facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عصبي جداً


ماهر ابو طير
05-04-2013 03:59 AM

بدأت القصة بضرب وزير في مكتبه على يد طالب ثم حدثت مع وزير آخر تم ضربه ايضا، وتم فتح العداد منذ يومها، نواب يضربون نوابا، ومشادات خشنة ودموية الى ان وصلنا الى غزوة مؤتة الثانية التي شهدناها في الكرك على مدى ثلاثة أيام.

العنف بين الناس، ليس محصورا في الجامعات، إذ أن العنف في كل مكان، والانقسامات العائلية والمجتمعية التي تم إنتاجها بسبب الانتخابات النيابية والبلدية، ثم حالة الضنك الاجتماعي والفقر الشديد، كلها تصب باتجاه تحويل البلد الى بلد عصبي جدا.

عنف الجامعات ليس منفصلا عن السياق الاجتماعي، وقد شهدنا مئات المشاجرات العشائرية في كل مكان، وقبل يومين شهدت بنفسي مشادة في صويلح، بين أبناء منطقة واحدة، ولم تبق سيارة شرطة أو درك إلا وحضرت، وإطلاق النار سمعه كل سكان المنطقة.

العصبية والخشونة وتطاول الناس على بعضهم لأتفه الاسباب، تجدها سمات للشارع والعمل، وتجدها بين أفراد البيت الواحد، إذ أن هناك حالة غريبة من العصبية سببها ربما الضغوط الاجتماعية والحياتية التي أخرجت القهر من صدور الناس عبر أي ذريعة.

حتى لا ننشغل بقدح المجتمع، لا تجد أطيب من هذا الشعب، وأكرم منه، لكنها الظروف التي طرأت على حياة الناس، وأفلتت الناس من عقال صبرهم، ولا نجد هنا مبررا لكل تلك التصرفات لكننا نحاول تشخصيها بطريقة تبتعد عن الإدانة فقط، لأن الإدانة أسهل وأسرع، لكنها لا تحل المشكلة من جذورها.

كلمة واحدة قد تقولها بغير قصد ربما تؤدي إلى نشوب مشادة بينك وبين شخص آخر، نظرة عابرة قد تؤدي الى مذبحة، خلاف على ألف دينار قد يؤدي الى القتل، ونسمع كل يوم حكايات من هذا القبيل.

في مجتمعات اخرى ابتليت بمشاكل اضعاف مجتمعنا، بقيت أعصاب من فيه هادئة، أو ساكنة جزئيا، لكننا هنا لم نعد نتحكم بردود افعالنا، ومشاجرات الجامعات وعنفها ليس معزولا عن مشاجرات وعنف العائلات والمدن والبوادي والقرى والمخيمات.

ليس معزولا عن افعال النواب إذ يعتدون على بعضهم، وليس معزولا عن الاعتداءات على الوزراء، ولايختلف العنف اليدوي أو بالسلاح عن العنف اللفظي السائد بيننا يوميا.

هي إذن ليست قصة الجامعات وحدها بل قصة البلد وكل التكوين الاجتماعي وتعرضه لضغط هائل، وشعوره ايضا بغياب الدولة والقانون وقيم العدالة، وتضخم الأنا الفردية، حتى بات كل واحد فينا بمثابة دولة بحاجة لدولة أخرى كي تردعه.

معالجة العنف ستفشل إذا تم ربطها فقط في سياق الجامعات، أو ما شهدناه مثلا في غزوة مؤتة الثانية، لأن العنف لم يعد حكرا على الجامعات بل بات سمة عامة لكل البلد، بأشكال مختلفة من اليد إلى السلاح مرورا بالألسن وقدح الآخرين دون حساب.

يبقى السؤال: لماذا بات شعبنا خشنا صعبا عصبيا تفور أعصابه لأي سبب كان ؟!

maher@addustour.com.jo
الدستور





  • 1 ..... 05-04-2013 | 08:00 AM

    ماذا كنت تتوقع من شعب من شتى ووطن بديل

  • 2 مواطن 05-04-2013 | 08:38 AM

    السبب ان المسؤلين مطنشين الناس , و يتعاملون معهم ...و لؤم , منذ اللحظة الاولى لجلوسه على الكرسي لا يفكر الا بمصالحه الخاصة و مكتسباته و يبدأ بالمزاودة علينا و بتفنن في قهر الناس و ممارسة اللؤم عليهم

  • 3 عبدالله الشمايلة 05-04-2013 | 12:12 PM

    كلام وافي،،،،،،،،، يسلم قلمك،،،،،،،،

  • 4 الجواب 05-04-2013 | 01:10 PM

    1- الفساد
    2- الفقر
    3- البطاله
    4-انهيار النضم التربويه في المدارس
    5-الاحباط السياسي و الاقتصادي

  • 5 الجواب 05-04-2013 | 01:10 PM

    1- الفساد
    2- الفقر
    3- البطاله
    4-انهيار النضم التربويه في المدارس
    5-الاحباط السياسي و الاقتصادي

  • 6 واقع ولكن 05-04-2013 | 04:06 PM

    تشخيص واقعي للامور. بس رح نشوف تعليقات بان هذا المقال خروج عن الثوابت الاردنية, وضرب للعشائرية, و ..... الخ
    هناك من لا يريد سماع الحقيقة ولايريد علاج الامور

  • 7 ليلى ضمرة 05-04-2013 | 07:27 PM

    كما قلت استاذ ماهر: بسبب ضغوطات الحياة اليومية وتعقيداتها. وأيضا انسلاخ الناس عن القيم والمبادىء التي ارساها ديننا الحنيف بضرورة التسامح والعفو والرحمة بين الخلق.

  • 8 فلسطيني ابن فلسطيني 05-04-2013 | 07:57 PM

    ماذا تقصد بشعبنا!!!!!!!!!!!!!

  • 9 د ماجد راضي الزعبي / جامعة البلقاء 05-04-2013 | 10:22 PM

    كلام جميل من رجل يملك رؤية وحكمة. نعم المجتمع الاردني امام تحدي كبير في المحافظة على مكتسبات الاباء والاجداد بعيدا عن العصبية الهالكة.لا بد من الاشارة ان القيم العشائرية هي جميلة وسامية وراسخة في هذا البلد الطيب بأهله وعشائره ونسيجه الاجتماعي. ولكن قاتل الله الظالمين الذين يحاولون زج بعض ابناء العشيرة الطيبين في مربعات الجهل والتخريب ولكن نرجو الله ان يهدي الجميع سواء السبيل. ولا بد من الاشارة ان ترسيخ قيم العدل والمسؤولية والشفافية هي بداية الخروج من هذا النفق المؤزوم.حمى الله الاردن ومليكه

  • 10 فواز 05-04-2013 | 11:25 PM

    أثني على كلامك

    "هي إذن ليست قصة الجامعات وحدها بل قصة البلد وكل التكوين الاجتماعي وتعرضه لضغط هائل، وشعوره ايضا بغياب الدولة والقانون وقيم العدالة، وتضخم الأنا الفردية، حتى بات كل واحد فينا بمثابة دولة بحاجة لدولة أخرى كي تردعه."

    وشكرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :