كمن بلع ضفدع وهو يشد من أزري ..!! المصيبة إنني أقبلتُ على الأكل بطريقة مجنونة ..بالأمس وحدهُ ؛ تعدّتْ وجباتي السبع وجبات ؛ أقل وجبة ارغيفين خبز غير المتفرِّقات ..و ضِعْتُ بين ( الغامس و المغموس ) ..ماجد القطامي أسرار ضحكته التي أفكفكها كل شويّة كانت توحي بأني سأصبح ( أضخم منه أو أنصح منه بكثير) ..بس هلكته بالأمس ..فمطعمه شهد بالأمس انتكاسة من أثر هجومي الشرس على محتويات ( الغامس و المغموس ) ..!! و رسلان الذي حدثتكم قبل أسابيع عنه ؛ تفنّن في شرح نظريته ( أوعدْ نفسك ) لي ..يقول بأنها نظرية ناجحة في التخفيف من التدخين وأنها مجرّبة وناجحة جداً ..والغريب أنه يريد من الكل أن يعد نفسه إلاّ هو لم يعد نفسه وبقي يدخِّن بشراهة مثل ( البس الذي يتربّص ببسّة ) في شهر شباط والذي يتحلل من أي رباط..!! كم أتمنّى أن أرسل لكم صورة رسلان مع المقال لتتأكدوا كم هذا الرجل مُغري للتدخين ويخلّي إللي ما يدخن يصير يدخن ولو وعدت نفسك بالجنّة..!!
نعم فشلتْ تجربتي ..وأعلنتُ الفشل حين أردتُ أن أكتب ..ضاع كل الكلام ..لم أستطع التركيز ليوميين متتاليين ..ورسلان راهن على ذلك ..قال لي : لن تصمد ثمانية وأربعين ساعة ..وعند ما تجي تكتب ستدخِّن ..وصدق في الأولى و صدق في الثانية ..!! بينما ( حسام عادل ) طمأنني على قصّة نصاحتي بأنني أمشي كثيراً عشان هيك ما رح أنصح ورح يظل وزني كما هو ؛ لأني بحرق في المشي كل إللي أكلتو ..!!
تجربة فاشلة ..تضاف إلى تجاربي الكثيرة ..وفشل يوضع في أعداد الفشل العربي المتزايد كل يوم ..فإذا شخص مثلي لا يمتلك إردة نحو سيجارة فكيف سيمتلك إرادة نحو أمّة ..أنا فاشل حتى في اتخاذ قرار يوقف تدهور صحتي المتصاعد ..أنا فاشل حتى في وقف نزيف الألم اليومي الذي تسببه أكمن شفطة من السيجارة ..أنا فاشل لأن المحيط مليء ( بالانتصارات )..ويكفي هذه الأمّة فخراً أنا بها أمثالي يذكرونها دائما بأنها أمّة عايشة أونطة لتأكل من عارها و دائماً تشعل النار لا لتستقيم ؛ بل لتُولِّع منها سجائرها التي لا تستغني عنها ..!!
يلعن أبو الدخان ..ويلعن أبو الفشل ..بس شو أعمل ..أنا أنتمي إلى أمة رايتها الفشل ..ولا تستطيع أن تعد نفسها ولو بالتخفيف ..على رأي رسلان ..!!