facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمران عمّان القديمة، و .. الشريف آل مهنا


عبد الله ابورمان
02-12-2007 02:00 AM

مرّة أخرى، يطلّ علينا الباحث المهندس محمّد رفيع، بجهد بحثي، متخصّص، هو أقرب الى الوثيقة التاريخيّة ، يعالج من خلاله جوانب، طالما كانت غائبة، أو مغيّبة، من تاريخ عمّان، وأهلها وعمرانها، وتلك الرؤية، الفنيّة، التي صاغت ملامحها، وأرادتها منذ البداية، مدينة عصريّة، مستكملة لكافة شروط المدنيّة.بيد أن لهذا المنتج الجديد، ميزة وخصوصيّة، فريدتين؛ فهو، أولا، مصوّر، يلفت النظر، بالصورة الملوّنة، الى جماليّات العمران، وترفه. ويؤشّر، بالضرورة، على نمط الحياة، داخل بيوتات عمّان القديمة، ويكشف جوانبها الاجتماعيّة- الثقافيّة، قبل الاقتصاديّة. وهو، ثانيا، يرتبط بشخصيّة محددة، لعبت دور البطولة، في الكتاب، كما في العمران وفنونه؛ وهي شخصيّة المعماري الراحل الشريف فوّاز آل مهنا؛ والذي يكشف لنا رفيع، أيضا، عن جوانب مهمّة من حياته، ومن عطائه، ومن ذلك الحسّ الفني المرهف، الذي امتاز به، وأسبغه على عمران المدينة.

ما يجدر قوله، هنا، وبعد صدور هذا الكتاب، على هذا النحو المبدع، ليُضاف الى سلسلة إصدارات أخرى، حول المدينة وعمرانها للباحث نفسه؛ هو: إن عمّان تحوّلت لدى رفيع الى هاجس علمي ويومي، ليس لأنه مفتون بها وبجماليّاتها فحسب؛ وإنما لأنها، بهذا الفهم الفريد، تعبّر عن موقف . ومثل هذا الموقف، لن يتخذه، عن وعي، الا من فهم عمّان، وقرأ عمرانها، وتشكلها وفرادتها، وتنوّعها البهيّ.. والصحيح، أننا، في الأردن، مدينون، بالكثير الكثير، مما تمّ انجازه، مدنيّا وثقافيا، الى فئة من المثقفين، تحوّل الاهتمام لديها الى هاجس، وغدا الفهم موقفا، متمكنا صلبا، وقادرا على مجابهة كل ما ثرثر به وأنتجه أصحاب الآراء الشخصيّة الانطباعيّة والأحكام المسبقة.

نحن مدينون، بحق، لمحمّد رفيع، بهذا الجهد الكبير، في سبيل إعادة إنتاج الوعي نحو عمّان، وتاريخها، وحقيقة نشأتها، ودلالات عمرانها، وحكايا وتراث بيوتاتها العريقة. وهو دين لا بدّ من ردّه، على نحو يليق بباحث شابّ، كرّس حياته وجهده ووقته، لصالح عمّان، فكرة عمّان وجوهرها؛ فصرنا، ولأول مرّة، نمتلك الإجابات الحقيقية الواثقة، أمام فوضى الروايات والفلسفات، التي سعت لتشويه تاريخ المدينة وليّ عنقه، لصالح قراءات و حسابات، هي، بمجملها، سياسيّة، أو دعائيّة، أكثر منها علميّة.

ذاكرة عمّان، الآن، وبعد صدور الكتاب الأخير؛ لم تعُد محلّ اجتهاد، لأنها صارت موثقة، مثبتة، بالمعلومة والصورة والمخطط الأصيل. ويستطيع أصحاب الاتجاهات المختلفة، في قراءة المدينة وتاريخها، أن يعودوا الى مكتبة متخصّصة، أنتجها رفيع، وحده؛ ليعيدوا تقييم قراءاتهم السابقة، ومواقفهم التي تأسست عليها. وسيكون، بإمكان الباحث الجادّ، أيضا، أن يحاكم، من جديد، وفي ضوء الوثائق، كل ما كتب عن عمّان، وهذا الكمّ الكبير، من المذكرات والذكريات، التي صاغت صورة المدينة القديمة، النمطيّة، في وجدان أجيالنا، ليكتشف أين أصاب هؤلاء، وأين زوّروا، أو افتروا! ويبقى، أن ثمّة ما يجب أن يقال، بحق شخصيّة المعماري الراحل الشريف فوّاز آل مهنا؛ والذي، يبرز، من خلال هذا الكتاب، بوصفه واحدا من روّاد الفن المعماري في الأردن، وقد كان لثقافته الواسعة ونزعته الفنيّة الجماليّة، الدور الرئيس في امتلاكنا، اليوم، لهذا التراث المعماري البهيّ، بكل ثرائه ودلالاته؛ بحيث ينبغي العمل على إعادة اكتشاف هذه الشخصيّة الوطنيّة، والتعامل مع صاحبها كواحد من رموز العطاء والإنجاز، تماما مثلما نتعامل مع رموز السياسة، ونسعى لتخليدهم، والبحث في جوانبهم الفكريّة و الشخصيّة، بما يرتبط بذلك، من ضرورة توجيه الأبحاث والدراسات المختصّة والأكاديميّة نحو هذه الشخصيّة وإنتاجاتها والعوامل التي حققت تميّزها.

abdromman@yahoo.com







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :