facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"وقعت الحرب" في الجامعات


جهاد المنسي
03-04-2013 04:15 AM

ونحن صغار، كنا نمارس لعبة ربما مارسها العديد من أقراني في كل مكان، ومارسها من سبقوني؛ وأزعم أن الجيل الذي جاء بعدنا مارسها أيضا، وهي لعبة "وقعت الحرب".

دارت الأيام، واختلفت الألعاب بشكل عام، فحلت ألعاب "الأتاري" و"البلاي ستيشن" بدل ألعاب زمان، وغابت لعبة وقعت الحرب عن المشهد، وألعاب أخرى كان أبرزها لعبة "سبع جور"، وغيرها.

وللعلم، فإن لعبة "وقعت الحرب" تقوم على مبدأ رسم مربعات أو مستطيلات على الأرض، وكتابة اسم بلدان عليها. ومن ثم، يقوم كل طفل من أقراني بالوقوف على مستطيل مكتوب عليه اسم البلد. بعد ذلك يقوم أحدنا بتسمية اسم بلد معين باعتبار أن الحرب وقعت فيها، ثم يهرب الجميع. ويكون مطلوبا من الطفل الذي يقف على اسم البلد الذي ذكر البحث عن باقي "اللعيبة" وإيجاد مكانهم، وهكذا دواليك.

مرت السنون، واختلفت الالعاب، واندثرت ألعاب، ولكن البعض يريد إبقاء لعبة "وقعت الحرب" قائمة، إنما بلاعبين مختلفين أكبر سنا، وبمنظور مختلف. إذ بات عمر من يلعب اللعبة أكبر من ذي قبل؛ فأصبح يلعبها مراهقون في عمر 18 سنة إلى 22 سنة. كما اختلفت الوسيلة؛ فأصبحت اللعبة غير مقصود بها التسلية والترويح عن النفس، وإنما أخذت شكلا دمويا، وفيها من العنف ما فيها.

إضافة إلى ذلك، بات ميدان اللعبة ليس مربعا أو مستطيلا في حارة أو زقاق، بل هو جامعاتنا، وصروحنا العلمية في شتى محافظات الوطن، لا أستثني منها واحدة.

ما كنا نمارسه صغارا كلعبة، بات يمارسه مراهقون بشكل دموي، مستخدمين فيه شتى أنواع الأسلحة الخفيفة والبيضاء، دون أدنى اعتبار للمكان الذي يمارسون فيه لعبتهم التي باتت دموية، ودون دراية بما يفعلون بصروح علمية أخذت من أجيال سلفت الكثير لتطويرها والارتقاء بها.

في كل شهر، وأحيانا في كل أسبوع، ومؤخرا في كل يوم، بتنا نسمع عن معارك طلابية في الجامعة الفلانية، وأخرى في الجامعة العلانية. والأنكى هو استخدام كافة وسائل الأسلحة في تلك المعارك، سواء كانت سلاحا أبيض أو رصاصا حيا، وأحيانا تُستخدم عصّي و"قناوي"، وهذا أهون الشرور.

لعبتنا التي كنا نتسلى بها صغارا انقلب حالها، وبات من المفروض كتابة اسم جامعات مؤتة، والأردنية، واليرموك، والهاشمية، ومعان، والعلوم والتكنولوجيا، والبلقاء التطبيقية.. وغيرها، على المربعات وإعلان وقوع الحرب فيها؛ فهذا ما بتنا نلمسه هذه الأيام، وتحولت لعبة الأطفال أيام زمان، بفضل غياب العقل، إلى لعبة حقيقية تمارس حاليا.
لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه؟ سابقا، كانت الجامعات عبارة عن منارات سياسية، يتسابق فيها الطلبة على الإدلاء بوجهات نظرهم بدون أن يكون هناك تأثير لجهة على أخرى. وفيها كانت تجرى حوارات سياسية، ومناظرات ثقافية واجتماعية لا تنتهي.

من يريد لنا العودة إلى الوراء؟ من يريد أن يطفئ شعلة جامعاتنا، ويعيدنا إلى عصور مضت من التشنجات الجهوية والمناطقية، ويقوض صروح العلم في جامعاتنا؟!

بالضرورة، فإن وضع حد للعنف في الجامعات، واستعادة جامعاتنا من ميادين الحرب التي يريد البعض إرسالنا إليها، يتطلب تدخلا من العقلاء، وإبعاد العصبيات الضيقة عن تفكيرنا، وترك سلطة القانون تأخذ دورها، ومعاقبة كل من يسيء لميادين العلم، ويريد تحويلها إلى ميادين معارك خاسرة لكل الأطراف المشاركة فيها، وللمجتمع.

هذا يعني أن نذهب جميعا إلى إعمال سيادة القانون على الجميع، وأن يبتعد النواب والوجهاء عن التدخل للتوسط لكل من شارك أو افتعل معركة في جامعاتنا. فبالقانون وحده نستطيع أن نعيد للجامعات بريقها، وأن نعيد شعلة العلم لجامعاتنا لتصبح منارات علم وتطوير، بعيدا عن أي نفس مناطقي أو جهوي.

jihad.mansi@alghad.jo
الغد





  • 1 ..... 03-04-2013 | 09:41 AM

    مثل لعبات .....

  • 2 جامعات..... 03-04-2013 | 09:43 AM

    صروح علمية .إلي بسمع بصدق


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :