facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة .. كان الله في عونك !!


د. سحر المجالي
01-12-2012 06:46 AM

أستذكر في هذه الايام المؤلمة لكل ضمير عربي حي ، الخليفة العباسي المعتصم بالله ، عندما وصل إلى مسامعه استغاثة تلك الماجدة العربية- المسلمة والتي وقعت في أسر الروم، فقالت كلمتها المشهورة « وامعتصماه» ، فكانت الإجابة «لبيك»، ونادى بالإستعداد للحرب، فجاء فتح حصن عموريه. هذا الإنتصار العظيم الذي عم صداه بلاد المسلمين، جاء نتيجة استغاثة امرأة مسلمة بالمعتصم بالله. فكم نساء عربيات و أطفال و شيوخ و شباب قابعون في سجون الإحتلال الإسرائيلي يستغيثون « واعرباه» و لكن........لا مجيب.

واليوم نحن أمام أكثر من مليون ونصف المليون من أخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة، يتعرضون منذ 15 تشرين الثاني- نوفمبر2012، بالرغم من إتفاق التهدئة الذي توصل إليه الذئب مع الحمل، لأبشع صور العقاب الجماعي. إنه حصار ظالم ضد شعب اعزل، فلا دواء ولا غذاء ولا ماء ولا حتى كهرباء، وبالرغم من أن ألأردن قدم ما في وسعه للأخوة في غزة، إلا أن آلاف المرضى من الأطفال والنساء والأطفال معرضون للموت نتيجة لنقص الإمدادات الطبية. لقد تعطلت الحياة نتيجة للتصعيد العدواني الإسرائيلي تجاه الشعب العربي الفلسطيني، لا لشيء، إلا لأن هذا الشعب عبر عن رفضه للإحتلال وسياساته العدوانية التي تستهدفه، سواء من خلال فرض الحصار أو إغلاق المعابر أو الإغتيالات.

إن غزة تعاني من كارثة إنسانية، وفي ظل صمت عربي وتواطوء دولي ودعم أمريكي متواصل للحكومة الإسرائيلية. فسياسة العنف والإرهاب التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في غزة وغيرها، هي سياسة تركيع لهذا الشعب وإذلال لإرادته، مستغلة الإختلال البين في القوة بين الشعب الفلسطيني الأعزل والآلة العسكرية الإسرائيلية، وتعطل الإرادة العربية. ففي الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل هي الأكبر والأقوى عسكرياً في المنطقة، فإنه في المقابل لا وجود سيادي للسلطة الوطنية الفلسطينية على الأرض، ولا صوت عربي ملب النداء. هذا الإختلال الواضح بين القوى، يجعل الطرف الإسرائيلي أكثر قدرة على ممارسة سياسة الأمر الواقع، وتحديد أشكال الصراع وتوجيهه بالطريقة التي تخدم مصالحه، بغض النظر عن تطابق ذلك مع أبسط مبادئ الشرعية الدولية أو مفهوم الحق والعدل حقوق الإنسان.

كما أصبحت سياسة إسرائيل التوسعية، وتعاملها اليومي مع الشعب الفلسطيني واضحا لدى كل المراقبين والمحللين الدوليين، حيث تغلب على هذه الممارسات تواصل ممنهج لسلب الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي يؤشر بان سياسة «السلام المفقود» بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد وصلت إلى طريق مسدود . حيث سياسة العنف الإسرائيلية أتت على ما تبقى من إرادة الشعب الفلسطيني، وقوضت أركان كل منجز وطني له، من مدارس وجامعات ومؤسسات اهلية وإعلامية ، وحرمته من حق العيش بأرضه بأمان وسلام، الأمر الذي لن يقود إلا إلى مزيد من الدمار وغياب مطلق للأمن والسلام لكلا الطرفين: الإسرائيلي والفلسطيني، وعلى حد سواء.

إن سياسة العنف والإرهاب الرسمي التي تمارسها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، لا تخدم سوى الأطراف المعادية للسلام، لذلك يقع العبء الأكبر على الولايات المتحدة الأمريكية الراعية للعملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث لابد لها من اتخاذ موقف حيادي في سياستها تجاه أطراف الصراع ، لتبقى شريكاً نزيهاً وحيادياً لعملية السلام ، فهي وحدها، الولايات المتحدة، القادرة على حماية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته على أرضه بأمان وسلام، وهذا ما يسعى إليه الأردن في كل حراكه، العربي والإقليمي والدولي.

almajali74@yahoo.com
الرأي





  • 1 بياع مستعمرات 01-12-2012 | 09:01 AM

    كان الله في عون ...

  • 2 محمد المجالي 01-12-2012 | 01:28 PM

    شكرا على شعورك مع غزة

  • 3 ابن شهيد 01-12-2012 | 02:55 PM

    كلماتك بلسم ودواء ...سلم هذا المداد الاسلامي القومي والانساني يا دكتورة

  • 4 khaled rashed 01-12-2012 | 05:19 PM

    thank you very much dr. majali

  • 5 .. 01-12-2012 | 08:25 PM

    شو .. يا مجالي

  • 6 عادل المجالي 01-12-2012 | 09:27 PM

    مقال رائع عن شعب جبار ومرابط


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :