فوجئنا يوم السبت 1 / 12 / 2007 بمقالة مطولة في عدد من الصحف اليومية المحلية للسفير الامريكي في عمان ديفيد هيل منشورة في اهم الصفحات الخاصة بكتاب الاعمدة والمقالات تتحدث وبحسب فحواها عن «اليوم العالمي لمكافحة الايدز»،الامر الذي دفع البعض لقراءتها مع معرفتنا التامة بان ذلك السفير لا يتقن اللغة العربية بالطريقة التي كتبت بها المقالة بدقة واتقان لغوي غير مسبوق لسفير غير عربي.
الصحف اليومية المحلية فردت مساحة واسعة جدا لهذه المقالة التي جاءت كما لو انها مسودة لورقة عمل تقدم في اي مؤتمر تقليدي ولم تأت بشيء جديد غير مسبوق حتى تبرز بهذه الطريقة الملفتة، مع علمنا باهمال الصحف المحلية للعديد بل العديد جدا من المقالات التي ترسل وبشكل يومي من قبل المواطنين الذين يشرحون ويسترسلون في معاناتهم اليومية عن ضيق العيش المحلي والتغطرس الامريكي/الصهيوني بالمنطقة الا انها تهمل ان لم يلق بها في اقرب سلة مهملات لمن تصله بالصحيفة.
كنا نتمنى على السفير المبجل ان يفرغ وقته وقلمه الثمين ليكتب عن اليوم العالمي لقتل اطفال العراق وفلسطين وان لم يستطيع فليكتب عن اليوم العالمي لانتهاك حقوق الانسان وسجن «غوانتانامو» فان عجز فعليه الكتابة عن اليوم العالمي للكذب والتضليل الذي تسوقه الادارة الامريكية على الشعوب العربية عبر تصريحات وتلميحات المسؤولين هناك، فان لم يستطع وذلك اضعف الايمان فعليه الكتابة عن اليوم العالمي لانتهاك الاعراض والاعراف للعراقيين من قبل القوات الامريكية.
السفير الامريكي «ديفيد هيل» يسوق علينا عبر مقالته «السفسطائية» جملة من العبارات المغمسة بالحكم والمشهديات النظرية والعلمية ليؤكد لنا بان لديه ملكة المعرفة والاطلاع الواسع بمكنونات العرب، فاذا كان هيل بهذا الوعي الذي يدعيه فهل يعلم ان السياسة الامريكية الحالية كانت سببا رئيسيا في تفشي الامراض المزمنة وعلى رأسها مرض «الايدز» بعد ان اوجدت مئات الالاف من اللاجئين حيث تحول بعضهم لمجرد لقمة سائغة ليكتشف بانه مصاب بالمرض جراء نقص ادوية التعقيم في الدول التي تحولت من قبل الجيش الامريكي الى جحيم، ناهيك عن ان السياسة الامريكية البشعة اصبحت اداة فاعلة لتفشي العديد من الامراض القاتلة وعلى سبيل المثال لا الحصر «الكوليرا» في العراق التي لم يعرفها هذا البلد الا مع دخول القوات الامريكية اليها.
السفير الامريكي لا زال يراهن على غطرسة قلمه الذي ما كتب يوما سوى «التضليل» وقلب الحقائق محاولا تزيينها بالورود والعبارات المفعمة برائحة العطر، ليكتشف القارئ ان كل عبارة كتبت كانت قد لطخت بالدماء العربية الشريفة وان الكلمات التي يلقنها ديفيد للقراء لا تنطلي على متابع يعرف بان «الكذب» والتضليل اصبح اهم اداة للادارة الامريكية بهدف استباحة دماء العرب والمسلمين.
لم يعلم السفير الامريكي بان ارقام اعداد القتلى في العراق وفلسطين وافغانستان وغيرها من قبل القوات الامريكية فاقت وبمئات الاضعاف عدد مصابي الايدز فيها؟ الم يعلم بان القهر والهذيان التي سببتها الادارة الامركية للشعوب العربية فاقت عدد الكلمات التي كتبت بها مقالته المبجلة.


الكاتب رئيس هيئة التحرير/صحيفة المواجهة