facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وبكى وشاحي في ليلة البرلمان!


29-11-2007 02:00 AM

في ليلة عادلة ظالمة...
سلبتني سماء الأردن عيون روحي...
استوقفتني دقائق طويلة من وقتي...
نادتني...نعم لقد نادتني فلبيت النداء بانصياع تحفه المحبة...في نظرتي الأولى إليها? رأيت القمر متناعسا يتراقص على نغمات تدقها حورياته من النجوم ويتهادى متمايلا بينهن جميعا? لأنه لولاهن لما تعلم الرقص أبدا... في نظرة أولى...رأيت 110 أقمار تستقبل التهاني بفوزها في ليلة الصناديق البرلمانية...
وفي نظرتي الثانية...رأيت السماء سوداء بلونها وبلون غيومها وبلون حبات مطرها التي تساقطت على رؤؤس 775 رجلا وامرأة كحجارة من خيبات الأمل والحسرات لم يشغلهم عنها شاغل ولم تخفف من حدة وقعها عليهم ملايين من عبارات التعازي والمواساة عندما نضحت صناديق الاقتراع بما فيها...
ولم أنظر ثالثا! بل أطرقت بنظري نحو الأسفل آيلة للسقوط? لكنني لم أسقط بفعل قدمي اللتين انغمستا في طين الشتاء ويميني التي تمسكت بشجيرة زيتون يتيمة زرعت على قارعة طريق عمانية..
ليلة البرلمان الأردنية خرجت لنا بمزيج من المتناقضات تحت سماء واحدة! فقد كان هناك بيتان في نفس الحارة أحدهما يشتعل في المظهر بفعل العاب نارية ومفرقعات ضوئية تعبر عن فرحة النصر، أما البيت المجاور تماما فلقد أضرمت في قلوب من فيه نار حارقة من شدة الألم والحسرة على الخسارة التي تراوحت في نسبها المادية والمعنوية ضمن أرقام مرتفعة!!..
في ليلة البرلمان تجولت في شوارع عمان لأرى صورة لمرشح أصبح نائبا فأبتسم ابتسامة عريضة وكأن نفسي تؤازره وتعيش معه لذة الفوز.. وبأقل من لحظات التف بنظري حول صورة لمرشح لم يحالفه الحظ فتدمع عيناي وكأن نفسي تشاطره وتعيش معه مر الخسارة!! ولأن اليافطات الانتخابية كانت متقاربة إلى حد كبير من بعضها البعض وأحيانا ملتصقة فلقد أمسى ضحكي كالبكاء وبكائي كالضحك ووقعت في التناقض الذي أصاب سماء الأردن تلك الليلة..
"ليلة الكشف عن المستور" هكذا سماها الكثيرون في إشارة الى التشكيك بالنزاهة والشفافية والمصداقية، وبفرض صحة هذه التوجسات فإن المسؤولية وقعت أولا على الناخب ذاك الذي باع صوته بحفنة من الدنانير ولا مانع لديه من أن يبيع الأثمن في سبيل المال..
لم تكن النتائج مفاجئة على الإطلاق فيد الناخب هي التي زرعت وهي أيضا التي حصدت تلك النتائج النهائية العادلة في حق من يستحقون المقعد والظالمة في منحها مقاعد لمن لا يستحق? فالأيام بيننا وسنرى ما سيحدث في أربع سنوات قادمة؟
أما الآن وبعد أن حصل ما حصل? ثمة ما يزعجني كثيرا لأننا لسنا دولة منتجة للزهور العطرية! وإلا لكنت بعثت بـ 775 باقة الى كل هؤلاء ممن لم يحالفهم الحظ في أن يكونوا نوابا تحت القبة وليتذكر البعض منهم أنه أثبت حبه وولاءه وانتماءه الخالص للوطن وهذا وحده يكفي!!
ولنتمن على 110 آخرين يستعدون هذه الأيام للجلوس تحت القبة أن يكونوا عند حسن الظن وصدق الوعد والعهد كما سمعنا منهم مرارا وتكرارا...
في ليلة البرلمان...تلمست وشاحي فوجدته مبتلا ليس بحبات المطر بل بدموع المرشحين خاسرين وفائزين...حزينين وفرحين..

Dana_najdawi@yahoo.com











  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :