اليوم ( يوم الانتخاب ) أثبت الاردنيون جميعا أن دولتهم قادرة على إجراء انتخابات نيابية نزيهه نباهي بها الإقليم لا بل والعالم كله ,, واليوم استفزت مشاعرنا إيجابيا مع الوطن بفقره وجوده وبقسوته وحنانه وبكل شيء فيه ,, واليوم تجسدت المشاعر على حقيقتها نحو بلد لم يقصر يوما مع أحد , ولم ينتكر يوما لأحد , بل ظل على الدوام منذورا للأمة ولقضاياها وللإنسانية ومتاعبها , وظل الوطن الأفضل والأنبل بين سائر الأوطان .

الاربعاء يوم غير عادي في حياة الأردن , فقد قرر شعبنا انه مع الوطن الذي نحب بكل ما فيه , لا أن نواصل الإستسلام المؤذي تحت وطأة العتب والغضب والتلاوم والإتهام والإشاعات لنسهم في تقزيم بلدنا ودولتنا وحاضرنا ومستقبلنا لا قدر الله !.

كان على الإعلام أن يستفز مشاعرنا الوطنية أكثر وأن يدفعنا للتوجه الى صناديق الإقتراع والمساهمة في حفظ ماء وجه الاردن الذي كان يوم الانتخاب أمام مرآة الجوار والإقليم وقوى النفوذ في هذا العالم, ومع ذلك فقد اثبت شعبنا الواحد
أننا جميعا وفعلا لا قولا فقط مع الأردن , مع الأردن برغم كل شيء , فهو الوطن والملاذ الذي لا ملاذ سواه , والأرض التي ليست كمثلها أرض , ومن حقه علينا جميعا أن نكون معه لا عليه , انتهت الإنتخابات , وستأتي " مجالس الضحى " لتقول للدنيا كلها اننا قد اجتزنا الامتحان بنجاح, وان في الصورة والمشهد العام عبرة لكل من يريد أن يعتبر !.
يوم الانتخاب تجلى الاردن في عيون شعبه الواحد ومن كل المشارب , حالة صدق لا بد من الوفاء لها , حيث لا تردد ولا منة ولا إنحيازا لغير الوطن , فالمشاركة حق لنا وحق علينا , وإن كان الاردن لا بواكي له على هذا الكوكب , فنحن الاردنيين جميعا ومن سائر الاطياف والاصول والمنابت أهله وبواكيه !.