facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجنوب


د. باسم الطويسي
20-04-2013 03:33 AM

مرت يوم الخميس الماضي الذكرى الرابعة والعشرون لهبة الجنوب "هبة نيسان"، والتي شكلت لحظة تاريخية فاصلة في تاريخ الأردن المعاصر، وبداية التحول الديمقراطي الذي أخذ بالتعثر بعد سنوات قليلة. وقد مرت هذه الذكرى في الأسبوع نفسه الذي أعلن فيه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية نتائج استطلاع للرأي، ذهب إلى أن الجنوب هو الأكثر تشاؤما في البلاد؛ إذ أفاد 57 % من المستطلعين أن الأمور في البلاد تسير بالاتجاه الخاطئ، فيما رأى 9 % فقط أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.

جاءت ذكرى "هبة نيسان" والأردن الرسمي يعود مرة أخرى إلى "عيادة" المؤسسات الدولية المانحة، فلم يتعلم من تجربة ربع قرن من فوضى التنمية واختلالات الاقتصاد. إذ مرت هذه الذكرى ونحن بانتظار دفعة جديدة من أكبر قرض في تاريخ المملكة، ضمن دفتر شروط طويل عريض، في وقت يزداد فيه تفاقم المديونية بشكل غير مسبوق، وسط قلق اجتماعي وسياسي.

في مثل هذه الأيام قبل قرابة ربع قرن، كانت مدن وبلدات الجنوب الأردني تشهد أول حركة احتجاجية وطنية واسعة الانتشار، نابعة من الداخل وواضحة الأهداف؛ بدأت من معان وامتدت نحو الطفيلة والكرك، ووجدت أصداءها في السلط ومدن أردنية أخرى. كان الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية وسياسات التهميش وانغلاق الأفق السياسي، هي الدوافع لخروج الناس عن صمتهم؛ فلا ربيع عربيا آنذاك، ولا فضائيات تحرض الناس وتنقل أشواقهم، ولا إعلام الكترونيا قادر على الحشد والتعبئة والتنظيم.

وكانت استجابة النظام السياسي سريعة وواقعية؛ إذ تمت إقالة الحكومة مباشرة، ودخلت البلاد في ورشة إصلاحات حقيقية، جاءت بالتحول الديمقراطي الذي توج بعودة الحياة البرلمانية والحزبية، ونهاية الأحكام العرفية، ومنظومة تشريعية ملائمة وفق مقاييس تلك المرحلة، وميثاق وطني استعاد بريق العقد الاجتماعي. لكن ما هي إلا سنوات قليلة، حتى بدأت عمليات اغتيال هذا التحول، وبدأت البلاد تعيد إنتاج الدوامة السياسية والاقتصادية ذاتها.

الأسباب التي دفعت الناس في الجنوب إلى الخروج والاحتجاج لم تتغير، بل إن المؤشرات والحقائق الصادمة تشير إلى حقيقتين: الأولى، أن الأوضاع الاقتصادية ازدادت سوءا، ومعها ازدادت الفجوة التنموية اتساعا. والثانية، أن ظروف التهميش وسوء السياسات التنموية، بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية، لم تعد تقتصر على الجنوب، بل باتت تعم معظم محافظات المملكة.

هذه الوقائع تستدعي فهم درس "هبة نيسان"، وحجم الأثمان التي دفعتها الدولة والمجتمع نتيجة إعاقة التحول الديمقراطي، والذي انعكس في غيبوبة ثانية دخلها الاقتصاد الأردني؛ حينما غابت أدوات المساءلة والرقابة، وسط عجز مؤسسات الدولة، على مدى أكثر من عقد ونصف العقد، عن إرساء أبسط قواعد الرشد في الإدارة، وانشغلت على مدى تلك السنوات بإدارة الصراعات الداخلية. هكذا ازداد الاقتصاد الوطني ضعفا وتبعية، فتضاعفت المديونية الخارجية، وتم بيع وإهدار جل الأصول الوطنية من مؤسسات وموارد، وانتشر الفساد المالي والإداري الذي أضعف مرات القيمة الفعلية للأصول الوطنية، كما أضعف مكانة وقدرات الدولة الاقتصادية والاجتماعية.

المفارقة المقلقة سياسيا تبدو في المقارنات التي أصبحت على لسان العامة، بين الوفرة في الموارد التي يقدمها الجنوب، وهي موارد وطنية بدون شك، وبين الندرة التنموية وضعف مؤشرات نوعية الحياة؛ يصاحب ذلك الفشل المتكرر في معظم محاولات التغيير الاقتصادية، لا لسبب سوى الفساد وسوء التقدير الرسمي أساساً. علينا أن نلاحظ أن التهميش والفجوة في تعمق مستمر. فعلى سبيل المثال، ما تزال محافظات الجنوب تسجل أعلى نسب البطالة حسب الأرقام الرسمية (21 % في معان، و18 % الكرك، و17 % الطفيلة)، مقارنة بمعدل البطالة الوطني البالغ 13 %. وبالذهاب نحو العمق أكثر لمحافظة معان التي انطلقت منها الهبة، فهي الأكثر فقرا في المملكة (26 %)، والأكثر بطالة، والأكثر تضخما (6.5 %). وسكان محافظة معان، حسب مسح دخل ونفقات الأسر، هم الأقل استهلاكا للحوم الحمراء في المملكة؛ إذ يبلغ متوسط استهلاك الفرد من هذه اللحوم في المحافظة، 2.8 كيلوغرام سنوياً، مقابل 11.6 كيلوغرام سنويا على مستوى المملكة.

الجنوب اليوم: فقر أكثر، وتهميش أكثر.. ووعي أكثر.

الغد





  • 1 اردني الانتماء .... جنوبي الهوى 20-04-2013 | 03:08 PM

    الجنوب اليوم: فقر أكثر، وتهميش أكثر.. ووعي أكثر!!!

    ثلاثية منطقية 100% فقط في دولة كالاردن!!! فقر ووفرة مصادر،، وتهميش مع كبر مساحة، ووعي مع زيادة تجهيل!!! أصبح حجم وامكانيات ووعي الجنوب في عيون الحكومات الاردنية لا يساوي امكانيات شارع في عبدون!!!

  • 2 المعاني الشامخ 20-04-2013 | 04:47 PM

    الفوسقات - البتراء - الزجاج - حجر البناء - الحجر الرملي - مياه الديسي( تضخ من المدوره) -الفيلدسبار والكاولين والصخر الزيتي واليورانيوم ضمن ردميات الفوسفات ووالتفاح والفسفور والجبص وغيرذلك ناهيك عن شمس معان وا ونحاس فينان والبترول واهل محافظة معان بدوا وريفا وحضرا اقل الناس استهلاكا للحوم الحمراء علما ان اكبر عدد من الابل والجمال هو في المحافظه وتعتبر ثاني محافظة في عدد المواشي ؟والسكة
    نصف ابناء معان المدينه يقيمون خارج المحافظة وثلثين الشوبك كذلك والباديه واللياثنه اقل بقليل وتعيش التنميه؟؟

  • 3 بتراووووووووووووي 20-04-2013 | 05:59 PM

    ومفوضية البترا توزع المنح هنا وهناك .. حتى انها اعطت قبل عام تقريبا مركز الدراسات بجامعة الحسين مبلغ وقدره 68 الف دينار ..

  • 4 د.عبدالله الدراوشه 20-04-2013 | 06:11 PM

    دوما رائع فالجنوب الجنوب مهمش ووضعه سيء وادخل الى غرفة الانعاش فهو الآن متوفي سريرياً

  • 5 خالد 20-04-2013 | 10:04 PM

    الجنوب لا مهمش ولا بطيخ الاردن كلها مهمشة ..

  • 6 فلسطيني محب للجنوب 20-04-2013 | 10:18 PM

    مررت بالجنوب في الشوبك وسكنت بينهم ، نشامى وكرم وأخلاق . ما اقبح الفقر يا أهلي .

  • 7 الى الكاتب 20-04-2013 | 10:49 PM

    كم حملة دكتوراةايها الكاتب من الجنوب ؟!! كم واحد تحصل على بعثات تعليم ودراسات عليا في ارقى الجامعات الغربية من الجنوب !! كم الف طبيب ومهندس ومدير مستشفى ومستشار ووزير من الجنوب ؟!! ليش ما حدا منهم يشرف وينزل يخدم جنوبه ؟!! ما بديش يقعد يذرفلي دموع ويتغزل بجنوبه بدي اياه يهز طوله ويشرف ينزل يخدم جنوبه!! كلهم بلا استثناء سكنوا بعمان وقطعوا كل صلة لهم بجنوبهم وبالاخر جاي تلوم الدولة !!! يعني تخيل مدارس في الجنوب تشتكي من نقص المعلمين والاف من اهل الجنوب يرفض ان يخدم في منطقته!!!

  • 8 نواف ابوتايه 21-04-2013 | 12:21 AM

    شكرا دكتور باسم ع هذا المقال لعل وعسي ان الحكومه تتوعي لما تتجه نحوه من تهميش للجنوب والثروات اللتي تمتلكها من فوسفات وبوتاس وغيره الا انها ضاربه عرض الحائط كم وكم هذه الثروات تذهب لغير ابناء الجنوب حتي بالتعينات بالوظائف العليا والتشكيلات الوزاريه يضعون من هم سكان عمان علي اعتبار انهم من الجنوب وهم بالاصل لا يمدون لنا بصله الا بالهويه الشخصيه

  • 9 بتراوي حقيقي 21-04-2013 | 03:16 AM

    الى تغليق رقم 3 بتراوي... يبدو انك معمي البصيرة......تعيث فسادا من الكادر الداخلي وهم من ابناء اللواء للاسف حيث العطاءات الفاسدة وبمبالغ طائلة ومئات الموظفين المكدسين بدون اي عمل يذكر وتاتي انت تنتقد مشاريع بحثية متعلقة بالتنمية احوج ما يكون لواء البتراء لها وعلى يد باحثين متخصصين تأكد انهم في الغنى عنك وعن مفوضيتك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :