الذي يجعل محللاً رياضياً محترف تحليل كورة وليس له عمل آخر في هذه الدنيا المدوّرة، يتكلم في كل شيء و لمدة 365 يوما في السنة هو غياب المحاسبة و الرقابة المعرفية ، و لا يقصد هنا الرقابة العرفية ، و قلة الثقافة الاعلامية التى وقودها العلم و الخبرة. و نفس الشيء ينطبق على بعض كتاب الاعمدة و الزوايا و بعض المذيعين.شاشات الفضائيات بحاجة الى ساعات بث كما الصفحات بحاجة الى مقالات و تحقيقات ، و الملاحظ انه بغياب البرامج الجيدة التى تشد الجمهور و التى لها تكلفة عالية ، و المقالات الهادفة و التحقيقات الصحفية الاخبارية و النوعية ،فأن الاستسهال الفضائي بات يسمح لاي كان ان يجلس امام الشاشة خطيبا و واعظا و اماما مستغلا ساعات تارة بأسم الرياضة و اخرى بأسم السياسة او المرأة او غيرها من ساعات الحديث الاجوف و الذي يساهم في خلق اجيال "فارغة" . و كتاب الاعمدة و الزوايا بعضهم حل به الاستسهال الكتابي هو الاخر .


و حيث انه لا جمرك يدفع على الكلام فقد انطلق لسان البعض مثل البعوض ينهش في ساعات البث و يسبب احتكاك عقلي (ارتيكاريا ) في الجرائد،لذا فقد يكون من الافضل رش استوديوهات الفضائيات و مطابع حبر الجرائد بقاتل جراثيم جميع انواع المستويات الاعلامية الهابطة ، اي "البف باف " المرئي و المسوع و المكتوب لقتل كل الاحاديث و البرامج الفارغة و التافهه التى تصدر عن بعض من مثل هؤلاء الاصنام اللذين فرضوا على المشاهد و القاريء في زواج عرفي بالاكراه.

الى ان يأتي يوم "ديتول اعلامي " لتنظيف الاذن و العين مما ترى و تقراْ و تسمع تفحص حالة الاعلام ضرورة امام مجلس الاعلام الجديد.

aftoukan@hotmail.com