facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استراتيجية موسكو: اعادة رسم الأزمة السورية دولياً


د. عامر السبايلة
30-12-2012 11:35 PM

عمون -كتب عامر سبايلة- غادر المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي دمشق متوجهاً الى موسكو, وفيها أرسل الابراهيمي رسائل واضحة تشير الى تبنيه الضمني للإستراتيجية الروسية بصفتها الأكثر منطقية و الأقدر على تقديم الحلول للأزمة السورية. و يصر كثير من المحللين على أن المشاهدات الحقيقية للواقع السوري المتناقضة مع روايات الانهيار الداخلي لعبت دوراً كبيراً في اعادة تموضع المبعوث الأممي, الأمر الذي دفعه الى طرح أحد الخيارين: اما الحل السياسي المتبني لقرارات مؤتمر جنيف أو الجحيم.

ما الذي حمله الابراهيمي الى دمشق

اجتماعات مكثفة في دبلن و جنيف سبقت زيارة الابراهيمي الى سوريا. المبعوث الأممي أدرك تفاصيل وجهة النظر الأمريكية و متطلباتها. التسوية الاقليمية هي الهدف الأمريكي الأساسي. رسائل الأمريكان وصلت الى سوريا, المطلوب فقط تقديم تنازلات سورية في ملف عملية السلام, التخلي عن الجولان, و القبول بحدود عهد الانتداب, عندها لن تعود مسألة بقاء الأسد او رحيله قبل العام 2014 ذات قيمة. الجواب السوري كان واضحاً أيضاً, "التسوية بحاجة الى مفاوضات, و لكن بلا شك لسنا مضطرين لتقديم التنازلات". هذه المفاجأة لم يتوقعها الأمريكيون و الاسرائيليون, فهناك اعتقاد سائد في اروقة البيت الأبيض بوصول النظام السوري الى مرحلة اليأس و التي ستدفعه لقبول أي شكل من أشكال الحلول المفروضة. الاسرائيليون ارادوا أيضاً التقاط "اللحظة التاريخية", فرسائل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع جعلت الكثيرين يعتقدون بأن النظام السوري وصل الى أضعف حالاته و بالتالي فان التقاط هذه اللحظة هي فرصة يجب ألا تضيع. من هنا جاءت زيارة نيتنياهو الى عمان, و التي تزامنت مع وجود الابراهيمي في دمشق, نيتيناهو أراد توظيف الأزمة السورية لمصلحته الداخلية و استثمارها انتخابياً. رئيس الورزاء الاسرائيلي طلب من الملك الأردني ممارسة ضغوط حقيقية على النظام السوري و اقناعه بضرورة الخضوع لمشروع التسوية و حل المسائل العالقة اقليمياً, بما فيها الأراضي الفلسطينية العالقة في الجولان و التي يصر النظام السوري على أنها أرض فلسطينية لا يملك أحد حق التخلي عنها, لهذا عرض نيتيناهو استبدالها بقطعة من أراضي صحراء النقب.

دروس روسية في السياسة

تبدلت اللهجة الروسية عقب زيارة الابراهيمي الى دمشق. النبرة الروسية ازدادت قوة و تصميماً, و ازدادت معها قناعة موسكو بشكل الحل القادم في سوريا. وحدة الدولة السورية هي الأساس, و الحفاظ على مكونات المجتمع السوري دون السقوط في فخ التقسيم الطائفي هو هدف لن تتخلى عنه موسكو. اما الحفاظ على الجيش السوري فاعتبرته روسيا أساساً للوصول الى هذا الهدف.

الدبلوماسية الروسية و التي هدفت الى الانفتاح على كافة اطياف المعارضة اضطرت أيضا الى اعطاء دروس في السياسة للفئة التي تدعي تمثيل الشعب السوري. فالوزير لافروف اضطر ان يستخدم دبلوماسيته العالية لارسال رسالة الى الأمريكيين و ائتلاف المعارضة, و من الممكن قراءة الرسالة على النحو التالي :"امريكا بحاجة الى اعادة تقييم شركائها من المعارضة السورية لسبب بسيط, هؤلاء يفتقرون الى أبجديات العمل السياسي. فالمعارضة الحقيقية, هي المعارضة المنفتحة على كافة الأطراف و القادرة على ايجاد مخرج للصراع و طرح حلول واقعية قابلة للتنفيذ."

بانتظار جون كيري

يقال في أروقة الخارجية الأمريكية أن المهلة المعطاة لائتلاف المعارضة لإسقاط النظام السوري لن تتجاوز الاسبوعين القادميين, و الا فان مصير هذا الائتلاف لن يختلف عن مصير مجلس اسطنبول و ما سبقه من أشكال معارضة ارتهنت للمشروع القطري التركي الفرنسي, و خدعت الجميع بما فيها حلفاءها بقدرتها على احداث تغيير نوعي على الأرض و اسقاط النظام في دمشق. اليوم, يستعد جون كيري لتسلم حقيبة الخارجية الأمريكية, القريبين من الرجل أكدوا ان جون كيري على تواصل يومي مع ويليام بيرنز الدبلوماسي الذي عهد اليه ملف التفاوض حول سوريا مع موسكو. كيري على قناعة بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة, و ان اتفاق جنيف هو نموذج مثالي يمكن أن يبنى عليه شكل التسوية السياسية في سوريا. وجهة النظر هذه قد تكون السبب الرئيسي وراء بعض رسائل التحول التي بدأ المحور المعادي لسوريا ارسالها, فمن الرغبة التركية لإعادة تصدير الكهرباء الى سوريا, الى الرسائل التي ارسلها عزمي بشارة من على منبر الجزيرة قبل أيام و التي فاجأت الكثيرين, بحيث جاءت نوعا ما انقلابية على الأجندة القطرية نفسها و حلفاءها لاسقاط النظام في سوريا. لهذا يبدو ان رسائل الخارجية الأمريكية واضحة, المضي قدماً في التسوية السياسية هي الأجندة التي سيتبناها جون كيري.

الابراهيمي استبق شكل التسوية بخطوات لابد من اتخاذها على الأرض تتعلق بوقف انطلاق النار و ضرورة تشكيل الحكومة كاملة الصلاحيات و تمهيد الطريق الى الانتخابات. لكن الابراهيمي نفسه يعول على اللقاء الأمريكي الروسي القادم و الذي يتوقع ان يتم في شهر كانون الثاني 2013, و هو الشهر الذي سيتسلم به جون كيري منصبه الجديد. روسيا من جهتها تتقاطب مع رؤية الابراهيمي, و ترى في وجوده اليوم فرصة حقيقية للتسوية السياسية في سوريا. لهذا أرسلت الخارجية الروسية رسالة ضمنية تشير الى التقارب التام مع الابراهيمي, حيث كتب نائب وزير الخارجية الروسية غاتيلوف على صفحته في موقع تويتر "أن الإبراهيمي مستعد لمواصلة مهمته "المكوكية" لحل الأزمة السورية وإجراء لقاءات في إطار ثلاثي يجمع كلا من روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي في شهر يناير القادم". هذا ما قد يلبي رغبة الابراهيمي في الوصول الى استصدار قرار أممي و الذي يعلم المبعوث الأممي انه لا يمكن أن يتم الا عبر بوابة تفاهم أمريكي –روسي على شكل الحل في سوريا. لكن الابراهيمي يصر ان عدم انجاز هذه التسوية في العام 2013, يعني اندلاع أزمة اقليمية ذات بعد عالمي
د.عامر السبايلة





  • 1 المحامي محمد احمد الروسان الحركة الشعبية الأردنية 31-12-2012 | 12:42 AM

    ممتاز عامر

  • 2 بياع أراضي 31-12-2012 | 11:04 PM

    لا يوجد أراضي فلسطينية عالقة بالجولان ولا يوجد فلسطينيين شرق بحيرة طبريا ونهر الاردن

  • 3 رمثاوي 01-01-2013 | 07:42 AM

    رهيب دكتور عامر اقسم بالله انك بتفهم قد مليون واحد

  • 4 محمد حسن حميد عواد / الطفيلة الابية 01-01-2013 | 12:30 PM

    لماذا لا تكتب يا دكتورعن مشاكل الشعب الاردني وغلاء الاسعار....

  • 5 احمد الرواشده 01-01-2013 | 02:07 PM

    تحليل واقعي ومنطقي اشكرك د. عامر

  • 6 الدكتور فخري العكور 02-01-2013 | 03:27 AM

    هذا التحليل نظري بامتياز والشعب السوري لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يقبل بهذد الحلول التي تبقي الاسد وزمرتة في الحكم ولو ليوم واحد وذلك بعد ما اوغل في دمائهم وشردهم في بقاع الدنيا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :