facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"علمانيات" لا واحدة!


د. محمد أبو رمان
18-01-2013 06:02 AM

ثمة رؤى متباينة، بل ومتضاربة، لدى المثقفين والسياسيين العرب تجاه السؤال الأكثر أهمية في العالم العربي اليوم، وهو دور الدين في المجال العام. إلاّ أنّ مشكلة أغلب السجالات المطروحة اليوم أنّها تطرح الموضوع من الزاوية الأيديولوجية (مع أو ضد)، وكأنّنا أمام قضية مسطّحة؛ بينما -على النقيض من ذلك- تمثّل هذه القضية أحد أبرز الموضوعات الشائكة والمركّبة التي تحتاج إلى دراسات نظرية وتاريخية وواقعية معمّقة!

ضمن هذا السياق، يمكن أن نجد كتاب أحمد ت. كورو (الباحث التركي)، بعنوان "العلمانية وسياسات الدولة تجاه الدين (الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا)"، مفيداً ومهما لترشيد النقاشات والحوارات العربية الحالية حول العلمانية والدين ودوره في المجال العام.

الكتاب (وهو في الأصل أطروحة دكتوراه) يتجاوز سياقات التعميم والمنظورات الأيديولوجية، ويتناول خريطة الأنظمة العلمانية في العالم بأسره، ليصل إلى نتيجة مهمة مفادها أنّنا لسنا أمام علمانية واحدة مشتركة، بل علمانيات مختلفة ومتنوعة ومتباينة في وجهات نظرها للدين ودوره في المجال العام. وفيما يميّز الباحث في الأصل بين علمانية سلبية (أي أقل حدّة تجاه الدين)، وعلمانية حازمة، إلا أنه يقدّم أيضاً خرائط للأنظمة الدينية في العالم، وطبيعة العلاقة بين الدين والدولة؛ من أنظمة دينية، إلى تلك التي فيها دين راسخ، ثم العلمانية وأخيراً اللادينية.

لعلّ أبرز مساهمة يقدّمها الكتاب تتمثّل في المقارنة بين ثلاثة أنظمة علمانية تختلف في تحديد صيغة العلاقة بين الدين والدولة. ففي الولايات المتحدة، تتغلّب العلمانية السلبية التي تتيح قدراً معيناً للدين في المجال الاجتماعي. بينما في فرنسا وتركيا تتغلّب العلمانية الحازمة، التي تصر على اختزال دور الدين في المجال الخاص والشأن الفردي، وترفض أي إشارات أو رموز دينية في المجال العام.
المقارنة تتجاوز الوصف إلى التحليل؛ فهي تتناول أولاً العلمانية من حيث السياسات الدينية والسياسات التعليمية، والسماح بالشعائر والصلوات في المدارس، والرموز الدينية في الحياة العامة. وتعبر الدراسة من ذلك إلى تفسير الاختلافات بين الأنظمة الثلاثة على صعيد نمط العلمانية السائد، مع التركيز على فرضية "النظام القديم" (أي ما قبل الأنظمة العلمانية الحديثة) في تلك الدول، وتأثيره على النخب السياسية والاقتصادية وموقفها من الدين. ويضع الباحث أربعة مؤشرات رئيسة في تحديد هذا التأثير، تتمثّل في النظام الملكي، والدين السائد، ودرجة التحالف التي كانت قائمة بين الاثنين، وأخيراً موقف الحركة الجمهورية.

وعلى هذا الأساس، يميّز الكتاب العوامل التي تقف وراء اختلاف الأنظمة العلمانية. ففي فرنسا، تم تحميل رجال الدين مسؤولية كبرى في التحالف مع النظام الملكي القائم والإقطاعيين. وفي تركيا، كان رجال الدين لاعباً رئيساً في النظام السابق على الكمالية. بينما في الولايات المتحدة لم يكن هنالك نظام قديم فيه هذا التحالف، ولم تتشكّل عداوة من النخب السياسية تجاه الدين ورجاله، بل على النقيض من ذلك كانت "الحرية الدينية" بمثابة بنية أساسية في تقوية دعائم علمانية متسامحة منفتحة.

في الخلاصة، العلمانية ليست مفهوماً جامداً (استاتيكياً)، ولا مسطّحاً، وكذلك حال تصورات الإسلاميين للدولة؛ فهي متباينة ومتنوعة، وتجارب الدول والعلاقة بين الأنظمة الجديدة والقديمة السابقة عليها مختلفة، والشروط التاريخية (التي تؤثر بنيوياً في مفهوم العلمانية الدارج) أيضاً مختلفة. وهذا وذاك يدفع إلى عدم الوقوف عند خطوط الصدام الأيديولوجي، أو الاكتفاء بمواقف معلّبة مسبقة، بل المطلوب البحث بصورة معمّقة وواقعية عن صيغ توافقية للعلاقة بين الدين والدولة في الأنظمة الديمقراطية العربية الجديدة. وهي صيغ مرشّحة للتطور والتحول، تبعاً لموقف النخب السياسية واتجاهاتها وتصوراتها، وأيضاً مصالحها!

m.aburumman@alghad.jo
الغد





  • 1 فليسوف الحراثين 18-01-2013 | 06:47 AM

    عندما يدخل الدين بالسياسة تفسد السياسة ....

  • 2 اردني 18-01-2013 | 08:04 AM

    عدم المغالاة بكليهما هو الحل وفصل الدين عن الدولة ومؤسساتها حل مهم لاعطاء المجال لبناء مؤسسات علمية واطلاق الابداع بكل هجالاته وعدم التحريم هنا او هناك

  • 3 المحامي محمد احمد الروسان الحركة الشعبية الأردنية 18-01-2013 | 11:28 AM

    تأشير جيد صديقي --على المستوى الشخصي ازاء بعض تعبيرات الحياة والتي تخص اعللاقات بين البشر انا علماني عاقل لكنني والحمد لله مؤمن - ولا اعتقد أنّه في ذلك تناقض مبكي محزن.
    السؤال والذي يدغدغ عقول كثير من الناس هو:- هل العلماني ملحد؟ كافر؟ مثلا ؟ باعتقادي لا وليس هنا المكان مناسب لشرح ذلك وتقديم ايضاحات حول ما نعتقد أنّه " صح "! شكرا

  • 4 عاصم 18-01-2013 | 12:59 PM

    ....

  • 5 ابو رمان 18-01-2013 | 06:23 PM

    المثقفين والسياسيين العرب ...جملة لاتحمل معناها لان هذا المسمى خرج من واقعنا ولم يعد ...هناك مبخرين وطبالين بالاقلام فقط لاغير

  • 6 ابو رمان 18-01-2013 | 06:47 PM

    المثقفين والسياسيين العرب ...جملة لاتحمل معناها لان هذا المسمى خرج من واقعنا ولم يعد ...هناك مبخرين وطبالين بالاقلام فقط لاغير

  • 7 معاني عايف .... 18-01-2013 | 10:31 PM

    العلمانية هي نتاج فلسفي أوروبي أثبت نجاحه على كل المستويات

  • 8 ابو احمد 18-01-2013 | 11:27 PM

    دول عربية علمانية؟ كيف؟ يا ناس الاسلام دين ودولة. يا ناس الاسلام نظام حياة، مش مجرد عبادات. كيف ...بسمحو لنفسهم يفصلوا الدين عن السياسة والحياة، مش عارف....

  • 9 كميل 19-01-2013 | 09:13 PM

    العلمانية ضرورة سياسية وواقعية ودينية.
    يوجد أسباب عدة لضرورتها ولكن يكفي السبب الطائفي الدارج حاليا في الأردن وبالأخص الدول المجاورة كالعراق وسوريا ولبنان.
    نحن بالأردن (عدا أنه طبعا يوجد عدد كبير من المسيحيين وهم كأي مسلم مواطنون وأهل المنطقة) كسنيين لن نسمح لفرض الشريعة الشيعية علينا. وكذلك لن يقبل الشيعي أن تفرض عليه الشريعية السنية. بالتالي فإن على الدولة الإلتزام بموقف عادل ومنصف تجاه جميع المواطنين لإقامة دولة علمانية تحمي الجميع بغض النظر عن المعتقدات أو الآراء أو أو أو.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :