facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انابوليس ودولة اولمرت


27-11-2007 02:00 AM

يبدو أن الإسرائيليين هم أكثر الأطراف واقعية في تعاطيهم مع اجتماع انابوليس المزمع عقده خلال الأسبوع الحالي ، فتسلسل الأحداث والتصريحات المتتابعة تشي بعدم الجدية وانخفاض سقف التوقعات والآمال المعلقة على المؤتمر خصوصا وأنه يقام في مرحلة العد التنازلي لعمر الإدارة الأمريكية الحالية ، هذا ما صرح به شمعون بيريز بكل عقلانية وقوة وصراحة ، وتلك هي الحقيقة نفسها التي ترفض الأطراف العربية قبولها تطبيقا لصورة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال .
فلسطينيا ، الرئيس محمود عباس في اضعف موقف يمر به منذ توليه منصب الرئاسة ، فغزة في زمن والضفة في زمن آخر . حتى فتح أصبحت شيئا وكتائب شهداء الأقصى شيئا آخر , والسلطات الفعلية تكاد لا تتعدى بعض الشكليات التي تستلزمها طبيعة المنصب المذكور . أما إذا أردنا أن نجري مقارنة بين ما كان مثلا في أيام أوسلو يوم كان عرفات قادرا على تقديم التنازلات ، فتنازلات عرفات كانت تعكس شخصية قوية على الصعيد الداخلي ، شخصية ينظر إليها بعين الجدية من قبل الطرف الآخر ، أما عباس فحتى تنازلاته لا تعني شيئا للإسرائيليين لأنها تنازلات عن ما لا يملك وما لا يطيق .

أما عربيا فالحديث يتمحور حول تفعيل مبادرة السلام العربية ، وقرار السعودية بالمشاركة ينطلق من هذا المبدأ . ومهما كان مستوى المشاركة سواء بوزير الخارجية أو حتى بالسكرتير الثالث في السفارة – على رأي جهاد الخازن – فالواضح أن ما تنوي إسرائيل - ومن ورائها الولايات المتحدة - تقديمه بهذا الخصوص معدوم ومجهض منذ البداية ، ولا أدل على ذلك من تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس خلال اجتماعها بطيبة الذكر كونداليزا رايس , فقد أعلنت وبكل صراحة رفضها لمشاركة الدول العربية في المحادثات الثنائية التي ستجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وأكدت على أنه ليس من المفترض أن تحدد الدول العربية شروط المفاوضات أو تشارك فيها .

ولنترك تصريحات بيريز و ليفني جانبا لننتقل صعدا إلى تصريحات أكثر وضوحا وشمولية في ما يتعلق بعملية السلام من أساسها ، فاولمرت أعلن منذ حوالي أسبوعين أن على الفلسطينيين قبل أن يتوجهوا إلى مؤتمر انابوليس أن يعترفوا بإسرائيل دولة للشعب اليهودي . ولاحظوا هنا مدى التناغم في تصريحات المسئولين الإسرائيليين بين الخاص والعام والجزئي والشامل , فالقضية من أساسها قضية فكرة يخدمها الجميع ويعملون من اجلها , ومهما اختلفنا مع هذه الفكرة وشعرنا بالحنق والغيض تجاهها فإننا مجبرون على الوقوف معجبين أمام عنفوانها وقوتها .

هناك في إسرائيل وفي كل الدول التي تحترم نفسها لا يوجد حالة فصام بين الفكرة والتطبيق أو صدام بين العقل والفهلوة ، والمبدأ والتكتيك . فالأشياء كلها تصب في خانة واحدة ، والأمور واضحة إلى درجة يصعب معها على متذاك أن يتذاكى أو يقود نفسه والآخرين نحو الهاوية .

عندنا تختلف الأمور كثيرا ، فليس عندنا فكرة من الأساس ، اللهم إلا ما يتم إطلاقه أمام أجهزة الإعلام والمؤتمرات التي هي على شاكلة انابوليس من وعود وأمنيات يعلم مطلقوها أن تحقيقها مستحيل ودربها شديد الوعورة . بل حتى أننا لا نمتلك مبدأ يوازي ذلك المبدأ في حديث اولمرت عن الشعب اليهودي ، فنحن تارة نريد أن نخرج الدين من المعركة وتارة أخرى نميع الهوية ونقتل خصوصيات الأشياء ، نحن اكبر الخاسرين في معركة الإرهاب والعولمة لأننا أصبحنا نخجل أن نذكر هويتنا بنفس القوة والطريقة التي عبر بها اولمرت عن هويته .

مشكلة كبرى تلك التي نعانيها عندما تنفصل الذات المفكرة عن الذات الناطقة ، فالخطوط الكبرى دائما يضعها المفكرون وأولو الثقافة ، أما السياسيون فواجبهم هو التكتيك وصنع الآليات المناسبة . ولنعد إلى تنازلات عرفات قبيل اتفاقية أوسلو يوم شطب بجرة قلم ما اتفقت عليه شخصيات فلسطينية بارزة من مطالب وشروط للتفاوض ، مما أدى إلى استقالة تلك الشخصيات المهمة وعلى رأسها مفكرون كبار مثل حيدر عبد الشافي وادوارد سعيد وحنان عشراوي .

هل لمستم الهوة الواسعة بين صانعي الأفكار ومطبقيها عندنا ؟ هوة عظيمة ستجعل من انابوليس وكل ما شابهها عبثية مطلقة وتطبيقا للمثل الشعبي القائل " تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي " .

والسلام ختام

samhm111@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :