facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعليم .. ليس مشكلة تربوية


ناهض حتر
30-01-2013 03:20 AM

أقرت الحكومة خطة إصلاح التعليم. كالعادة، لم تحظ هذه الخطة بالنقاش. وحين يكون ملف استراتيجي كملف التعليم الذي يقع في صلب العملية التنموية والسياسية والاجتماعية والثقافية، خارج السجال العام، ومحلا لقرار حكومي عاجل، نكون، إذاً، أمام نمط تعسفي لإدارة لا تزال تنجز ملفاتها في الكواليس.

التعليم أخطر من أن يُترَك للتربويين الذين ـ مع احترامنا لخبراتهم وآرائهم ـ لا يمكنهم إدراك موقع التعليم بالنسبة لمجمل البنية الاقتصادية الاجتماعية والمصالح العليا للدولة.

من حق التربويين أن يفكروا بالطرق التخصصية التي تشكل فضاءهم المعرفي والمهني. لكن ملف التعليم هو ملف سياسي بالدرجة الأولى، ولا بد من معالجته وفق منظور سياسي بالدرجة الأولى، أعني في سياق منظور عام لإدارة الاقتصاد الوطني.

جوهر المشكلة هي أن التعليم الثانوي والجامعي، تحوّل إلى عبء اقتصادي على الدولة والمجتمع، أولاً، بسبب تدني كفاءته وارتفاع تكاليفه، وثانياً، بسبب انفصاله عن الاحتياجات الاقتصادية، وتالياً تعطيله لقسم أساسي من قوة العمل المؤهلة بصورة سيئة لوظائف غير متوفرة، وغير المؤهلة لشغل فرص العمل القائمة فعلياً.

وللتوضيح أكثر، فإن ما تعانيه البلاد الآن، هو أن خرّيج الثانوية العامة ـ الذي كان في السابق مؤهلا لإشغال وظيفة إدارية بكفاءة ـ لم يعد، اليوم، مؤهلا لأي شيء. وهو وضع يدفع بالأُسر إلى الحرص على تعليم أبنائهم في الجامعات. الشهادة الجامعية تحولت، موضوعيا، وكأنها الثانوية العامة الجديدة، إنما غير المجدية على صعيد الاقتصاد الكلي لسببين، هما، أولا، انعدام التفاعل بين التخصصات الجامعية واحتياجات السوق، وثانيا، تردي مستوى التعليم الجامعي، بحيث يكون الخرّيج، غالبا، غير مؤهل للعمل في تخصصه أو عاجزا عن إعادة تأهيل نفسه للقيام بعمل آخر.

وبالمحصلة، فإننا نفتقر إلى الوظائف الملائمة للجامعيين، ولا نحصل على كوادر في الإدارة والتعليم والمؤسسات الخ، ذات كفاءة، ونضطر لاستيراد الأيدي العاملة. وهو ما يخلق تشوهات أساسية في قوة العمل، وتاليا في قوة الاقتصاد الوطني وكفاءته.

الخروج من هذا المأزق، يقتضي الفصل بين ثلاثة مستويات تعليمية هي:
1ـ تعليم ثانوي عام ذو نوعية عالية غير مرتبط بالدراسة الجامعية ولا التخصصات، يؤهل الدارسين كي يكونوا مواطنين متحصلين على الحد اللازم من المعارف والثقافة الحديثة والخبرات، مؤهلين، بعد التدريب، لشغل الوظائف المتاحة في سوق العمل.

2 ـ تأهيل مهني مرتبط مباشرة بالاحتياجات الإنتاجية.

3 ـ تعليم جامعي تخصصي رفيع المستوى يخرج كوادر إدارية وأكاديمية مؤهلة تأهيليا عاليا.
وهو ما يتطلّب إعادة هيكلة النظام التعليمي كله؛ ثورة في التعليم الثانوي والمهني، ووضع حد للانفجار الكمي في التعليم الجامعي.

ثورة التعليم الثانوي والمهني لا يصنعها التربويون، وإنما يشاركون فيها مع ممثلي الاقتصاد الواقعي، للتوصل إلى ما هو مطلوب للاحتياجات الاقتصادية الفعلية. أما التعليم الجامعي، فلا بد أن يكون نخبويا، لا بالمعنى الطبقي وإنما بالمعنى الأكاديمي. وهدفه تخريج قياديين ومتخصصين.

ولإنجاز ذلك، هناك وسيلتان، تقوم الأولى على تصعيب النجاح في الثانوية العامة بصورة جدية، بحيث لا تزيد نسبة الناجحين عن 20 ـ 30 بالمائة من المتقدمين، وتقوم الثانية على منح الفرصة للالتحاق بالجامعات للجميع في سنة تحضيرية متاحة لخريجي الثانوية العامة من دون استثناء، تنتهي بامتحانات شديدة النوعية تحدّد القادرين، من حيث مستوى الذكاء والقابلية والجدية، على الالتحاق بالدراسة الجامعية. على أن يكون التعليم الجامعي مجانيا بالكامل.

وسوف ينتج هذا النظام التعليمي مواطنين حائزين على حدٍّ كافٍ من الثقافة العامة والخبرات، وقوة عمل مؤهلة ومدربة، وقياديين ومهنيين وأكاديميين ذوي نوعية ممتازة. وبذلك، تصبح كلفة التعليم مبرّرة ومجدية من وجهة النظر الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بينما يتحول الفائض من ميزانية التعليم الجامعي نحو تمويل الأبحاث.

ومن الواضح أن هذا النظام لا يتوافق، مطلقا، مع مشاريع التعليم الهادفة إلى الربح.

nahed.hattar@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • 1 شعب .... 30-01-2013 | 07:40 AM

    تسقط الأمطار والثلوج بالاردن بمشيئة الله ,أما بالسويد والنرويج وفنلندا غير ذالك

  • 2 هذا هو الواقع 30-01-2013 | 07:44 AM

    أنته تتكلم بالمنطق,وهم يريدون عبيد

  • 3 من هنا نبداء 30-01-2013 | 07:57 AM

    من يخلط العلم بالدين .....

  • 4 معاني .....مابقرا خط 30-01-2013 | 08:07 AM

    الرأسمالية الأوروبية حكمت وقسمت العالم والشعوب عندما سخرت العلم والعلماء لتحقيق أهدافها

  • 5 فكر فيها 30-01-2013 | 08:25 AM

    أني بسميها مدارس وجامعات....

  • 6 معاني - سويدي 30-01-2013 | 10:43 AM

    البحث يحتاج الى عقول حرة ,وحرية العقل لا تتفق مع الدين والولأ للحكام وشيوخ الدين

  • 7 د. جمال ابوالرز / اكاديمي تربوي 30-01-2013 | 11:28 AM

    كلام سياسي تربوي يستحق المناقشة والاعتماموالتأمل بحدية على المستوسسن التربوي والسياسي.

  • 8 سياسي 30-01-2013 | 12:47 PM

    اقسم بالله انك بتفهم. انا اردني وناهض يمثلني

  • 9 مقال رائع ولكن.. 30-01-2013 | 01:40 PM

    يا رجل هه هيك بتعرف تكتب بصورة مبهرة ورائعة. بس الصحيح انك ما جبت طاري الاخوان المسلمين في هذه المقالة ودورهم في تخريب المناهج ووزارة التربية والتعليم خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وتواطؤ الحكومات معهم في ذلك الوقت مما ادى الى الوضع الحالي المزري في قطاع التعليم. يعني بدون شتم الاخوان(مع احترامي لهم) مقالك ناقص مع العلم انه اعجبني فعلا وبشدة.

  • 10 مراد 30-01-2013 | 01:41 PM

    هل أخذ التربويون والأكاديميون بالأعتبار ان يحمل كل طالب Tablet بقيمه لن تزيد عن 60 دينارا ويكون عليه كل مقرراته وكتبه ؟ ويستطيع من خلاله ان يتصل بالأنترنت .

  • 11 محمود المومني 30-01-2013 | 01:51 PM

    إقتراح معقول، ولكن كيف يمكن التغلب على مشكلة الغش في التوجيهي ومشكلة الواسطة والمحسوبية التي سوف تتدخل لتحديد الناجحين في الإمتحانات الجامعية بعد السنة التحضيرية؟ التعليم انحدر بشدة ولا يمكن رفع مستواه ما دامت الواسطة والمحسوبية والمناطقية والجهوية والعشائرية والتدخلات الأمنية هي المسيطرة على التعليم الجامعي.

  • 12 عين تربيع 30-01-2013 | 08:01 PM

    كلام صحيح. نهوض المجتمعات يبدأ من المدرسة وينتهي فيها بحسب مناهج التعليم. ما نزرعه في عقول وضمائر أبنائنا وبناتنا في المدارس نحصده أفعالا ومشروعات وأفكارا وتوجهات عندما يشبون ويكبرون من بعد. أطفال اليوم هم قادة المستقبل فأي قادة نريد؟

  • 13 ابو رمان 30-01-2013 | 08:15 PM

    التعليم مشكلة( حراثيين9 تعلموا من المكارم وانكروها ويهاجمونها الان بدل هل جزاء الاحسان الا الاحسان

  • 14 اكاديمي 01-02-2013 | 07:01 AM

    هيك بتعرف تحكي كلمتين بدون ما تخرب. لويش بتحاول تكسب شعبية بالتعصب والأقليمية والعنصرية وخلافه.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :