facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"حمادة صابر"!


ابراهيم جابر ابراهيم
09-02-2013 06:06 AM

أعرف أن الناس لا تحب من يتحرش بأصنامها ومثلها العُليا.
لكن من ينقاد للناس دائماً، وفي كل وقت، يكون جزءا من عملية تضليلهم. وعليك أحياناً، لتكون صادقاً، أن تهز بعض القناعات عند الناس، ليس بغرض الانتقاص منها، أو نفيها، ولكن لتنقيحها، أو لنقل: تفحُّصها!
وهكذا لنبدأ بـ"الناس" أنفسهم، بما تحمله هذه المفردة كواحدة من أهمّ المُسلّمات وأعرقها، وكواحدٍ من أقدم الأصنام التي قدسها الناس بشكل جازم وغير قابل للنقاش، حين جرى دائماً وضع الشعب او الناس او الجمهور في مرتبة النزاهة، ووضع النظم الحاكمة في منزلة أخرى غير منزهة بالمرّة، وتم منح "الناس" حصانة دائمة لمدى الحياة!
لست بالطبع في موقع الدفاع عن الأنظمة، بل على العكس ومن موقع الدفاع (أيضاً) عن هذا الصنم القديم: الناس، صار ضرورياً إعادة قراءة تصرفات وطرق تفكير الناس، ومحاولة استبطانها، وتقليبها على أكثر من وجه، فقد صار مستفزّاً إطلاق هذه الحصانة على وسعها للناس، او لأقل -حتى أكون دقيقاً- بات مستفزّاً استخدام هذه الحصانة الجمعية لتغطية بعض التصرفات الفردية الرعناء!
خصوصاً أنه لا يوجد في فقه المجتمعات ما يسمى تصرفاً فردياً مطلقاً، فكل ما يخرج عن فرد هو حُكماً يمثل شريحة او فئة، لكنه لسبب او لظرف تمظهر في حالة شخصية تخصُّ فرداً.
للخروج من حالة التنظير هذه أقول ان ما استفزّني لكتابة هذه المقالة هو فيديو المواطن المصري حمادة صابر الذي جرى سحله وتعريته بجانب القصر الجمهوري الأسبوع الماضي، وأقصد الفيديو في جزئه الثاني؛ حين ظهر في المستشفى العسكري يتحدث للتلفزيون ويقول إن ما حدث له كان محاولات الشرطة لتخليصه من الناس المتظاهرين!
المخزي في الأمر أنه قال هذا بعد اعتراف وزارة الداخلية المصرية بمسؤوليتها عن سحله وضربه، واعتذارها رسمياً عن ذلك في وسائل إعلام رسمية!
وهذه القصة ليست بعيدة أبداً عن فكرة القطيع الكبير، الذي حرف مرحلة التغيير عن مسارها، وأفضى الى ضرورة ثورة ثانية .
إن أي مواطن في عواصم الثورات هو مرشح ليصير الديكتاتور المقبل، ما لم يتم التغيير في العقلية العربية، في انماط التفكير، في الثقافة، ثقافة الكرامة. ثقافة العدل، ثقافة الحرية. ثقافة الشبع والجوع. ثقافة الحكم والإدارة. وان نفهم ان لا شيء فرديا بالمطلق، فكل خطوةٍ مفردة لشخص واحدٍ قد تدفع الجمهور كاملاً خطوة للأمام او تعيده عشر خطوات للخلف، فخطوة "البوعزيزي" مثلاً دفعت عالماً كاملاً للتفجّر، وخطوة حمادة صابر قد تكون كافية لتحبط مليون شخص كانوا يخططون للخروج غداً!
كان يمكن لحمادة صابر ان يكون "بوعزيزي" آخر، لكنه فيما يبدو اختار أن يطعم أطفاله لمدة أسبوع واحد، غير مكترث بأن يجوعوا لسنوات بعد ذلك حين ينبذهم النظام والجمهور معاً!

ibraheem.jaber@alghad.jo

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :