facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب يبتكرون نظرية قطيع الغنم .. ويتحدّون هامتلون


يوسف ابو الشيح الزعبي
24-04-2013 02:46 PM

ظلت نظرية القطيع التي ابتكرها عالم الأحياء هاملتون مثار نقاش وجدل واسع، كونها أكثر النظريات الفلسفية والعلمية تطبيقاً وملامسةً لواقع المجتمعات بصنوفها المختفلة، ذلك أن نظرية القطيع استندت على طرفي المعادلة ما بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية والقائد والجمهور في مختلف المستويات والشؤون.

وبالرجوع إلى تفسير نظرية القطيع يتضح أنها أطلقت على سلوك الشخص في الجماعة عندما يقوم بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمي لها دون تفكير أو تخطيط، فخلال الجماعة الواحدة يميل الأشخاص الأضعف والأقل مركزاً إلى التصرف بسلوك من هم أعلى مركزاً أو أحسن حالة وظيفية أو اجتماعية.

وبالرغم من أن هذه النظرية مستحدثة إلا أنها موجودة في الطبيعة البشرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى، فالقرآن الكريم زاخر بالآيات الدالة على سلوك القطيع، ومنها ما قاله فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).

ومن الأمثلة على سلوك القطيع في تراثنا الزاخر قصة الأحنف بن قيس التميمي حكيم العرب مع يزيد بن معاوية وكان أحد دهاة العرب.

وفي التفاصيل انه لما كان الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أميراً للمؤمنين دارت بينه وبين يزيد بن معاوية حرب تنازل فيها الحسن عن الخلافة ليزيد فدخل الأحنف بن قيس يبايع يزيداً بالخلافة وكان من أنصار الحسن بن علي وكانت زوجة يزيد تجلس وراء الباب تسمع ما يدور بينهما، فقال الأحنف ليزيد: اسمع يا يزيد: إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها وإن تقبل للحرب شبراً أقبلنا لها ذراعاً.. فسكت يزيد" فتعجبت زوجة يزيد من كلامه!

ولما خرج الأحنف بن قيس من مجلس يزيد قالت له: يا أمير المؤمنين لم سكتَ عنه؟ ولماذا لم تقتله؟ فقال يزيد: ويحك يا امرأة ألا تعلمين من هذا؟ قالت: لا "فقال يزيد إنه الأحنف بن قيس التميمي الذي إذا غضب، غضب معه مائة ألف سيف لا يسألونه لماذا غضب..

وقد أدرك يزيد بدهائه أن الأحنف قائد للقطيع وأن وراءه مائة ألف رجل يخرجون معه للقتال لا يدرون لماذا خرجوا!

انها أوضح صورة لسلوك القطيع قالتها العرب، ومع ذلك فإن الإسلام دعا لتحرير العقول وترك التبعية وإلى عمق التفكير واستقلالية القرار ولم يشجع إلا على اتباع الشخص القائد الحكيم العادل المبصر بعد رجوعه وتشاوره المستمر مع البطانة الصالحة حتى يتم الانتقال بالمجتمع والأمة الى ما فيه خير لها ولمستقبلها ولأجيالها المتعاقبة.

بعد البحث والتمحيص الطويل أخال بأن تطبيق هذه النظرية تحديداً لم يغب عن مجتمعاتنا العربية المتعددة منذ عقود طويلة. وربما هي المسؤولة عن حالتنا المتردية واحتلالنا الصفوف الخلفية في المجتماعات العالمية، ذلك أن واقعنا مزري للغاية بوجود هذا الكم الهائل من المجتمعات العربية المتناثرة والضعيفة والمختلفة في حالة إستطاع من خلالها الاستعمار الغربي رسمها وصناعتها لنا بنجاح نتيجة الوهن والضعف والرجعية التي نعيشها منذ قرون مهد ذلك الوضع لفرض نظريات أخرى غير نظرية القطيع التي برعنا في تنفيذها، مثل نظرية"فرق تسد" الاستعمارية، نتج عنها حالة التقسيم والتفتيت الى دويلات ومجتمعات عربية نشهدها الآن، كانت في أغلبها بيئة خصبة لسلوك القطيع.

وخلال العقود المنصرمة لم يكن فقط سلوك القطيع في أغلب المجتمعات في الدول والدويلات العربية مرتهن لسلوك وإرادة رأس القطيع، بل ان مصير ونهاية القطيع نفسه قد إرتهنت لقيادة القطيع، وسيق بها إلى وجهة غير معلومة فلم تدري الى اين هي ذاهبة! فقيادة القطيع هي من تنظر وتبصر وتحدد الوجهة بالنيابة عن القطيع، أما باقي القطيع فيحرك أقدامه فقط وطبعاً الرأس للأسفل، قدْ عُطَّلت حواسهم السمعية والبصرية والذهنية فهم لا يحتاجون لها..حتى غدا الجميع نسخة واحدة.. في الشكل والفكر والطموح والأحلام، مع ذلك لم تكن هنا المعضلة، طالما هذا السلوك ارتهن بسلوك قائد القطيع العادل المستنير الواعي، لكن المعضلة حدثت في قادة لبعض الدول والمجتمعات العربية من فاقدي الحكمة والبصيرة والتي ارتضت هذه المجتمعات التي اصابها العمى عبر العقود الطويلة بأن تتبعها وذهبت بها الى الهاوية، حتى ان هذه المجتمعات التي فقدت بوصلتها لم تطبق على اقل تقدير نظرية قطيع الغنم التى ابتكرها العرب انفسهم وبرعوا فيها، عندما وضعوا "حماراً" مدربا يقود الطريق المشوب بالمخاطر بدلاً من الراعي ليعود بقطيع الغنم بسلام وأمان، فقد غابت الحكمة والعقل عن قادة الغنم "الحمير" لكنها ظلت محافظة على بصيرتها وإنضباطها وقادة قطيع الغنم بنجاح نحو بر الامان لتعود بها الى الزرائب في الديار بعد رحلة المراعي الموفقة.

وبهذا الخريف الذي نعيشه يظهر التساؤل، هل سنعيش مرة اخرى بشكل فطري مرحلة الوهن والضعف يتاح خلالها للمستعمر والمحتل الاجنبي واليهودي فرصة تفعيل نظرية " فرق تسد " من جديد ؟ لنرى مزيداً من التقسيم والتفتيت لبعض الدول والمجتماعات العربية التي تعيش حالياً مرحلة الفوضى ولم تطبق على الاقل نظرية القطيع بأصولها ونصبّت قادة لم يكونوا على الإطلاق بمستوى حمير قطيع الغنم المنضبطة!! أم أن هناك ما يلوح في الأفق نحو ربيعاً حقيقياً لمجتمعات أبت ان تساق كالقطعان وأخذت تستخدم حواسها وتلتمس طريقاً معاكساً لتيار القطيع المنجرف إلى الهاوية، عندها اقولها بالفم المليان اننا بحاجة في هذه المرحلة تحديداً لربيعاً وثورةً على النفس قبل الثورة على الرعية والحكّام، لنجسد بالمحصلة قول المولى عزل وجل "إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".


yousefaboalsheeh@hotmail.com





  • 1 الدكتور احمد خزاعلة 24-04-2013 | 02:50 PM

    هههههههههه ابدعت فيما قلت في الفقرة الاخيرة
    ولم تطبق على الاقل نظرية القطيع بأصولها ونصبّت قادة لم يكونوا على الإطلاق بمستوى .......

  • 2 قطيع غنم بلدي 24-04-2013 | 02:52 PM

    نعتذر...

  • 3 واحد من الق....... 24-04-2013 | 02:53 PM

    باع باع اين ..........

  • 4 واحد من الق......... 24-04-2013 | 02:53 PM

    باع باع اين ..........

  • 5 م احمد سلمان الخلايلة 24-04-2013 | 02:54 PM

    كلام ذو مغزى كبير ، لكن حتى اننا لم ننصب بمستوى ..........
    رغم وجود كلمة .................. ، لكن الابداع كان في الفقرة الاخيرة

  • 6 رامي عيسى القرايمة الشجرة اربد 24-04-2013 | 02:56 PM

    نعتذر...

  • 7 غازي ردايدة 24-04-2013 | 03:05 PM

    كلام صحيح

  • 8 خالد الدوايمة 24-04-2013 | 03:08 PM

    استاذي العزيز ساعدة نظرية قطيع الغنم كما تقول على تطبيق نظرية فرق تسد من جديد ولذلك سنرى شرق اوسط جديد

  • 9 علي المجالي 24-04-2013 | 03:22 PM

    رائع "نص مكتمل "

  • 10 محمد المجالي 24-04-2013 | 03:53 PM

    مقال اكثر من رائع وانا شخصيا معك في التحليل القرات الاخيرة هي التي شدتني اكثر

  • 11 رجب الصعيدي 24-04-2013 | 03:54 PM

    يا اخي قولها والاجر على الله نحن شوعب عربية تعيش ك.......

  • 12 هاشم خالد ذيابات 24-04-2013 | 03:59 PM

    مقال فلسفي لكن وظف بطريقة صحيحة ، المغزى واضح ، يا ريب بعض القادة كانوا بمستى من راع قطيع الغنم وانت وصفته بانه منضبط" "

  • 13 المهندس محمود بدارنة 24-04-2013 | 03:59 PM

    رائع
    شكرا على هذا الابداع

  • 14 هدى يونس 24-04-2013 | 04:02 PM

    التحية والتقدير دوما لما تكتب
    ولموقع عمون المميز

  • 15 واحد من الحراك 24-04-2013 | 04:26 PM

    اجزم باننا نحن الحراك من النوع الثاني الذي ابي ان يسير مثل ...

  • 16 مجهولة 24-04-2013 | 06:14 PM

    يسلم المقال وكاتب المقال

  • 17 ibrahim khazali australia 24-04-2013 | 06:45 PM

    نحن امه اعزها الله بالاسلام وبما انه لا يوجد مسلمين كال....... الاول فسيستحق ..........

  • 18 fadi 24-04-2013 | 08:28 PM

    Good

  • 19 الدكتور عيسى خالد العبدالرزاق 24-04-2013 | 10:28 PM

    تشخيص للواقع صحيح وطبعا الغرب او من فرق المجتمعات العربية عبر هذه الدول المصنعة لكنا كما قلت اخي الكاتب مهدنا لهذا التقسيم وتطبيق نظرية فرق تسد عبر ضعفنا وتشتتنا ، ثم لم نفلح في تطبيق حتى نظرية القطيع الى نظرية القطيع العربية التي ابتكها العرب وقد اضحكتني باسلوبك اللاذع الهادف ذو المغزى الرائع
    نعم لم نطبق حتى هذه النظيرة " نظريةقطيع الغنم "

  • 20 نادر الرواجيح 24-04-2013 | 10:29 PM

    دق ناقوس الخطر بالامة ونحن الى الهاوية

  • 21 خنو 24-04-2013 | 10:40 PM

    طيب

  • 22 مملكة .. 24-04-2013 | 10:52 PM

    الاردن هي مملكة ..

  • 23 رأفت الدوري 24-04-2013 | 10:57 PM

    تحليل في محله هذا هو واقعنا ، شعوب تنقصها القادة الحكماء
    وشعوب بحاجة لاصلاح نفسها اولا

  • 24 شكلك خريج مدارس وجامعة .. 24-04-2013 | 11:49 PM

    طيب ليش دخلت الدين بالنص ..

  • 25 محمد حسام خزاعلة 25-04-2013 | 12:27 AM

    سلمت يداك يا ابو رسلان

  • 26 المحامي محمد احمد عبيدات 25-04-2013 | 01:45 AM

    يوسف الزعبي خريج مدارس وجامعة الوطن ابن حراث بدء من الصفر يهوى المرتفعات والقمم

  • 27 جمانة 25-04-2013 | 01:52 AM

    مااثر علينا نظرية فرق تسد وليس نظرية القطيع

  • 28 شادي العيساوي 25-04-2013 | 01:55 AM

    ههههههههههههههه حتى اننا لم ننصب قادة ...

    الكتاب الزعبية ثعالب الاعلام ، لك مستقبل باهر قو هد

  • 29 artamesia 25-04-2013 | 02:34 AM

    رحم الله الملك حسين عندما احضر زعماء العالم الى جنازته وفهمكوا بيكفي

  • 30 مأمون فراس تايه 25-04-2013 | 11:07 AM

    الى ارتميسيا يعني في نظرية اخرى..............ههههههههههه

  • 31 د. ناجي سليمان العيسى 25-04-2013 | 11:11 AM

    مقال رائع تستحق التقدير انا دائما اقول ان المسؤولية تقع على الشعوب اولا ثم الحكام ، لان الشعوب هي من تأتي بالحكام
    والاناء ينضح بما فيه ، ثم حالة الخنوع واللاأخلاق التي نعيشها
    ومتى نصحى الا على الطلم والاستبداد وبعد الذهاب الى الهاوية كما تقول اخي الكاتب ، لا اعرف هل فات القطار ؟ !!!!!!

  • 32 هند 25-04-2013 | 12:44 PM

    واو

  • 33 قاسم ادريس ابوجواد 25-04-2013 | 01:39 PM

    يجب الرجوع الى الدين الاسلامي بتعاليمه الصحيحة
    نحن امة اعزنا الله بالاسلام وبغيرها لنا طريق المذلة

    وصف ديقيق لحال الامة ذكرتها استاذنا زعبي .....

  • 34 قاسم ادريس ابوجواد 25-04-2013 | 01:40 PM

    يجب الرجوع الى الدين الاسلامي بتعاليمه الصحيحة
    نحن امة اعزنا الله بالاسلام وبغيرها لنا طريق المذلة

    وصف ديقيق لحال الامة ذكرتها استاذنا زعبي ......

  • 35 ناصر 25-04-2013 | 02:14 PM

    الله ما أجملك كتبت مقالا في صميم الحقيقة ويا ليتنا نعي ما تقول وان ندخل هذا الفكر في مدارسنا لنوعي ابناءنا ...يا ريت.

  • 36 nedaa 28-04-2013 | 05:51 PM

    thank you for this report ,go on


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :