facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يتلاشى المعنى


رمزي الغزوي
15-12-2007 02:00 AM

إذا كان النجاح في الغالب يحالف بعض عمليات التفاوض مع من يريد أن ينتحر بإلقاء نفسه، عن جسر مشاة نشط أو برج عل؛ فإن عملية طمر الأولاد لم تنجح، فما أن سمعوا بالعدس؛ حتى أمروا أبيهم بالاستمرار بالدفن قائلين للرجل المفاوض: عدس…ادفن يابا.. أدفن يابا!!. فصدف أن أحدهم مر برجل بعمق الصحراء حفر حفرة، نزل فيها أكثر من خمسة أولاد، وكان الرجل يدفنهم وهم مبتهجين، بل يساعدون أبيهم على هيل التراب، فقال له: يا رجل لماذا تدفن هولاء الأولاد أحياء، فأعرض عنه ورجاه أن لا يتدخل في شأن ليس له، فالأولاد أولادي وأنا حر فيهم!!.
الرجل ألح: حرام تدفنهم فما زالوا بعمر الورد، وأمامهم مستقبل طويل، فرد ساخراً وهم يهيل التراب: لا يا عمي لا مستقبل طويل ولا قصير، أدفنهم بيدي وفأسي، قبل ما يدفنهم الفقر بفأسه ويديه، فأنا جنيت عليهم بهذه الحياة وسببتها لهم، وها أنا أخلصهم منها وبرضاهم أيضاً، فرد الأولاد من الحفرة: اسرع يابا ذبحنا البرد..خلصنا!!.
استغرب الرجل وتوسل أن يسمع القصة فقال الأب بنرفزة: لا قصة ولا ما يحزنون، أنا لا أستطيع أن أجد لهم بيتا يسكنوه، ولا أستطيع أن أوفر لهم حياة مثل الخلق، فلا ثياب ولا مدارس ولا رسوم جامعات ولا مدفأة، ولا لقمة تسكت جوعهم، ولأن الرجل يريد أن يمطمط الحوار علّ الأب يقلع عن فكرته، قال يا أخي بلاش تسكن بيت حجر مقرمد بحديقة ومسبح ونجيل، فليس الكل لديهم هذا الامتياز، فقد تجد بيتا رخيصاً بالإيجار يقيهم، وإذا ضاقت عليك الدنيا؛ انصب خربوشاً (خيمة صغيرة)، وكان الله بالسر عليماً!!.
وبلاش تتسوق معهم في المولات، وبلاش تسافر معهم سياحة خارجية، خذهم مشيا إلى جبال عجلون أو السلط أو دير علا، ودعهم يرتعون بالعكوب والخبيزة والشماريخ والبلوط، وبلاش كل يوم على ماكدونالز وبيتزهت وجمبري، وبلاش تدفئة مركزية تحت البلاط، استخدم الحطب أو الكوشوك أو الأحذية القديمة!!.
الأب هز رأسه متأففاً: اللي بدري بدري والما بدري بقول كف عدس!، فقال له الرجل ذكرتني، وإذا خربت معك من مرة فعليك بالعدس: فطرهم عدس، وغديهم عدس، وعشيهم عدس، وهنا وعندما سمع الأولاد كلمة عدس، رفيقهم الاستراتيجي منذ صرخة ولادتهم الأولى، قالوا لأبيهم بنزق: ادمل يابا.. أدمل، هو احنا عرفنا غيره، وما بدنا نموت إلا لأننا ازهقناه!!.
أعتقد أن هذه القصة ستصبح بلا معنى، مع غلا لحمة الفقراء الأخيرة (العدس) وطيرانها من طناجرهم وقدورهم!!. ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :