مرسيليا مدينة لتصفية الحسابات بين العصابات
27-03-2013 12:46 PM
*الجريمة تتفشى بسبب الفقر والبطالة.
عمون- ارتفعت وتيرة العنف في مرسيليا العام الماضي بشكل مقلق، إذ استنفرت الأجهزة الأمنية وحداتها في المدينة التي يقطنها نحو مليون شخص، ويبدو أن العنف في المدينة أخذ بعداً أخطر مما كان يتوقعه الفرنسيون، إذ أضحت مرسيليا معقلاً للعصابات الإجرامية المختلفة، وأخيراً شهدت أحداث عنف كانت نتيجة تصفية حسابات بين عصابات تهريب الحشيش. وتجد السلطات الأمنية صعوبة في مراقبة الأحياء التي يسيطر عليها عناصر المافيا، ويوجد في المدينة العشرات من نقاط بيع الحشيش، يمكن أن تدر كل واحدة منها 5000 يورو يوميا. ويقود نقاط البيع رجال متمرسون يطلق عليهم اسم «قائد»، ويعمل تحت إمرتهم عشرات الموزعين والمساعدين الذين يخزنون المخدرات في بيوتهم.
يقول المحقق في شرطة مرسيليا، بيار ماري بورنيكال، «من أجل أن ننتصر في الحرب ضد الجريمة المنظمة، قمنا بإعادة تنظيم صفوفنا للحصول على أكبر قدر من المعلومات ميدانيا».
وتلقت مرسيليا دعماً أمنياً غير مسبوق، يتمثل في وحدة خاصة تتكون من 145 شرطياً و23 عميلاً استخباراتياً متخصصاً. ويتم رصد ثلاث حالات أسبوعياً وتقوم الوحدة المختصة في الشرطة القضائية بتحليل الصور والبيانات التي تتلقاها حول المشتبه فيهم.
وفي السابق، لم يتم التركيز على العمل في الأحياء بشكل جدي، ما أدى إلى ازدهار تجارة الحشيش، إذ كان موزعو الجملة يبيعون بين 40 و50 كيلوغراماً، لكل واحد منهم. وتقول الشرطة إنها حجزت خلال عملية أمنية واسعة، قامت بها في يناير الماضي، أكثر من طن من القنب الهندي و19 كيلوغراماً من الكوكايين وعددا من الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.
يذكر أن نسبة الاعتقالات في صفوف المهربين ارتفعت 30٪ مقارنة بالعام الماضي. واستهدفت الحملة الأمنية، أيضا، اللصوص وقطاع الطرق، وتمكنت الشرطة من استرجاع مبالغ كبيرة من المال سرقت من أصحابها. ونفذت الوحدة الخاصة في الشرطة 450 عملية توقيف واعتقال خلال الشهرين الماضيين، وتعتزم قيادة الأمن في المدينة مضاعفة عدد الوحدة قريباً، في حين يتولى عناصر يستخدمون الدراجات النارية، ويلبسون زيا أسود ويلقبون بـ«النينجا» المهام الصعبة للغاية، وتوقيف المجرمين بالغي الخطورة.
من أجل تحصين المناطق «المحررة» من المهربين وأفراد العصابات ومنع عودتهم مرة أخرى، وضع مسؤول الأمن في مرسيليا خطة شاملة لهذا الغرض، إذ تقوم وحدات خاصة من الجيش أو الدرك الوطني بتأمين الأحياء التي طرد منها المجرمون ومهربو المخدرات وقادتهم. وتتمثل الخطة في خنق المنافذ والممرات التي تستخدمها العصابات، مع زرع دوريات تقوم بمراقبة الزبائن المحتملين، ومنعهم من الحصول على الحشيش. ومنذ ديسمبر الماضي تمكنت أجهزة الأمن من طرد العصابات في ثمانية مواقع حساسة، في ما يسمى بعملية العلاج بالصدمة، وتم اعتقال مئات الأشخاص، منهم من أثبتت الاختبارات أنهم تعاطوا المخدرات. وعلى عكس الولايات المتحدة، يوجد في أوروبا قيود تنظيمية مشددة على الأسلحة، غير أن هذه العصابات تسلِّح نفسها بأسلحة يحصلون عليها من السوق السوداء، وفي ذلك يقول المسؤول في الشرطة الفرنسية، جان لوي مارتيني، إن «الأمر أصبح مخيفاً».
ويرجع البعض تفشي الجريمة في هذه المدينة الساحلية، التي يسكنها غالبية من أصول أجنبية، إلى المشروعات الإسكانية المعزولة في الجهة الشمالية للمدينة، فضلا عن الفقر، والتمييز والفصل العنصري الذي ينتشر هناك، ويعيش الناس في أحياء مكتظة، كما يعاني معظم الشباب البطالة والبؤس.
"الإمارات اليوم"