facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلك الجمعاني .. ظاهرة اردنية متميزة


مالك نصراوين
25-11-2007 02:00 AM

لعل اروع ما افرزته الانتخابات البرلمانية الاردنية عام 2007 ، هو فوز الدكتورة فلك الجمعاني بالتنافس ، ففازت بالمقعد الوحيد لدائرة لواء ذيبان .ولمن لا يعرف لواء ذيبان ، فهو يتألف من بلدة ذيبان الصغيرة ومجموعة القرى المحيطة بها ، ويتبع هذا اللواء لمحافظة مأدبا الملاصقة لحدود العاصمة عمان من الجهة الجنوبية ، ولواء ذيبان ينبسط على السفح الشمالي لوادي الموجب السحيق ، ومن هناك يناجي شقيقه لواء القصر التابع لمحافظة الكرك ، والقابع على السفح الجنوبي لوادي الموجب .

يسكن لواء ذيبان ، عشائر بني حميدة ، وهم من العشائر العربية الاردنية الاصيلة ، وقد كانوا وربما ما زالوا الاقل حظا في وصول التنمية لهم ، وتشكل بيئتهم بيئة ريفية بدوية ، وقد نال الكثير من ابناء اللواء قسطا وافرا من العلم والثقافة ومنهم الدكتورة فلك الجمعاني ، طبيبة الاسنان التي عملت في الخدمات الطبية الملكية ، التابعة للقوات المسلحة الاردنية ، وتميزت بانها اول امرأة في الاردن تصل الى رتبة لواء طبيب في الجيش الاردني .

لقد عرف الاردن منذ سنوات طويلة ، وبالاخص في العاصمة عمان ، باقامة الندوات والمحاضرات وورش العمل والكثير من النشاطات السياسية ، التي كان هدفها دعم المرأة في نيل حقوقها وممارسة دورها الوطني والسياسي ، ومجلس النواب هو احد اهم حواضن هذه الممارسة ، فلم تفلح كل تلك النشاطات على امتداد السنوات الطويلة ، في تحقيق حلم المرأة في الوصول للبرلمان ، وقد تحقق ذلك جزئيا في انتخابات عام 1993 بفوز السيدة توجان فيصل في الدائرة السادسة بعمان ، لكن هذا الفوز كان مؤطرا باطار كوتا المقاعد الشركسية ، مما جعل وصولها رغم صعوبته اسهل من فوز امرأة بدون وجود أي كوتا ، ومن خلال التنافس الحر على مقعد واحد ، وهذه النتيجة لعمان لم تكن مرضية ، فعمان هي بؤرة كل انشطة الوطن الثقافية والسياسية والاجتماعية ، وفيها النخب المشبعة بثقافة التحرر والمساواة ، وكان المؤمل ان تنتصر عمان اولا للمرأة ، وبالأخص عمان الغربية ، كثمرة طبيعية لكل هذا الجهد المبذول في تغيير المفاهيم السائدة ، وكترجمة عملية لها من خلال صناديق الاقتراع ، لكن ذلك لم يتحقق ، لا بل ان المرأة نفسها قد خذلت المرأة ، فلم تصوت لبنات جنسها ، فاضطرت الحكومة الاردنية الى ايجاد كوتا خاصة بالنساء ، محددة بستة مقاعد ، على اساس اعلى ست نسب مئوية تحصل عليها المرأة نسبة الى العدد الفعلي للمقترعين ، مع ابقاء الباب مفتوحا لفوزها بالتنافس الحر .
الى ان جاء لواء ذيبان ، الذي لا اعتقد ان ندوة واحدة عقدت فيه ، تحث على نصرة المرأة ، ومساندتها في نيل حقوقها الوطنية والسياسية ، ولم تعش به النخب السياسية والنقابية والثقافية التي تعيش في عمان ، ومع ذلك قلب سكان اللواء المعادلة ، وانتصروا للمرأة بوعيهم الفطري ، وما لمسوه فيها من تفان لخدمة مجتمعها ووطنها ، خلال دورتها النيابية السابقة ، والتي فازت بها من خلال الكوتا النسائية .

لقد اعاد لواء ذيبان للعروبة نقاؤها واصالتها ، واعاد للاسلام ضيائه المشرق ، والذي عمل المتطرفون والاصوليون على تشويهه على مدار عشرات السنوات ، فلم تفلح ثقافتهم المعادية للمرأة ، والمعادية لنيلها حقوقها ، في ثني اهل لواء ذيبان عن اختيار سيدة كي تحتل مقعدهم الوحيد في البرلمان ، فتحية لاهلنا في لواء ذيبان الأشم .
m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :