facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خارطة طريق لإنجاح "الثورات" العربية وعدم اختطافها


اسعد العزوني
20-02-2013 01:59 PM

لا أحد، سوياً عاقلاً ينكر، أن العالم العربي بحكمه الأبوي الحالي، الذي بدأ مع ظهور الدولة القطرية، بضم القاف، بعد منتصف القرن المنصرم، يعاني من كافة أمراض الحكم، وانعكس ذلك على أداء الحاكم والمحكوم على حد سواء.

كما أن المنطقة تعطلت قدراتها، بحيث لم تسهم إيجابيا في نهضة العالم، رغم مقوماتها وما تمتلكه من إمكانيات، وكان نصيب العالم منا تبعات الكوارث السياسية التي شهدتها المنطقة، وأنتجتها حروبها.

ناهيك عن تعطل القدرات وجعل الحيط العربي بلا هيبة تحميه، لدرجة أنه بات هدفا سهلا لكل متدرب على أعمال اللصوصية، ولا أعني بذلك سرقة بيضة من قن دجاج، بل سرقة أوطان بأكملها باتت مستباحة، بحكم أن الحاكم رأى في الوطن مزرعة مسجلة، باسمه واسم زوجته وأبنائه وأصهاره.

كل ذلك جعل الأمور بحاجة إلى تغيير جذري، لأن التغيير السطحي لن يخلق واقعا جديدا، لذلك كان لا بد من اقتلاع جذور الفساد والظلم والإذلال، لنزرع من جديد نبتا صالحا، يمكننا لا حقا من حصاد ما هو طيب، وأعني هنا الأجيال،وفي ذاكرتي ما فعله البطل صلاح الدين الأيوبي وهو يعد لتحرير القدس من الإفرنجة المحتلين.
الواقع العربي حكاما ومحكومين لا يبشر بالخير، لأن الحاكم نصب نفسه حاكما بأمر الله،ورهن نفسه والوطن للآخر القوي المهيمن، لقاء حفنة دولارات مع السكوت على ظلمه وفساده،بينما المحكومين اقتنعوا بأنهم لا حول لهم ولا قوة.
لم تخلق هناك معارضة حقيقية في الوطن العربي،إما لقهر الحاكم أو لجهل وضعف المحكوم،ولذلك كان هناك نوعان من المعارضة: معارضة قبلت على نفسها العيش في فنادق الخمس نجوم في الخارج، وارتهنت للصهيو-أمريكية، ووقعت على بيع البلاد كما حصل مع العراق، والثانية معارضة داخلية مدجنة تعيش على فتات الأنظمة، وتظهر أنها معارضة تمثل الشعب لكن منهجها منهج حاكم، إذ اتسم الوضع فيها بالوراثة والتوريث، ولا يقبل أمين عام الحزب مغادرة رئاسة الحزب، إلا على النقالة وإلى المقبرة.

هذه الحالة أوصلتنا إلى ما نحن فيه وعليه، إذ لم نحسن القيام بثورات تخلصنا من الظلم والإذلال،حتى أننا ضيعنا ما نجم عن قيام الشاب التونسي محمد البوعزيزي في تونس، بحرق نفسه وإشعال ثورة عارمة في تونس،أدت إلى إجبار الهارب بزي منقبة زين الدين بن علي على، الهرب مع زوجته وما خف وزنه وغلا ثمنه من ممتلكاتهما،على أمل الرجوع، لأن لعبة مدير الأمن العام على بن علي، قامت على أنه خروج مؤقت.

لو كانت هناك معرضة خارجية نظيفة،تنسج تحالفات نظيفة،ومعارضة داخلية نظيفة أيضا تحشد الشارع وتعبئه ليوم مثل هذا اليوم، لأنجزنا تغييرا يرقى إلى مرتبة النصر.

لكن ما جرى هو أن معارضة الخارج جاءت على الحكم في العراق على سبيل المثال على الدبابة الأمريكية، فيما معارضة الداخل أعلنت إفلاسها، وإكتشف الشعب أنه مخدوع،وعليه أن يدفع ثمن خطايا وأخطاء من كان يظن أنهم زعماؤه.

وعليه كان لا بد من حصول ما هو حاصل، إذ سيطر على مسار "الثورات" العربية رموز التصهين في العالم مثل بيرنارد ليفي و جيفري فيلتمان وأصبح هؤلاء دون منافس أيقونات ثوراتنا، ولذلك نراها وقد إنحرفت إلى غير وجهتها،لأن الأرض لا يحرثها إلا عجولها.

لم يفت الوقت، وبإمكاننا تصحيح المسار لكن هناك وصفة لا بد من إتباعها وهي:الإبتعاد عن أمريكا بالصيغة الحالية، والتعامل معها كند، لها مصالح تهمها في المنطقة، وإيصال رسالة واضحة لها بأن التعامل معها في مرحلة ما بعد الثورات، إنما يقوم على المصالح المتبادلة.

كذلك وهذه هي الوصية الأهم، الابتعاد عن إسرائيل وعدم فتح أي خطوط معها تحت أي وهم. وعدم قبول أي عرض منها،لأن الثورة على الحكام قامت في الأساس لارتباطهم بأمريكا وإسرائيل.

الوصية الثالثة وهي لا تقل أهمية عن الوصيتين السالفتي الذكر، عدم الانفراد بالحكم، وأن تتوهم جهة ما بأنها هي التي قادت الثورة، بل علينا اعتماد التعددية، واحترام وعي الشارع حتى لا تنقلب الثورات إلى كشف عورات كما هو الحال في ما تسمى بلدان الربيع العربي.





  • 1 وسام عوده 20-02-2013 | 02:58 PM

    المقال ممتاز ... بالفعل اسرائيل وامريكا تحاول الان تجيير الثورات العربية التي صنعتها الشعوب الطاهرة الى مصلحتها ... لذلك امريكا الى الان لم تتدخل في سوريا خوفاً من ما بعد بشار ( حكم الاسلاميين ).


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :