facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللواء المدرع وصفي التل ؟!


ممدوح ابودلهوم
29-11-2012 11:56 PM

صادفت الأربعاء الماضي 28/11 الذكرى الـحادية والأربعون لرحيل شهيد الأردن والأردنيين دولة الزعيم المرحوم وصفي التل طيب الله ثراه، وقد اعتدتُ في مثل هذا اليوم من كل عام أن أسطر مقالاً موضوعياً نوعياً- المعلوماتية.. هي شرطه الرئيس.

من أجل ذلك كنت دائماً اجمع لهذا المقال وأحتشد قُصاراي أن أنأى به عن تراجيدية الفقد وكربلائية الشهادة، كي يأخذني بالتالي ومعي قلبي وقلمي يغرفُ من دمه وقد جمد دمع العين مداداً لتدبيج الذكرى، فيعصمُنا- قلمي وقلبي وأناي- في نهاية المطاف أن لا نغرق في بحر الحزن العاشورائي الجليل، فما للحالين جمعت واحتشدت بل من أجل أن أضيف معلومة جديدة من شأنها فيما أرجو أن تفت في عضد السيرة العظيمة للراحل العظيم..

ولعله قمينٌ بالإنصاف هنا ومن باب أن ينسب الفضل لأهله، أن أنسب أي معلومة جديدة لصاحب فضلها الكريم، تماماً مثلما فعلت مثالاً لا حصراً في مقالة العام الماضي، والتي كانت زوادتها الضافية من عنديات صاحب فضل روايتها الصديق المرحوم رشيد خصاونة مبدع رواية بلقيس والشاعر والمؤرخ المعروف رحمه الله، إذ كان شقيقه معالي المرحوم راضي باشا العبد الله صديقاً شخصياً قريباً مقرباً من دولة الشهيد التل رحم الله الثلاثة رحمةً واسعة في جناتٍ وعيون، وقد حفلت وبالمناسبة تلكم المقالة آنفاً والتي كان عنوانها (وصفي التل: شموخ الذكرى) بالكثير المُغني من روايات رشيد نقلاً عن أخيه الباشا رحمهما الله..

أما حكاية مقالتي المتواضعة هذه فأنا شخصياً صاحبها لكن بمشاركة الصديق أحمد السكر متعهُ الله بهنيء العمر ودوام العافية، إذ كنتُ واحمد آنذاك وتحديداً عام 69/70 موظفين في بريد بلدتي ومسقط رأسي صويلح هو عامل الخطوط وأنا مأمور المقسم، في البداية كنا وبحكم وظيفتينا نستمع مُرغمين غير مُخيرين للاتصالات الهاتفية، بين عناصر وقيادات (بعض) المنظمات الفدائية الملتزم منها ببهاء العمل الفدائي وتلك الغير ملتزمة به حد التخريب..

غير أننا وفي النهاية وحين بدأنا نستشعر خطراً بدا محدقاً يهدد البلاد والعباد– أو قل منطقة البلقاء على الأقل، حين بلغ مبلغه إبان ما كان يسمى بأحداث 6/9 والتي فيما أعلم لم تنل حظها من الرصد أو التوثيق مع أنها كانت هي مستصغر الشرر في أحداث أيلول عام 1970، رحنا والآن مخيرين غير مجبرين نسترق السمع أي التنصت على تلك المكالمات المريبة المبتدأ الخطيرة الخبر، لكن صفعتنا الحقيقة إذ لم يكن تنصتنا آنذاك بذي فائدة تذكر أو تفت في عضد واجبنا الوطني، ذلك أن تلكم المكالمات كانت مدججة بالشيفرات والرسائل السرية التي لم نكن نفهم منها شيئا مثل (سلال البيض على بيادر صويلح) أو (المدن كلها لرقص التويست).. الخ!

أعيتنا الحيلة وأسقط في أيدينا ووقفنا أحمد وأنا عاجزين حائرين لا نريم، إذ كان لا بد أن تصل هذه الشيفرات إلى المعنيين فوراً وقبل فوات الأوان فهم وحدهم المنوطون بتفكيكها والتعامل مع حيثياتها الأمنية، غير أن تلكم الحالة لم تطل إذ فجأة لمعت الفكرة في رأس أحمد بأن يستعين بما أسميناه وقتذاك باللواء المدرع وصفي التل، أي الخط الهاتفي المباشر لدولته رحمه الله الذي كان يصله إلى منزله في مزرعته بالكمالية لصق صويلح عبر البريد..

و .. كذا كان بأن راح أحمد وتلك كانت حرفته المفضلة يقطع ويصل إلى أن نجحت الخطة فسهلت المهمة، ومن فوري قمت وبواسطة الهاتف المبارك لدولة اللواء المدرع شهيد الأردن وفلسطين والعروبة، بإيصال المعلومات إلى قريب لي كان يعمل ضابطاً في المخابرات العامة، و منذها وعلى مدى أسابيع بل لعلها كانت شهوراً لم أعد أذكر، فنحن نتحدث عن واقعة قبل أربعة عقود وتزيد، واصلتُ مهمتي في تزويد قريبي بأيِّ شيفرة جديدة و بخاصةٍ أنه شجعني و طمأنني بأنني لم أكن أقومُ بعملٍ مخالفٍ للقانون ..

بالمناسبة أيضاً هي معلومة على تواضعها أبوح بها للمرة الأولى من باب أمانة التوثيق لله وللتاريخ، كي تأتي في النهاية وفيما أرجوه سبحانه مخلصة خالصة لوجه هذا الحمى الأشم وسيرة شهيده العظيم، والتي كما ترون تتحدث عن نفسها فتجهر بعالي الصوت بإضافة بابٍ باسلٍ في سجلِ الشهيد الراحل ، وهو حتى أن خطه الهاتفي كان ووفق الرواية آنفاً قد شكّل بحق و على أرض الواقع قوةً لها فعلُ اللواء المدرع ..

بإيجاز ظالم، خلوصاً، ما أحوجنا أيامنا هذه تخصيصاً وتعميماً وفي هذه الحقبة النوعية والجدلية أيضاً من تاريخ الأردن الحديث، والتي لا أظلم راهنها بوصفه بالمفخخ سياسياً بالذي يجري من حوله إذ لا يعيش بمعزلٍ عن حوامات الدم في الجوار من دول الطوق، واقتصادياً بالذي يعانيه جراء المسوغ آنفاً ناهيك بالأسباب الأخرى بين فساد وترهل وترحيل أزمات بين الحكومات مما صنع حالة عنق الزجاجة حالياً، ما أحوجنا أجل إلى رجال بقيمة وقامة ومقام وصفي التل الذي جمع مجد الزعامة من أطرافه كافة، ولكأني به رحمه الله قد وجد معادله الموضوعي لتلك الزعامة ريادة وقيادةً في آن معاً، في حصاد ما تركه أولئك الرجال العظام من رموز الفكر الإجتماعي كابن خلدون بمقدمته الشهيرة وأفذاذ العسكرتارية كإبن الوليد وصلاح الدين، فضلاً عن أقمار علم السياسية بعيداً عن فنها الممكن كعبد الرحمن الكواكبي في أنموذج المستبد العادل في مؤلفه الأشهر طبائع الاستبداد، فرحم الله أبا مصطفى رحمة واسعة وأسبغ عليه شآيبيب غفرانه ووسع مدخله مع الأنبياء والشهداء في أعلى عليين .. آمين.





  • 1 حموري 30-11-2012 | 11:27 PM

    بوركت باأخ ممدوح على صدقكك مع نفسك ومع التاريخ والامانة.

  • 2 حموري 30-11-2012 | 11:27 PM

    بوركت باأخ ممدوح على صدقكك مع نفسك ومع التاريخ والامانة.

  • 3 امجد ابودلهوم 08-12-2012 | 04:40 PM

    كم نحن بحاجة لاناس شرفاء مثل الشهيد وصفي هذه الايام ، بوركت ابو راكان اللسان الاردني الاصيل الحر ، ودام هذا القلم الوطني الابي ...


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :