facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا


د. رحيّل غرايبة
01-03-2013 04:31 AM

من أعظم الآيات القرآنية التي رسمت منهجاً فريداً متميزاً في التعامل مع الأخبار الصادرة والواردة التي تملأ الفضائيات الاعلاميّة هي هذه الآية: "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوماً بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

لقد رسمت هذه الآية منهج التبين والتثبت من صدق الأقوال وصحة ما يأتي من أخبار، لأنه ليس كل ما يقال وينقل صحيحاً أو دقيقاً أو كاملاً، فبعضها مختلق لا أساس له من الصحة، وبعضها أخبار منتقصة وأقوال مبتورة ومجتزأة من سياقها على طريقة الشاعر الخبيث القائل: "قال تعالى ويل للمصلين، ولم يقل ويل للسكارى".
من أخطر ألاعيب بعض الاعلاميين ووسائل الاعلام هو خلق انطباعات مغلوطة وغير صحيحة، من خلال اجتزاء بعض التصريحات، وتلفيق بعض الأقوال بطريقة خادعة ومضللة، وهذا منهج غالب ومتبع من نفر متطفل على مهنة الصحافة، يخون الأمانة ويجني على الحقيقة ويهدر المهنية الصحفية، من أجل دريهمات أحياناً، أو من أجل اشباع شهوة الانتقام المتأصلة في نفسه أحياناً أخرى.

المشكلة الأكبر في المتلقين الذين يقعون ضحية هذا الخداع والتضليل ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة، والتحري عن الخبر الصادق، والتثبت من صحة المنقولات، ويقعون أسرى للانطباع الأول الذي يرسمه صاحب الخبر، مع أن طرق الاتصال الحديثة والمتطورة سهلت على الناس مهمة التحري والبحث والوقوف على الحقائق.

الأصل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن تكون متمسكة بثقافة التثبت والتبين، وثقافة حسن الظن إلاّ إذا جاء ما ينقضه بما لا يدع مجالاً للشك، والأصل التمسك بثقافة عدم المسارعة في الاتهام والقذف بالباطل والخوض في الأعراض، وذلك لأننا أبناء حضارة الاسلام المستمدة من القرآن العظيم الذي أوجب على السامع مبدأ "التثبت" بطريقة الفرض القاطع، وأوجب القرآن عقوبة القذف على الذين يتهمون الناس ظلماً وزوراً دون بينة.
من أكثر الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي أصيبت فيها مجتمعاتنا غياب المنهج العلمي عن العقلية العربية، وغياب أسس التعامل السليم مع الحقائق والنقولات، والوقوع في الظلم وممارسة الاغتيال الاجتماعي بكل سهولة.

لقد أتقن بعض الناس أسلوب اغتيال الخصم، وتشويه صورة المخالف، من أجل تلميع شخصياتهم وحصولهم على لعاعة من الدنيا، من خلال استغلال الحالة المرضية التي تسود مجتمعاتنا ومن خلال كثرة البلهاء الذين يرددون ما يسمعون بلا تثبت أو تبين ومن خلال الذين يتلقون بأفواههم، كما وصفهم القرآن في حادثة الإفك.
تكون المصيبة أكثر فداحة عندما يقع بعض الاصدقاء ضحية الأخبار المنقوصة والإشاعات الكاذبة، دون أن يتملكهم حس المسؤولية الأدبية بامتثال الأمر الذي يقضي بمساع صاحب الشأن وهو أمر سهل وميسور، ولا يُسعفهم قليل من الوّد من أجل الانتظار لسماع صاحب العلاقة وبكل بساطة.


a.gharaybeh@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • 1 ..... 01-03-2013 | 07:19 AM

    شو الفايدة من هيك حكي .....

  • 2 متابع 01-03-2013 | 11:50 AM

    كلام جميل وواقعي لكن ما مناسبة المقال

  • 3 زمزم 01-03-2013 | 05:03 PM

    اللهم اسقنا شربة من ماء زمزم في رحاب الحرم فقط

  • 4 زمزم 01-03-2013 | 05:03 PM

    اللهم اسقنا شربة من ماء زمزم في رحاب الحرم فقط

  • 5 .... 01-03-2013 | 08:08 PM

    شو ياغرايبة ناوي تفتح جامع

  • 6 مياه ..... 01-03-2013 | 08:55 PM

    زمزم تغذيها......

  • 7 ابو سند 02-03-2013 | 12:07 AM

    النوايا لايعلمها الا الله ومنها نوايا زمزم .

  • 8 مهندسة كيماوية 02-03-2013 | 02:28 AM

    كن مع الله ولاتبالي رغم اني لم اتشرف بالتعرف عليك والعمل معك شخصيا الا اني اجد منطقا فيما تكتب وان لم تكن زمزم ستكون غيرها ليس فقط لان الوضع في الاردن متأزم ولكن هذه سنة الله الاستبدال والاستخلاف وللاسف من تجربتي الشخصية من هم في موقع القرار في العمل الاسلامي اقصد الفعليين وليس الصورة قد غاب الهدف عندهم والتعامل معهم مضيعة للوقت ويكفي ان انقل ان احد المنتمين لحزب شيوعي اخبرني انا استعين بالله عليهم والحمدلله ان حقي يحفظه الله ان لم يكن في الدنيا ففي الآخرة

  • 9 زينب 02-03-2013 | 04:43 PM

    عندما يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ؛ هذا ما يحدث الان في مجتمعاتنا الاسلامية للاسف ؛ سهولة الشتم والقذف والاتهام واغتيال الشخصيات بدون بينة ؛ ونتهم كل العقلاء الذين ياخذون بالقرائن والدلائل بأنهم مرتشون او جبناء وهكذا حتى تشييع الفاحشة بالمجتمع ويخاف العاقل المؤمن بمبدأ التثبت والتبين من ان يقول رأيه فيتهم بالعمالة او الجبن او الشراء ....وهناك من يقول ما مناسبة هذا المقال الرائع ؟؟؟هل يجب ان تكون هناك مناسبة لتوعية المجتمع من أمراضه ؟؟؟ فجزاك الله خيرا دكتور غرايبة على المقال الرائع.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :