facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منخفض شمسي ..


08-12-2007 02:00 AM

الثلاثة أيام الماضية كنت قد هيأت نفسي للمنخفض الجوي الذي أنبأتنا به الأرصاد الجوية ، وقد أحطت جسدي بفروة ، و شوال جفت، وألغيت كل مواعيدي ،منتظراً المنخفض الجوي، وفيضان مجاري عمان كالعادة،مع أن الأمانة تعهدت بأنها مستنفرة ، وطالما أنها استنفرت أي أننا كنا مع موعد لمنخفض جوي عميق . ثلاثة أيام وأنا أقف وراء النافذة منتظراً رؤية المطر في الزرقاء ،عله يقلل من الغبار الملوثة التي عمت عيوني ، وقد احتطت بكمية من الخبز غير المحسن ، وفانوس صغير، في حال قطعت الكهرباء كالعادة ، وللأسف خاب أملي فلم يأتي منخفض عميق ولا ضحل ، ويبدو أن الأرصاد خدعتنا مثلما كانت تخدعنا كلمة ضحل، فهذه الكلمة عندما كان ينطقها علي عبندة في زمن كنت أتابع فيه التلفزيون الأردني ،كانت تثير الرعب في قلوبنا ولم نكن ندرك أن كلمة ضحل تعني ضعيف وليس منخفض قوي وشديد التأثير.
جارنا المسكين ألغى تعليلة كان يود أن يقيمها لأبنه قبل زفافه ،عندما سمع أخبار الأرصاد الجوية و ظن أن العواصف القادمة سوف تخلع الخيم ، وتهدم عمدان الكهرباء، وعلى قاعدة المكتوب مبين من عنوانه ، لاحظ الرجل أن المنخفض وهمي ،فحاول جاهداً لملمة بعض الشباب ، وآخر منع بناته من التوجه إلى الجامعة خشية إغلاق الطريق .
في فصل الشتاء كثيرون يعتمدون على أخبار الأرصاد لتحديد المواعيد، والزيارات، والحفلات، وصدقاً ألغيت زيارات مهمة كنت أريد القيام بها أيام الأربعاء والخميس والجمعة لأنني توقعت حسب ذمة الأرصاد الجوية أننا سنكون في جو عاصف وماطر.
المنخفض كان شمسياً وقد تمتعنا بشمس الشتاء ، وأكلنا خبز مشروح وزيت وزعتر وسط الحوش ولم نرى شتاء ولا رياحا عاتية !!!
ولكنها فرصة جيدة للتدرب على المقالب الجوية تمهيداً للموسم السياسي القادم الذي سوف نسمع من خلاله عروضاً كثيرة من النواب ، ومن الحكومة ، و سوف ننتظر كثيراً حلولا ووعوداً لتفاجأ كالعادة بعكس المسموع .
وصدقوني أن هناك فئة حمدت الله على أن المنخفض لم يكن كما تحدثت الأرصاد ، وهم الفقراء الذين كان سيضطرون لمواجهة البرد بأجساد ترتجف أمام مدافىء فارغة .
فقبل هذا المنخفض كنت أفكر بمن لا يستطيع شراء الكاز ،بعد أن تضاعف سعره ثلاث مرات، فيما كنت أشاهد أطفال يقفون أمام الكازيات يحملون زجاجات لتر واحد ،علها تدفئ الغرف لساعة قبل النوم فأيام صوبة "الفوجيكا" المشتعلة منذ الصباح ولت من سنين .
بالتأكيد أن الجميع حزن لأن الخير لم يعم البلاد ،ولكن الفقراء حمدوا الله لأنه جنبهم بعض الليالي القارصة وأنقذهم ببعض أشعة الشمس النهارية، فهم مهتمون بمستوى الكاز في صوباتهم، وغير معنيين بمستوى الماء في السدود ،و من اليوم سيفرح المواطن الأردني بمنخفض شمسي كمقالب الأرصاد .
Omar-shaheen78@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :