facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيادة الدولة واحترام مواثيقها


د. سامي الرشيد
09-04-2013 05:34 PM

إن أية دولة ذات سيادة تحترم نفسها، لا تقبل تدخل دول أخرى في شؤونها ومثال ذلك شكوى دول الخليج العربي من تدخلات إيران في شؤونها وكذلك شكوى سوريا من تدخل تركيا في شؤونها.

الشكوى مبررة ومشروعة، لأن أية دولة لا تقبل الانتهاك، حتى ولو حصل الانتهاك باسم مناصرة شعب وحقوق ديمقراطية، مثلما تزعم إيران في موقفها من البحرين، ومثلما تزعم تركيا في تدخلاتها المتكررة في الشأن السوري.

إن أية دولة تحترم نفسها لا تقبل النيل من سيادتها، لأن في ذلك خرقاً سافراً للقانون الدولي، وانتهاكاً لأعراف سياسات الجوار، وتهديداً للسلم والأمن الدوليين، وخاصة حينما تجهر الدول المتدخلة في شؤون غيرها بنيات امبراطورية في محيطها على نحو جهر الدولتين الإقليمية المومأ إليها، ثم إنها مبررة تماماً وغير مفتعلة من المشتكين لأن ما يفعله المتدخلون واضح لا غبار عليه، وفي دعم المعارضين أو إيوائهم، وفي الحملات الإعلامية المنظمة، كما في حفلات استعراض القوة ضد الجيران، في مياه الخليج العربي كما على الحدود التركية-السورية. إن سياسة الدفاع عن النفس، في مثل هذه الحالة سياسة مشروعة للدول العربية التي تتعرض سيادتها للانتهاك، وذلك عن طريق تجنيد ادوات القوة السياسية والاقتصادية والمالية وتوحيدها ضد الاعتداء على أية دولة من الدول العربية. ويجب ألا يترك موطأ قدم لأية دولة خارجية داخل أية دولة عربية.

إن الدول الكبرى كالولايات المتحدة ودول أوروبا تريد اختراق بلداننا باسم الاصلاح السياسي وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وهو حق يراد به باطل.

إن المطلوب من الدول العربية أخذ موقف موحد بإشهار سلاح المقاطعة الاقتصادية والمالية والتجارية في وجه أية دولة أجنبية تنتهك السيادة العربية وخاصة بعد فشل الدول العربية قاطبة في بناء التكامل الاقتصادي، ومواجهة الكيان الصهيوني ونصرة شعب فلسطين.

إن الدول العظمى لا يهمها إلا مصالحها وهي تركب موجه الثورات والحركات الاحتجاجية المعلنة والصامتة، ليمدوا نفوذهم إلى داخل الوطن الكبير، بدعوى نصرة الشعوب ضد أنظمتها، وهي تلعب لعبة خبيثة، لتقسيم الشعب الواحد إلى طوائف ومذاهب وعشائر.

إن الشعوب العربية وحدها هي القادرة على تقرير مصيرها بنفسها وتملك تغيير أنظمتها وأوضاعها دون تدخل الأجنبي فالإصلاح والتغيير والديمقراطية مطالب وأهداف لا تستورد من الخارج وإنما تنبع من باطن شعوبها.
إن السياسات المتبعة هي سياسات هدفها الشرذمة وتقسيم البلاد والعباد. لماذا لا نعود لتاريخنا الذي كنا به مفخرة الأمم ونذكر ما قاله ابن المقفع –مترجم كتاب كليلة ودمنة من الفارسية إلى العربية- عن تساؤله عن أعقل الأمم في الدنيا وأكثرها ذكاء على وجه الأرض حيث قال من أعقل الأمم في الدنيا؟
هل هم الفرس؟ كلا فهم قوم علموا فتعلموا ومثل لهم فامتثلوا، ليس لهم استنباط ولا استخراج.
هل هم الروم؟ كلا فهم أصحاب أبدان وثيقة وبناء وهندسة لا يعرفون سواها...
أما الصين فأصحاب أثاث وصنعة لا أصحاب فكر وروية والترك سباع للهراش تسبق أفعالهم عقولهم...
والهنود أصحاب شعوذة وحيلة ليس لهم في العلم وسيلة...

أعقل الأمم هم العرب. إذ لم يكن لهم تؤمة ولا كتاب يدلهم، أهل بلد فقر ووحشة في الإنس، لجأ كل واحد منهم في وحدته إلى فكره ونظره وعقله وعلموا أن معاشهم من الأرض، فوسموا كل شيء بسمته وأوقاته وزمانه.
ثم علموا أن شربهم من السماء فوضعوا لذلك الأنوار واحتاجوا إلى الانتشار في الأرض فجعلوا النجوم أدلة، على أطراف الأرض ثم جعلوا بينهم شيئاً ينهاهم عن المنكر ويرغبهم في الجميل ويحضهم على المكارم ليس لهم كلام إلا الحث على اصطناع المعروف ثم حفظ الجار وبذل المال وابتناء المحامد وكل هذا يصيبونه بعقولهم ويستخرجونه بفطنتهم وفطرتهم.

لا يتأدبون لأن لهم طباعاً مؤدبة ولا يتعلمون لأن لهم عقولاً مدركة، لهذا فإن العرب أعقل الأمم لصحة الفطرة واعتدال البنية وصواب الفكر وذكاء الفهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :