facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقترحات أولية لفلسفة تنموية لتقليص الفجوة "الإجتمعيشية" ..


مسَـلم الكساسبة
30-11-2007 02:00 AM

من خلال محتوى كتاب التكليف ثم من خلال تركيبتها كما يبدو فإننا نتوقع – دون ان ندري دقة هذا التوقع والمؤشرات التي استندنا عليها في استنتاجه .. وهو ما سينبئ عنه المستقبل - أن المهمة الرئيسية للحكومة الحالية وأولويتها الأولى هي في محاولة تحسين الظروف الاقتصادية الاجتماعية أو بمعنى أدق فإن (الاقتصاد الاجتماعي) أي الحال المعيشي للناس يحتل الأولوية الأولى على ما عداه أو هكذا يبدو.. ولا أدري إن كان يصح أن نقول أنها حكومة بمهمة محددة سلفا .. هي هذه المهمة ؟ وهي ليست بالمهمة السهلة في ظل ارتفاع جنوني مستمر للأسعار بصورة وحشية لا يرافقه ويوازيه تحسين للمداخيل بنفس النسبة من جهة .. ومواطن طيب تشكل لقمة الخبز همه الأكبر وطموحه الأسمى يلهث خلفها ولا يكاد يحصلها .. معتبرا كل ما عداها ترف لا يستحق حتى مجرد التفكير به لأنه يدخل ضمن خانة التفكير ربما.وإذا كان هذا صحيحا وكانت الظروف الاجتمعيشية (الاجتماعية الاقتصادية) وتحسينها هي المهمة الأكبر والأخطر على رأس مهام هذه الحكومة فإن في السطور التالية بعض الأفكار والمقترحات الأولية بخصوص البؤر والمناطق الأكثر احتياجا من غيرها للتحسين والرعاية لا كبشر ومواطنين يقطنون تلك المناطق وحسب ..بل كمناطق بأسرها لتصبح جاذبة أو على الأقل تتوقف عن كونها مناطق طاردة لسكانها .

إذ تعاني الكثير من أرياف وبوادي الأردن ومدنه الصغيرة في الأطراف شأن الكثير من بلدان العالم النامي مما يعرف بـ "التحيز الحضري " وهو تحيز سلبي حيث تستأثر العواصم والمدن الكبرى بالحظ الأكبر من مخصصات وعوائد التنمية ومن الاهتمام والرعاية بشكل واضح يتجلى على شكل فجوة كبيرة وملحوظة بين تلك الحواضر الكبرى وشقيقاتها من المدن والتجمعات الأخرى..عدا عن الآثار المترتبة على هذا التحيز التنموي من مثل تحوّل منطقة ما إلى منطقة طاردة وأخرى جاذبة وما يترتب على ذلك بخصوص الطلب على الخدمات وأسعار العقارات وموجات الهجرة التي تؤدي في المناطق الطاردة لتفريغ تلك المناطق وتأخرها تنمويا وبالمقابل اكتظاظ المناطق الجاذبة مع ما يتبع ذلك من تبعات ومشكلات خاصة به..الخ.

ويكفي لبرهنة ذلك إلقاء نظرة حتى على أكثر الأحياء في العاصمة تواضعا ثم إلقاء نفس النظرة على مدينة بكاملها كـ معان أو الطفيلة أو الكرك ومن ثم المقارنة لتدرك معنى هذا الكلام وجوهر آثاره على المدى الطويل إذا استمر.

حيث الفجوة ليست مما يمكن نسبته للفارق الطبيعي بين العواصم والمدن الكبرى من جهة وبين مناطق أو مدن الأطراف من الجهة الأخرى - لا من جهة هامشية تأثيرها وفعلها ودورها في مسيرة وتاريخ الوطن فهو دور معروف ومشهود .. بل من جهة هامشية مستوى الاهتمام والتنمية بها وإعطائها ما تستحق من رعاية - فهي فجوة وفارق تظهر فيه آثار يد الاهتمام هنا والإهمال هناك .. ويكفي أن نعرف أن مشروعات كبرى كأنفاق وجسور عمان ينجز واحدها في بضعة أشهر بينما طريق الكرك القطرانة وهو كمثال ما زالت المحاولات والترقيع به مستمرة منذ تأسس الأردن الحديث وإلى اليوم ! وكم نزفت من دماء بريئة على هذا الطريق المشؤوم ..أما عوائد المخالفات وترخيص المركبات وهي هنا كمثال مع ما عداها فتذهب لأمانة عمان لتقيم بها المتنزهات والجسور والحدائق للمتنزهين والقادمين . عدا عمن تقذفهم ألازمات والنكبات تلو النكبات ويشكلون بدورهم ضغطا وتفجرا سكانيا !! فكانت النتيجة أن تعملقت عمان وغدت مثل حوت يبتلع بقية المناطق ويستقطب سكانها ..فتصبح السمنة هناك والهزال هنا تراكميا ..فالناس الذين يرحلون لها يزيدون الطلب على السلع والخدمات ويرفعون أسعار العقارات فيها بينما يؤدون إلى العكس هنا أي في المناطق الطاردة .. فيغدو الهزال هناك تراكميا وعكسه هنا كذلك.

ولذلك فربما نكون بحاجة لتحيز معاكس يعدل أو يخفف من آثار التحيز الحضري (السلبي)ولتسمه ما شئت "التمييز الإيجابي" مثلا .. وهو والحالة هذه أشبه بفلسفة تنموية مقترحة تعمل باتجاه معاكس للتمييز الأول بإعطاء مزيد من الأهمية والاهتمام لتلك المناطق أو الفئات النائية أو الأقل حظا من شأنه أن يلاشي أو يقلل من آثار ذلك التمييز السلبي أو التحيز الحضري الطويل ضدهم .. وهو نوع من الاهتمام المكثف أو الخاص بمناطق أو فئات معينة لديها ظروف لم تكن من صنعها أو بسبب تقصيرها بل هي مفروضة عليها ..وهي بهذا الفهم محاباة ليست مجانية أو عنصرة متعمدة لتلك المناطق بل لإعادة بعض الحقوق التي حرمت منها أصلا فجعلتها في مثل تلك الظروف ولأسباب ربما يتعلق بعضها بمناطق سكناهم النائية أو غيرها من ظروف فلم ينالوا نفس الرعاية والاهتمام .. وليعيد لهم بعضا من حقوقهم التي حرموا منها أصلا بسبب تلك الظروف.

والمثال القريب على ذلك النوع من التمييز الإيجابي بصفته تدبيرا يهدف للحد من آثار التحيز الحضري هو ما يعرف بالمدارس الأقل حظا وهي هنا مجرد مثال للقياس عليه..حيث نظرا لظروف تلك المدارس ومستوى الخدمات فيها ومستوى جودة العملية التعليمية وظروف الأهل وبالتالي مستوى التغذية والرعاية التي يلقاها الطالب والتي تنعكس وتنبئ منطقيا بتحصيل متدن .. لذا فعند ترشح خريجي هذه المدارس للجامعات لا يوضعون على نفس السكيل أو المقياس الذي يعامل به أبناء مدارس الحواضر وسواها من المدارس المحظوظة والمجهزة بعناية سواء بالتجهيزات المادية أو هيئة التدريس أو الظروف المعيشية للطالب من بيئة وتغذية وسواه..وهو تدبير وإن كان لا يعوض الطالب عن حرمان 12 سنة قضاها في ظروف صعبة لكنه على الأقل التفاتة تعوضه بشيء ما ولو قليل

ومثال آخر أيضا هو ما يعرف بالضرائب التصاعدية وفقا لسكيل خاص قد يبدأ من الصفر عند مستويات معينة من الدخول ويتصاعد إلى أقصاه في المستويات الأعلى.

ومن ذلك كذلك توجيه الدعم لمستحقيه بحيث يكون له أيضا سكيل خاص يصل في أعلاه عند المستويات الدنيا من الدخول إلى أن يصبح صفر عند مستويات الشرائح الموسرة والمؤسسات المنتجة ، كالوقود مثلا الذي تستفيد منه المصانع مدعوما بنفس النسبة التي تحسب للمواطن الفقير الذي يشتريه للتدفئة أو الطبخ وكذلك يستفيد منه مدعوما الوافدون لسياراتهم واستخداماتهم المختلفة مثله مثل المواطن .

ومن ذلك أيضا شبكات ومظلات الأمان الاجتماعي وفقا لأسس ومعطيات تراعي العدالة والإنصاف وإيصال الدعم لمستحقيه وليس كما شاع قبل فترة وربما كانت من النكات السياسية أنهم اكتشفوا مليونيرا يتقاضى راتبا من الضمان الاجتماعي بينما هناك الكثير من المعوزين لم يصلهم فيء تلك المظلة .

وإن كثيرا من مناطق الأطراف وبعضها خاصة أكثر بحاجة إلى مثل هذا النهج والفلسفة الذكية لتساعدها على النهوض واللحاق بغيرها .. ولتصبح مناطق جاذبة أو على الأقل محتفظة بسكانها .. فإن شئت سمه تحيز ريفي مقابل التحيز الحضري وإن شئت سمه تمييز إيجابي واهتمام زائد يتناسب مع حجم الإهمال والتخلف التنموي الذي عانت منه تلك المناطق ويعمل على تعويضها عن آثار ذلك الإهمال ومساعدتها للحاق بالمناطق الأخرى .

بالتأكيد بعضكم سيقول بخصوص مثال الطلاب وقس عليه : ولماذا بدلا من أن نتركهم 12 سنة دراسية في ظروف صعبة قاسية ثم نأتي لنعوض عليهم بأن نتحيز لهم في السنة الأخيرة بوضع ترتيب خاص لقبولهم في الجامعات- لماذا لا نهيئ لهم نفس الظروف المهيئة لسواهم من الطلاب ؟
وهو سؤال منطقي ومشروع بالـتأكيد..والجواب أن هذا هو المطلوب أصلا وهو حقهم الشرعي والطبيعي الذي حرموا منه بسبب التحيز الحضري .. لكن حيث أن ها التدبير المطروح غير متوفر الآن وليس من السهل توفيره بقرار سريع بعد عقود طويلة من الإهمال والتحيز الحضري بإنجاز بناء مدارس نموذجية وتحسين ظروفهم وظروف ذويهم المعيشية ..الخ بين عشية وضحاها ، بحيث تحتاج تلك المناطق لو بدأنا الآن بإنعاشها إلى عقود حتى توازي ما هو متوفر لسواها كالعاصمة مثلا .. ولذا وحتى يتوفر هذا المطلوب لا بد من نهج وتدبير ما يجبر ويعوض ولو شيئا قليلا عن ذلك الحرمان .. ومن منطلق أنه "شيء خير من لا شيء .

إنها مجرد أفكار أولية ومقترحات لتحسين وضع مثل تلك المناطق مرحليا ريثما يتم ذلك التحسين لاحقا ضمن سياسة كلية شاملة ودائمة تلاشي تأثيرات مثل ذلك التحيز الحضري الواضح الذي اضيف له غول الغلاء المتوحش والتحولات الدراماتيكية الكونية التي تعصف بالمنطقة فباتت المعادلة قاسية على اهلنا الطيبين في اريافهم وبواديهم ومناطقهم النائية.

msallamk@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :