facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"WANTED” : ثلاثة أنواع من "الرجال"


د. وليد خالد ابو دلبوح
22-01-2013 04:14 PM

عمون- الحب بالقلب, الحب بالعقل ... والحب بالعقل والقلب!

منذ نشأة الدولة الأردنية ولعقود امتدت, كان الأردنيون يعشقون الأردن ومن عليها ويتفنون في حبّهم وولائهم وانتمائهم, بثنائية وتوأمية العاطفة والقناعة معا... الوجدان والمنطق معا... الفؤاد والحكمة معا...أي "الحب بالقلب والعقل" معا.

أمّا في العقد الأخير من عمر أردننا المديد, عندما تبدّلت الرجال والأحوال, وعندما دخلت حلقات ودوائر لا نعرفها علينا, أصبح خيار الأردنيين يتحول لينتقل مكرها وتدريجيا من مرحلة ... "الحب بالقلب والعقل" معا الى مرحلة.. "الحب بالعقل" فقط لا غير.. حفاظا على أردنّهم وأمنه واستقراره!

كشف الربيع العربي الوجه السياسي الداخلي والحقيقي للأردن والفجوة التي عاشها الأردنيون في العشر سنوات الأخيرة, فتبيّن أنهم يرغمون يوما بعد يوم على الاكتفاء بحبهم للوطن وما عليه, بالعقل وحده, وذلك بالركون الى الحكمة, بعدما أُنتزع عنصر"الحب بالقلب" من وجدانهم, جرّاء ما حدث من قهر وفساد وضياع, وأصبحوا في حالة المجبرين في منطقة اللا خيار على تجرّع الأمر الواقع رغم أنوفهم, بعدما أيقنوا خلو البدائل المتاحة من حولهم لسد الفجوة التي خلقتها هذه الحلقات والدوائر, فاضطروا الى الولوج في سلك "الحب بالعقل" وحده... ليزجّوا اليه كملجأ لدفع الضرّ من الفراغ المحتمل لا قدّر الله.

والركون الى هذا الملجأ لا يعني الخيار الطوعي كما كان عليه الوضع في السابق الجميل! فعامل الاكراه بمعني اخر, قد حل مكان عامل الجذب في التعبير في الاختيار والقبول بالأمر الواقع السياسي... وذلك طلبا للاستقرار والأمن والسكينه للوطن على حساب ذات المواطن وتطلعاته وأمانيه... فرضي بهذا الواقع مكرها, قانع بعقله لا بقلبه, وهو عاتب متألم حزين!

الأردن بين ثلاث دوائر وحلقات فتّاكة: الليبراليون, العشائريون الجدد, ورجال المافيا!

لا يوجد في الأردن زعامات حقيقية, تبني وتقود وتؤثر, بل حل مكانهم قوى وثقافات جديدة مؤثرة وفتّاكة في السنوات الأخيرة, ثلاثة أنواع من "الرجال" هيمنوا, أصبحوا يقودون ويؤثرون ويديرون دفة البلاد وهم خطر حقيقي محدق: رجال المافيا, والعشائريون الجدد, والليبراليون. استطاعوا في السنوات الأخيرة, التوغل والتأثير, وبسط نفوذهم في معظم الدوائر والمراكز, وخاصة الحساسة منها, ومن المثير للدهشه, انهم استطاعوا تقسيم "الكعكة" بينهم بحرفة ومهارة واقتدار, مع "احترام" كل جماعة للأخرى, ومن هنا أصبحت كثير من الأجهزة والقيادات مرهونة بهؤلاء الاشخاص الذين "ينتمون" الى احدى هذه الدوائر والحلقات المحسوبة عليها. فقسّم الأردن الى جماعات ورجالات بالتراضي!!! وعليه, كان وما زال من الصعب جدا, الاصلاح والتجديد, كون "الفايروس" متفشي من الداخل ويصعب رصده ومحاربته, خاصة وأن "الطبيب" المختص والمعوّل عليه "الفحص" والاصلاح, قد يكون عضو من أعضاء هذه "الرجالات"!!

يعتقد البعض, ان وجود هذه "الرجالات"، يضمن ويعزز سلطة جلالة الملك, كونه يشكل جدارا ضد الحراك والمعارضه والاسلاميين. وهذا صحيح, ولكن من المنظور الضيّق والقصير. لانه اذا ما امتدت واستقوت سواعد هذه "الرجال" غدا, يصعُب تقييدها والسيطرة عليها, خاصة اذا ما توغلت واستفحلت داخل الدوائر والاجهزة... وعليه فانهم قد يكونون "الصديق الامين" في المدى الضيق والقصير ولكن لا يكونوا ذلك في المدى المتوسط والطويل.

الأردن اليوم مرهق ومثقل بين لوعة وحسرة ابنائه من جهة وسكين "رجالاته" وخناجرهم من جهة أخرى, لا يقوى على المسير والعطاء كما كان, ضاق به الأفق, وخذل استنزف وابتز حتى النخاع, لن يعود الى شبابه الا اذا عاد مرحلة الحب... بالقلب والعقل معا من جديد!

الخاتمة: الحل .... العودة الى "الحب بالعقل والقلب" معا!

لا أعرف ما اذا كانت الأجهزة الأمنية تستشعر ما يحدث بدقة, وتدرك مفاصل الخلل ومناطق الاعوجاج الراهن. ولكن عليها العمل على ذلك الان قبل فوات الأوان. لا يمكن أن يعود الأردن الى ما كان عليه, الا اذا عادت هيبة الدولة الى ما كانت عليه, وهيبة الدولة هنا, لا تكون بمعناها التقليدي, بل تكون بمشاركة أكبر لشرائح المجتمع بالتوازي مع تقليص لدور هذه الدوائر والحلقات.

على المعنيين الأمنيين, العمل تدريجيا ولكن بحزم, على اعادة تقييم وتعريف مفهوم "الاستقرار السياسي" الداخلي للأردن, يضمن جعل الملك والشعب كتلة واحدة, لا الحكومة والملك فريقا واحدا كما كان في السابق, لتشكل الفجوة بينهما ويبقى القرار محصوراً في رجالات وجماعات محدودة. تفعيل هذا الدور ينطوي على ارساء استقرار سياسي متين, يوسع المشاركة من جهة وتحمل المسؤولية للجميع من جهة أخرى.





  • 1 ياسر الغول 22-01-2013 | 05:35 PM

    حقا إنك كاتب رائع ، و قد لمست ذلك من عدة مقالات سابقة.
    و أكثر ما يعجبني هو تحليلك المنطقي و الذي يمس الواقع الأردني و إقتراحك للحلول العقلانية
    إلى الأمام يا دكتور

  • 2 نشمي أردني 22-01-2013 | 05:54 PM

    أشكر عمون على مثل هذه المقالات وهكذا كتاب يضعون اصبعهم على الجرح العميق ونتمنى ان تصل هذه الكلمات الى اذان المسؤولين لأن الوضع اليوم يحتاج الى موقف حازم منهم عاش الاردن وعاش ابو الحسين

  • 3 وصفي حتى النخاع 22-01-2013 | 06:14 PM

    ابداع ابداع ابداع توصيف وخيال رائع للدكتور واضم صوتي الى 1 و2 ال الامام يا ابودلبوح

  • 4 عنود 22-01-2013 | 06:46 PM

    أفكار مترابطه بشكل رائع

  • 5 محمد الدلابيح 22-01-2013 | 07:31 PM

    100% كلامك دكتور...........فعلا نشكر عمون اطلاعنا على فكرك وكتابتك التي تحمل معاناتنا نحن الاردنين مع انفسنا.....يعطيك الف عافية يا رب

  • 6 د. عبدالله عقروق / بيروت مؤقتا 22-01-2013 | 07:36 PM

    د. وليد اشارك المعلقين الاخرين باسلوبك الحضاري والفلسفي الذي عالجت فيه الوضع الماساوي الفارض نفسه على مجتمعنا حيث برفضه العقل والقلب والضمير وحتى المصران الأعور . أصحاب الملك الحالين والذين بفعلون السيئات ،هؤلاء هم اعداءالملك.والشعب الأردني الذي خصه الله دون شعوب العالم بأن يكون الهاشمين ملوكهم وأمراءهم هم من سلالة نبينا العربي ، محمد ، صلى الله عليه وسلم ، يقفون كالأسود يحمون النظام ومليكهم بصدورهم العاريةأما البقية من الرجال فقد مدوا ايديهم للدولار مرة.ومن يعجب ببريقه فعنده الأستعداد أن يجرم

  • 7 عبد بن طريف 22-01-2013 | 08:52 PM

    و الله يا دكتور نعاني مشكلة في الاخلاق و في الرجال و الفيديو الاخير يعكس واقع رجالات البلد بكل اطيافهم .... قدرك الله على قول الحق كعادتك

    دام قلمك شوكة في خاصرة المرتزقة

  • 8 ابو رمان 22-01-2013 | 08:57 PM

    وهم خطر حقيقي محدق: ابواق عصابات بشار وغير المغضوب عليهم والضالين

  • 9 عبدالعزيز العنزي 22-01-2013 | 11:24 PM

    مقال رائع كالعادة دكتور

  • 10 فهمان شوي 22-01-2013 | 11:54 PM

    مستوى هذه المقالة في الخيال والتحليل وطرح الحلول غاية في الروعة من أجمل ما قرأت فعلا ابدعت يا دكتور دلبوح

  • 11 أبو اردن 23-01-2013 | 02:42 AM

    عظم الله أجركم.

  • 12 أبو اردن 23-01-2013 | 02:42 AM

    عظم الله أجركم.

  • 13 حمزه طلال ابودلبوح 23-01-2013 | 04:47 AM

    حقيقه نشكر الدكتور على مثل هذه المقالات ولا ننسى ايضا عمون على اتاحة الفرصه لنا لكي نقرأ ما يكتبه افضل الكاتبين في هذه البلد الى الامام يا دكتور والى الامام يا عمون ووفقكما الله

  • 14 حرحشي 23-01-2013 | 03:54 PM

    "كان الأردنيون يعشقون الأردن ومن عليها ويتفنون في حبّهم وولائهم وانتمائهم..." يا دككتور كان الأردنيون ..ولازالوا،وحاشاك أن تلتحق بجوقة السوداويين ممن يتفننون في رشق السواد على صفحة الوطن البيضاء

  • 15 كفر أسد 23-01-2013 | 04:22 PM

    بورك قلمك الوطني والمتميز دائما استمر وشكرا لعمون

  • 16 رانية الدلابيح 25-01-2013 | 08:43 PM

    مقال رائع يا دكتورً

  • 17 خالد العرامين 26-01-2013 | 02:41 AM

    الله ايقويك يا دكتوري العزيز لا تعليق مبدع الى الامام

  • 18 هاشم خليل 28-01-2013 | 12:34 AM

    صدقت يا اخي غاب الرجال الزعماء , فظهرت الخفافيش الليلة ترتع في خيرات الوطن , نعم الأردن بين ثلات دوائر فتكاكة , اللبيراليون والعشائرية , والمافيا , نقول ذلك بكل أسف .
    ماسر هذا التراجع في المشهد السياسي الأردني ؟ فكلما أنشأنا جامعة جديدة تجذر التخلف والتراجع في جميع المجالات . لم تعد الجامعات تخرج قادة للفكر كما كان سابقا , حين خرجت لنا جامعات سوريا ومصر وبيروت العربية قادة فكر ورأي .. ما سر هذا التراجع ؟ أفيدونا !!

  • 19 ابو علي 30-01-2013 | 04:40 PM

    كلمات نسيميه تداعب وجنات المتابع الاردني الذي وقف على القارعة متردد الفكر والخاطر يعي ما يجول على الارض الا ان الصعوبة بادية من ملامح ووجهة في القدرة على اطلاق اللسان والتعبير عما في العقل الباطن,عقدة المسرحية ابطالهااشخاص ملثمين باتت مكشوفةوارساء سيناريو بأخراج جديد ينعش انفاس الناظر تستدعي تكاتف الشعب بالايجاب بما يحي مصلحة الوطن ويلفظ في ذات الوقت اشخاصا تسببوا في كتم انفاس وهذا لا يكون الا باتباع منهجية حكيمةتنم عن ثقافة من انغرس حب الوطن في وجدانهم لمعالجةالموقف بعيدا عن الهمجيةوالغوغائية

  • 20 خاتمة الكيلاني 31-01-2013 | 02:50 AM

    كم هو رائع و صعب في ان واحد مزج الحب بالسياسة, لقد تمكنت يا دكتور من ايصال الفكرة للقاريء و مزج الفكر والعاطفة و الحزن على بلدي مع حب الوطن.... أوصلت المضمون بشكل جدا رائع

  • 21 خاتمة الكيلاني 31-01-2013 | 02:50 AM

    كم هو رائع و صعب في ان واحد مزج الحب بالسياسة, لقد تمكنت يا دكتور من ايصال الفكرة للقاريء و مزج الفكر والعاطفة و الحزن على بلدي مع حب الوطن.... أوصلت المضمون بشكل جدا رائع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :